ثية جاؤوا لمسح أرض الفرقة وما حولها، وكان مسؤول المساحة العسكرية يومها العميد علي حسين العنسي – رحمه الله- لكن العميد محسن سريع، قائد الفرقة الأولى مدرع حينها – رحمه الله- تصدى لهم ومنعهم من مسح الأرض ورفض التعويض.
الادعاء الحوثي الإمامي بأراضي الفرقة على أنها مساقي لمزارع أراضي المتوكل على الله المطهر بن يحيى والممتدة من شارع الزراعة بصنعاء ومنطقة الكويت وحتى سواد حنش ادعاء من حيث المنطق وواقع الحال لا يستقيم مطلقاً، فضلاً عن الكثير من الأدلة الأخرى التي سنسردها لاحقاً، فإن صح هذا الادعاء بالأراضي (وهو غير صحيح أصلاً) فإن الأراضي الزراعية في منطقة الكويت وما تليها باتجاه الفرقة يفصل بينها فاصل طبيعي وهي سائلة سواد حنش التي يذهب ماؤها وجريانها نحو الحصبة ومن ثم الجراف فالروضة ولا تصب جنوباً لأراضي الكويت والزراعة، وهنا تنتفي حجة أنها مساقي تلك الأراضي وبالتالي يبطل الاستدلال بتلك الحجة التي لا تقوى على الصمود أمام الحقائق على الأرض.
ثانياً: كان الادعاء بصكوك الملكية يعود إلى ملكية "المتوكل على الله" المطهر بن يحيى والذي تلقبه الزيدية الهادوية بالمظلل بالغمام، والذي عاش في زمن الدولة الرسولية في القرن السابع الهجري، وهو ادعاء باطل أيضاً شكلاً ومضموناً؛ كون هذا الإمام كان دعياً لم تقم له دولة، ولم يتملك الأراضي، ولم يكن له وجود في صنعاء مطلقاً، فقد عاش متمرداً على الدولة الرسولية ملاحقاً من قبلها في الشعاب والمناطق النائية ولا يقر له قرار، فقد كان مطلوباً أمنياً وملاحقاً عسكرياً يعيش متنقلاً بين خولان وحجة وقليل في عمران وكوكبان فقط، ولم تقم له دولة كبقية الأئمة المتغلبين في بعض الفترات المتقطعة، باستثناء شهر أو شهرين من مكوثه بصنعاء أثناء تحالفه مع المتمرد المنشق عن الدولة الرسولية أمير صنعاء يومها للدولة أسد الدين بن بدر الدين بن علي رسول، الذي تحالف مع الإمام المطهر بن يحيى للتمرد على صهره وابن عمه الملك المظفر، وغدر به المطهر وأخرجه من صنعاء مدة ذلك الشهر حتى أرسل له المظفر جيشاً بقيادة ابنه الملك المؤيد وطارده من صنعاء حتى جبال اللوز في خولان، ودارت بينهما واقعة مشهورة انهزم فيها المطهر بن يحيى وتشرد في الجبال، وهناك أطلق عليه (المظلل بالغمام) كنوع من الدعاية والهالة الإمامية المعتادة، وعاش متنكراً في كثير من حياته، وتوفي في ذروان بحجة ولم يستقر له قرار، وعليه فكيف تملك تلك الأراضي في حين لم يأمن على نفسه من الملاحقة ولم يقم دولة؟!
لقد أوضحت هذا التشرد والملاحقة تلك السجالات الشعرية بين المطهر بن يحيى والملك المؤيد الرسولي، حيث قال له الملك المؤيد:
رويدك لا تعجل فما أنت بعلها سآتيك فتاكاً يعلمك الضربا
فإن تك ذا عزمٍ فلا تكُ هارباً كعادة من صرت من بعده عقبا
وسائل جبال اللوز عنا وعنكم فأفضلكم ولى وخلفكم نهبا
فعاملتكم بالصفح إذ هو شيمتي وما أنتم تعفون عن واقع ذنبا
ويقصد ببعلها هنا سيد الحرب وصاحبها؛ إذ جاءت هذه الأبيات بعد تمرد المطهر وإرساله قصيدة تهديد للملك المظفر إلى تعز، فأرسل له ابنه الملك المؤيد جبار الحرب وملك الشعر والأدب.
هذا الإمام هو نفسه صاحب أشهر مقولة في حق الملك المظفر الرسولي حينما توفي الملك بالقول: "مات التُّبّع الأكبر..مات معاوية الزمان..مات من كانت أقلامُه تُكَسِّر سيوفنا ورماحَنا"، وهذا يعكس مدى قوة ذلك الملك ومواجهته الإمامة.
وهذا التشرد والتشرذم أيضاً يبطل ادعاءاتهم تلك، وكان الأولى بالجهة المرفوع ضدها قضية التعويض، وهي هيئة المساحة والأشغال العسكرية أن تستعين بباحثين تاريخيين في مثل هذه القضايا، لكنها خدعت خديعة منكرة.
من خلال الترافع بهذه الأراضي كان مدخل الحوثيين إلى هذا الإمام كونهم يدعون انتساباً إليه ولم يبرزوا أوراقهم الخاصة مثلاً بالمتوكل إسماعيل، أو المتوكل شرف الدين، أو المتوكل القاسم بن الحسين، أو المتوكل يحيى حميد الدين، وهذا الأخير الأقرب زماناً ومكاناً، بل قفزوا على 24 جيلاً لكي ينفذوا من هذا الثقب فقط لإثبات أي حق لهم في صنعاء خاصة، وكان ذلك الأمر قبل تمكنهم بالانقلاب على الدولة في أيام ضعفهم أثناء الحروب الستة السابقة في صعدة.
.....(يتبع الحلقة الثانية)
الادعاء الحوثي الإمامي بأراضي الفرقة على أنها مساقي لمزارع أراضي المتوكل على الله المطهر بن يحيى والممتدة من شارع الزراعة بصنعاء ومنطقة الكويت وحتى سواد حنش ادعاء من حيث المنطق وواقع الحال لا يستقيم مطلقاً، فضلاً عن الكثير من الأدلة الأخرى التي سنسردها لاحقاً، فإن صح هذا الادعاء بالأراضي (وهو غير صحيح أصلاً) فإن الأراضي الزراعية في منطقة الكويت وما تليها باتجاه الفرقة يفصل بينها فاصل طبيعي وهي سائلة سواد حنش التي يذهب ماؤها وجريانها نحو الحصبة ومن ثم الجراف فالروضة ولا تصب جنوباً لأراضي الكويت والزراعة، وهنا تنتفي حجة أنها مساقي تلك الأراضي وبالتالي يبطل الاستدلال بتلك الحجة التي لا تقوى على الصمود أمام الحقائق على الأرض.
ثانياً: كان الادعاء بصكوك الملكية يعود إلى ملكية "المتوكل على الله" المطهر بن يحيى والذي تلقبه الزيدية الهادوية بالمظلل بالغمام، والذي عاش في زمن الدولة الرسولية في القرن السابع الهجري، وهو ادعاء باطل أيضاً شكلاً ومضموناً؛ كون هذا الإمام كان دعياً لم تقم له دولة، ولم يتملك الأراضي، ولم يكن له وجود في صنعاء مطلقاً، فقد عاش متمرداً على الدولة الرسولية ملاحقاً من قبلها في الشعاب والمناطق النائية ولا يقر له قرار، فقد كان مطلوباً أمنياً وملاحقاً عسكرياً يعيش متنقلاً بين خولان وحجة وقليل في عمران وكوكبان فقط، ولم تقم له دولة كبقية الأئمة المتغلبين في بعض الفترات المتقطعة، باستثناء شهر أو شهرين من مكوثه بصنعاء أثناء تحالفه مع المتمرد المنشق عن الدولة الرسولية أمير صنعاء يومها للدولة أسد الدين بن بدر الدين بن علي رسول، الذي تحالف مع الإمام المطهر بن يحيى للتمرد على صهره وابن عمه الملك المظفر، وغدر به المطهر وأخرجه من صنعاء مدة ذلك الشهر حتى أرسل له المظفر جيشاً بقيادة ابنه الملك المؤيد وطارده من صنعاء حتى جبال اللوز في خولان، ودارت بينهما واقعة مشهورة انهزم فيها المطهر بن يحيى وتشرد في الجبال، وهناك أطلق عليه (المظلل بالغمام) كنوع من الدعاية والهالة الإمامية المعتادة، وعاش متنكراً في كثير من حياته، وتوفي في ذروان بحجة ولم يستقر له قرار، وعليه فكيف تملك تلك الأراضي في حين لم يأمن على نفسه من الملاحقة ولم يقم دولة؟!
لقد أوضحت هذا التشرد والملاحقة تلك السجالات الشعرية بين المطهر بن يحيى والملك المؤيد الرسولي، حيث قال له الملك المؤيد:
رويدك لا تعجل فما أنت بعلها سآتيك فتاكاً يعلمك الضربا
فإن تك ذا عزمٍ فلا تكُ هارباً كعادة من صرت من بعده عقبا
وسائل جبال اللوز عنا وعنكم فأفضلكم ولى وخلفكم نهبا
فعاملتكم بالصفح إذ هو شيمتي وما أنتم تعفون عن واقع ذنبا
ويقصد ببعلها هنا سيد الحرب وصاحبها؛ إذ جاءت هذه الأبيات بعد تمرد المطهر وإرساله قصيدة تهديد للملك المظفر إلى تعز، فأرسل له ابنه الملك المؤيد جبار الحرب وملك الشعر والأدب.
هذا الإمام هو نفسه صاحب أشهر مقولة في حق الملك المظفر الرسولي حينما توفي الملك بالقول: "مات التُّبّع الأكبر..مات معاوية الزمان..مات من كانت أقلامُه تُكَسِّر سيوفنا ورماحَنا"، وهذا يعكس مدى قوة ذلك الملك ومواجهته الإمامة.
وهذا التشرد والتشرذم أيضاً يبطل ادعاءاتهم تلك، وكان الأولى بالجهة المرفوع ضدها قضية التعويض، وهي هيئة المساحة والأشغال العسكرية أن تستعين بباحثين تاريخيين في مثل هذه القضايا، لكنها خدعت خديعة منكرة.
من خلال الترافع بهذه الأراضي كان مدخل الحوثيين إلى هذا الإمام كونهم يدعون انتساباً إليه ولم يبرزوا أوراقهم الخاصة مثلاً بالمتوكل إسماعيل، أو المتوكل شرف الدين، أو المتوكل القاسم بن الحسين، أو المتوكل يحيى حميد الدين، وهذا الأخير الأقرب زماناً ومكاناً، بل قفزوا على 24 جيلاً لكي ينفذوا من هذا الثقب فقط لإثبات أي حق لهم في صنعاء خاصة، وكان ذلك الأمر قبل تمكنهم بالانقلاب على الدولة في أيام ضعفهم أثناء الحروب الستة السابقة في صعدة.
.....(يتبع الحلقة الثانية)