قال سفيان الثوري : ليتني كنت اقتصرت على القرآن.
أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في العلل ومعرفة الرجال ١\٤٦٩ويحيى بن معين كما في تاريخه لابن محرز ٢\١٥٩كلاهما من طريق علي بن حكيم قال سمعت أبا الأحوص يقول سمعت سفيان يقول ليتني كنت اقتصرت على القرآن.
ابن تيمية :وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن.
ذيل طبقات الحنابلة.١\٣٤٤
ومثل قوليهما قال السيوطي.
ورأيت الجامع لهؤلاء اعتزالهم القصري أو الإرادي آخر العمر،حيث تفرغوا للقرآن تاركين سواه،ففتح لهم بقراءته والتدبر فيه،والتفرغ له مع ما حصلوا من علوم الشريعة الكثير فقالوا مقالاتهم هذه.
فالثوري كان متواريا في بيت عبد الرحمن بن مهدي،لا يزوره إلا مضيفه ويحيى بن سعيد القطان والفضيل بن عياض.وقليلون جداً ممن يؤمن لهم.
وابن تيمة كان سجينا.
والسيوطي اعتزل ولزم بيته لا يخرج منه لما آوذي من غيره.
ولكن يقال عن هؤلاء إنهم انتفعوا بهذا التفرغ للقرآن بعد أن ملكوا زمام العلوم من فقه وتفسير وأصول ولغة،فهم أئمة في هذا الشأن،فلما بلغوا الذروة في هذه العلوم صار القرآن لهم على المعنى الذي قالوه،وذلك بأن أبصروا ما فيه من كنوز.
ولذلك فما أحسوا به وعلموه من هذه الكنوز إنما حصل بعد تحصيل أدوات الفوائد القرآنية.