ومن طرائف اخبارها أنه حصل بينها وبين الشاعر علي بن صالح الجُمَيزَة – من قبيلة الحَدَاء – مساجلاتٍ شعريةٍ، وهو من الشعراء المنافسين لها، فعجز ذلك الشاعر عن منافستها في ميدان الشعر فلجأ إلى سرقة جملها الملقب (خرصان)، فما كان منها إلاَّ أن أصلته بنار شعرها فاحترق – وتعدُّ هذه الأبيات البالة التاريخية للشاعرة غزال المقدشية ولا تزال تُغنَّى حتى يومنا هذا:
ياللهْ يا مُنصفْ المظلومْ بَكْ نتكِــــــــلْ
لانتهْ مِهِلْ يا إلهَ العرش فَانَا عَجِلْ
انصفتْ لي من علي صالح جُمَيزَهْ قِتِلْ
جعلْ لهْ الصوبْ يُمسي من رسيسها يِزلْ
ما عاد احدْ يُبكي الميِّتْ وقلْ لِهْ بــــحلْ
وبعضَ الأصحابْ، عَيِّنْ صحبتهْ ما تِحِلْ
غَزَالْ قالتْ تعالـــــــــــوا يا وجيهَ القُبِلْ
ادي لكم حكمْ لا ينزِلْ ولا يِنْدِوِلْ
الهيْج به هيْج، والنعجهْ بدلهـــــــا رِخِلْ
حاكبــــر يوم قلتمْ يا غَزَالْ الغزِلْ
مثلت غزال حالة متقدمة من الرفض الاجتماعي للطبقية ومحاربتها في زمن لم تكن هذه الأصوات حاضرة، وتمسّك الكثيرون ممن أتو بعدها بقيم المساواة الاجتماعية لأنها الأصل، وليس من تأكيد لهذا التمسك أكثر من حفظ وتناقل أخبارها واشعارها ، وهذه حالة إيجابية في المجتمع من الحكمة تعزيزها والبناء عليها لنصل للقضاء على كل مظاهر الطبقية المقيتة وأثارها على المستوى الفردي والقومي .
الهوامش:
-----------
1/هو الشاعر حبيب بن أوس بن الحارث الطائي (188-231هـ / 803-84)
2/موسوعة ويكيبيديا على الرابط
https://ar.m.wikipedia.org/wiki3/عبدالله صالح حسن الشحف البردوني شاعر وناقد وأديب ومؤرخ يمني (1929- 1999م)
4/الدكتور عبدالعزيز صالح المقالح أديب وشاعر وناقد يمني (1937- 2022م)
5/مجلة الثقافة الشعبية (فصلية علمية محكمة) العدد 43 ، 2018م – دار الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر – الكويت .
6/عبدالعزيز المقالح ، شعر العامية في اليمن.. دراسة تاريخية ونقدية – ص:401 الطبعة الأولى 1978م – دار العودة – بيروت – لبنان.
7/عبدالله البردوني – رحلة في الشعر اليمني قديـمه وحديثه ، ص 333: الطبعة الخامسة 1415هـ 1995 م – دار الفكر – دمشق – سوريا.
8/مقال للكاتب منشور على الرابط :
https://www.khaleejinews.net/art2431.html9/المقالح ، ص: 401 مرجع سابق .
10/عبدالله البردوني – رحلة في الشعر اليمني قديـمه وحديثه – ص326 – دار العودة – بيروت – الطبعة الثالثة -1978م
11/مجلة الثقافة الشعبية – مرجع سابق .
12/المقالح ، ص: 405 مرجع سابق .