فيروس (الوسواس الخناس)
الحلقة6️⃣
في هذه الحلقة سنذكر المكافح للنفس، ألا وهو العقل، فالله سبحانه وتعالى خلق لنا النفس وهدانا للنجدين طريق الخير وطريق الشر ثم إن هذه النفس يمكن تزكيتها وتدنيسها وجعل الاختيار لنا في ذلك ولم يجبرنا سبحانه وتعالى ليميز الصادق من الكاذب والخبيث من الطيب
ولأن النفس تحب الشهوات خلق الله تعالى لنا آلة العقل التي هي أعظم آلة في أجسامنا، وفي هذه الحلقة سنغوص معاً في بحر العقل والفطرة التي لها القدرة على كبح جماح أنفسنا، فمن رحمة الله سبحانه وتعالى بنا أوجد لنا الآلات التي بها نستطيع فعل ما نريد، ومكننا من ذلك ولم يتبق علينا إلا أن نستخدمها فيما يرضيه، وقد ذكرنا أمراً مهماً في الحلقة السابقة وهو أن فساد النفس يترتب عليه فساد العقل والقلب وهذا أخطر شيء علينا.
أما لماذا فلأن العقل هو المتحكم بكل أجهزة الجسم، وبه نفرق بين الحق والباطل، وما سمي العقل عقلا إلا لأنه يعقل النفس أي يقيدها ويحجرها عن تصرفاتها الرعناء، والعقل هو ما يميزنا عن بقية الحيوانات، ولولاه لما كان هنالك فرق بيننا وبينها، نحن نعرف العاقبة والحيوان لا يعرفها، وعندما يدخل فيروس الوسواس إلى عقولنا يقوم بتهئة كل خير ولو على المدى البعيد، وهذا فعلا ما يحصل ونحن غافلون....
والآن أيها الأحبة الكرام، تأملوا جيدا وانظروا في كتاب الله تعالى بتدبر، وأخبروني ما هو الأمر العظيم الذي يركز عليه القرآن؟؟ أليس هو العقل....
ألم يقل الله في كثير من ءاياته لعلكم تعقلون لعلكم تتفكرون وغيرها من الآيات الصارخة، لماذا يركز على استخدام العقل وتصحيح النظر في ما خلق وأوجد؟!...
إن العقل هو السلاح الفتاك والمكافح الفعال للفيروسات، لأنه يمتلك مضادات قوية وعناصر مباغتة وهجومية ودفاعية، ولكن كيف يكون هذا الأمر....
ولكي نعرف عظمة العقل، تأملوا في هذا الحديث القدسي ( لمَّا خلق الله العقل قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر ثم قال وبعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعظم منك بك أطاع وبك أعصى)
يتبين لنا الآن أن العقل أعظم خلق الله تعالى، وأن الطاعة والمعصية بسببه...
إن الحديث يضع النقاط على الحروف، وهناك تساؤلات كثيرة تحوم حوله، ومنها كيف تكون المعصية والطاعة بسببه؟؟؟
ألسنا نعصي بجوارحنا بأيدينا وألسنتنا؟؟
أليس المعصية بسبب أرجلنا؟؟
وهنا دعوة لتصحيح ما اعتقدناه طريقا للتغيير؛ لأن البعض عندما يريد أن يقوم بعملية التغيير يضع لنفسه الالتزامات الشاقة التي قد يتركها فجأة وهكذا حتى يؤدي به إلى حالة الإحباط واليأس، فيحاول أن يمنع يده من البطش والسرقة وعينه من النظر إلى المحرمات، وينسى أو يجهل أن كل هذه الأجهزة إنما هي جنود تعمل مع العقل، فمتى وجهها بالخير توجهت أو بالشر تحركت...
وهنا ندرك أن وظيفة العقل هي التفكير والذي هو المحرك لكل أجهزة الجسم وهذا هو معنى الحديث(بك أطاع وبك أعصى)
فالذي يسرق قبل أن يباشر السرقة توسوس له النفس وتتزاحم عليه الأفكار فمتى فرضت هذه الأفكار نفسها على العقل يقوم بإرسالها إلى اليد أن أقدم على العملية ويضع له كل المبررات؛ ذلك أنه قد تم السيطرة عليه ولم يعد فيه ضمير يؤنبك بسبب الوسواس الخناس
وهكذا في المقابل لو تم تنقية العقل وتطهيره وتزكيته باستخدام الأفكار الصحيحة لكانت النتيجة أن يتحرك كل جهاز في الجسم وفق مراد الله سبحانه وتعالى، ومن هنا ندرك، أن أسلحة النفس هي الوسوسة وكذلك شياطين الانس والجن
ومعرفة العدو وسلاحه يمكننا من معرفة المكافح والعلاج، لأنه بمجرد تشخيص الطبيب للمريض يستطيع معالجته، ونحن لو عقلنا وفهمنا عدونا وأسلحته نستطيع مواجهته والقضاء عليه وما زال في أول طريقه......
وإن شاء الله سنتحدث أكثر عن عظمة العقل وأهميته وأسلحته القوية ودوره في صد هجوم العدو وصناعة الخير والصلاح والفلاح في الحلقة المقبلة
تابعونا في الحلقة القادمة لإكمال ما تبقى من هذه السلسلة...
المفتقر إلى عفوالله/ عبدالمجيد إدريس
💎قناة المعارف الربانية💎
قناة تبحث في المعارف الربانية، انطلاقا من قوله تعالى :فاعلم أنه لا إله إلا الله.
المعارف: وهي كل ما من شأنه يدل على الله تعالى في مختلف مناحي الحياة.
الربانية:وهي تدل على رعاية الله بعباده ورحمته بهم.
غايتها: معرفة الله حق معرفته.
https://t.me/almaaref_elrabaneyah
الحلقة6️⃣
في هذه الحلقة سنذكر المكافح للنفس، ألا وهو العقل، فالله سبحانه وتعالى خلق لنا النفس وهدانا للنجدين طريق الخير وطريق الشر ثم إن هذه النفس يمكن تزكيتها وتدنيسها وجعل الاختيار لنا في ذلك ولم يجبرنا سبحانه وتعالى ليميز الصادق من الكاذب والخبيث من الطيب
ولأن النفس تحب الشهوات خلق الله تعالى لنا آلة العقل التي هي أعظم آلة في أجسامنا، وفي هذه الحلقة سنغوص معاً في بحر العقل والفطرة التي لها القدرة على كبح جماح أنفسنا، فمن رحمة الله سبحانه وتعالى بنا أوجد لنا الآلات التي بها نستطيع فعل ما نريد، ومكننا من ذلك ولم يتبق علينا إلا أن نستخدمها فيما يرضيه، وقد ذكرنا أمراً مهماً في الحلقة السابقة وهو أن فساد النفس يترتب عليه فساد العقل والقلب وهذا أخطر شيء علينا.
أما لماذا فلأن العقل هو المتحكم بكل أجهزة الجسم، وبه نفرق بين الحق والباطل، وما سمي العقل عقلا إلا لأنه يعقل النفس أي يقيدها ويحجرها عن تصرفاتها الرعناء، والعقل هو ما يميزنا عن بقية الحيوانات، ولولاه لما كان هنالك فرق بيننا وبينها، نحن نعرف العاقبة والحيوان لا يعرفها، وعندما يدخل فيروس الوسواس إلى عقولنا يقوم بتهئة كل خير ولو على المدى البعيد، وهذا فعلا ما يحصل ونحن غافلون....
والآن أيها الأحبة الكرام، تأملوا جيدا وانظروا في كتاب الله تعالى بتدبر، وأخبروني ما هو الأمر العظيم الذي يركز عليه القرآن؟؟ أليس هو العقل....
ألم يقل الله في كثير من ءاياته لعلكم تعقلون لعلكم تتفكرون وغيرها من الآيات الصارخة، لماذا يركز على استخدام العقل وتصحيح النظر في ما خلق وأوجد؟!...
إن العقل هو السلاح الفتاك والمكافح الفعال للفيروسات، لأنه يمتلك مضادات قوية وعناصر مباغتة وهجومية ودفاعية، ولكن كيف يكون هذا الأمر....
ولكي نعرف عظمة العقل، تأملوا في هذا الحديث القدسي ( لمَّا خلق الله العقل قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر ثم قال وبعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعظم منك بك أطاع وبك أعصى)
يتبين لنا الآن أن العقل أعظم خلق الله تعالى، وأن الطاعة والمعصية بسببه...
إن الحديث يضع النقاط على الحروف، وهناك تساؤلات كثيرة تحوم حوله، ومنها كيف تكون المعصية والطاعة بسببه؟؟؟
ألسنا نعصي بجوارحنا بأيدينا وألسنتنا؟؟
أليس المعصية بسبب أرجلنا؟؟
وهنا دعوة لتصحيح ما اعتقدناه طريقا للتغيير؛ لأن البعض عندما يريد أن يقوم بعملية التغيير يضع لنفسه الالتزامات الشاقة التي قد يتركها فجأة وهكذا حتى يؤدي به إلى حالة الإحباط واليأس، فيحاول أن يمنع يده من البطش والسرقة وعينه من النظر إلى المحرمات، وينسى أو يجهل أن كل هذه الأجهزة إنما هي جنود تعمل مع العقل، فمتى وجهها بالخير توجهت أو بالشر تحركت...
وهنا ندرك أن وظيفة العقل هي التفكير والذي هو المحرك لكل أجهزة الجسم وهذا هو معنى الحديث(بك أطاع وبك أعصى)
فالذي يسرق قبل أن يباشر السرقة توسوس له النفس وتتزاحم عليه الأفكار فمتى فرضت هذه الأفكار نفسها على العقل يقوم بإرسالها إلى اليد أن أقدم على العملية ويضع له كل المبررات؛ ذلك أنه قد تم السيطرة عليه ولم يعد فيه ضمير يؤنبك بسبب الوسواس الخناس
وهكذا في المقابل لو تم تنقية العقل وتطهيره وتزكيته باستخدام الأفكار الصحيحة لكانت النتيجة أن يتحرك كل جهاز في الجسم وفق مراد الله سبحانه وتعالى، ومن هنا ندرك، أن أسلحة النفس هي الوسوسة وكذلك شياطين الانس والجن
ومعرفة العدو وسلاحه يمكننا من معرفة المكافح والعلاج، لأنه بمجرد تشخيص الطبيب للمريض يستطيع معالجته، ونحن لو عقلنا وفهمنا عدونا وأسلحته نستطيع مواجهته والقضاء عليه وما زال في أول طريقه......
وإن شاء الله سنتحدث أكثر عن عظمة العقل وأهميته وأسلحته القوية ودوره في صد هجوم العدو وصناعة الخير والصلاح والفلاح في الحلقة المقبلة
تابعونا في الحلقة القادمة لإكمال ما تبقى من هذه السلسلة...
المفتقر إلى عفوالله/ عبدالمجيد إدريس
💎قناة المعارف الربانية💎
قناة تبحث في المعارف الربانية، انطلاقا من قوله تعالى :فاعلم أنه لا إله إلا الله.
المعارف: وهي كل ما من شأنه يدل على الله تعالى في مختلف مناحي الحياة.
الربانية:وهي تدل على رعاية الله بعباده ورحمته بهم.
غايتها: معرفة الله حق معرفته.
https://t.me/almaaref_elrabaneyah