سورة الأعراف(الموعظة الخامسة عشرة)..يذكر الله (عز وجل)في كتابه الكريم أصناف من الناس، لهم أعين ،ولكنهم لا يبصرون بها ..يقرأ نعي فلان وفلان ، لكنه لا يتأثر..ولا يخاف ..وكأن الموت مكتوبا على الآخرين ، وهو قد استثناه الخالق من ذلك. .يسمع آيات العذاب للعاصين والمنصرفين عن طاعة الله تعالى ولا يرتعد قلبه لسماعها وكأنه ليس المخاطب بذلك.ويسمع ما اعده الله تعالى للمؤمنين من النعيم المقيم ولا تهفو نفسه ، لذلك النعيم. ولا يفكر في نفسه ولا يختار لها هذا الخير الابدي ..يتخبط في حياته ، تخبط الاعمى والأطرش بل هو اضل من ذلك ربما أعمى يفقه ذوي الأبصار أمور دينهم.ولهم قلوب لا يفقهون بها ..لا يميزون بها ما ينفعهم عما يضرهم..اي ليس ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله تعالى سبب للهداية ولم يكونوا صما ولا بكما ولا عميا الا عن الهدى ..(فانها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور)..فهؤلاء الذين لا يسمعون الحق ولا يفقهونه ولا يبصرون الهدى كالأنعام السارحة التي لا تنتفع بهذه الحواس منها الا الذي ينفعها في هذه الحياة الدنيا..بل هم أضل منها. فهي تستجيب الى راعيها وان لم تفقه كلامه ، وهم لا يستجيبون لخالقهم وهم يفقهون كلامه(جل جلاله). بخلافها ، وهي تفعل ما خلقت له ،وهم لا يفعلون.