ﺣﻜﻢ تهدﻳﺪ اﻟﺰﻭجة ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﺈﺭﺳﺎﻟﻬﺎ ﻷﻫﻠﻬﺎ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻳﻬﺪﺩﻫﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺧﻼﻑ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﺜﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ، ﻓﻤﺎ ﻧﺼﻴﺤﺘﻚ ﻳﺎ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﻟﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺷﺄﻧﻪ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ..
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ:
ﻧﺼﻴﺤﺘﻲ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺭﺟﺎﻻً ﻛﻤﺎ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﺃﻻ ﻳﺨﻀﻌﻮﺍ ﻟﻠﻐﻀﺐ، ﻭﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺃﻭﺻﻨﻲ. ﻗﺎﻝ: « ﻻ ﺗﻐﻀﺐ » ﻓﺮﺩﺩ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﻗﺎﻝ: « ﻻ ﺗﻐﻀﺐ ».
ﺛﻢ ﺇﻥ ﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻥ ﻳﻄﺮﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻻ ﺷﺪﺓ، ﺑﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺩﺩ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ،
ﻭﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ : « ﻻ ﻳﻔﺮﻙ ﻣﺆﻣﻦ ﻣﺆﻣﻨﺔ » ﻻ ﻳﻔﺮﻙ ﺃﻱ: ﻻ ﻳﺒﻐﺾ، ﻭﻻ ﻳﻜﺮﻩ: « ﺇﻥ ﻛﺮﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﺎً ﺭﺿﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﺎً ﺁﺧﺮ » .
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭﺟﻼً ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ؟ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﺃﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻝ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻴﺌﺔً ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺧﻴﺮﺍً ﻗﻂ.
ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺃﻧﺼﺢ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺣﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﺎﺗﻬﻢ ﻣﺸﺎﻛﻞ، ﺃﻭ ﺳﻮﺀ ﺗﻔﺎﻫﻢ، ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻳﺘﺤﻤﻞ، ﻭﻳﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻫﻠﻪ، ﻣﻤﺎ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻗﺎﻝ: « ﺇﻧﻬﻦ ﺧﻠﻘﻦ ﻣﻦ ﺿﻠﻊ، ﻭﺇﻥ ﺃﻋﻮﺝ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻠﻊ ﺃﻋﻼﻩ، ﻓﺈﻥ ﺫﻫﺒﺖ ﺗﻘﻴﻤﻬﺎ ﻛﺴﺮﺗﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺝ ». ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺇﻧﻲ ﻭﺍﺛﻖ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺷﺮﺓ ﺃﻫﻠﻪ، ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻘﻠﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﻻﻳﺔ ﻭﻣﺤﺒﺔ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : ﴿ﻭَﻻ ﺗَﺴْﺘَﻮِﻱ ﺍﻟْﺤَﺴَﻨَﺔُ ﻭَﻻ ﺍﻟﺴَّﻴِّﺌَﺔُ ﺍﺩْﻓَﻊْ ﺑِﺎﻟَّﺘِﻲ ﻫِﻲَ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺑَﻴْﻨَﻚَ ﻭَﺑَﻴْﻨَﻪُ ﻋَﺪَﺍﻭَﺓٌ ﻛَﺄَﻧَّﻪُ ﻭَﻟِﻲٌّ ﺣَﻤِﻴﻢٌ﴾ [ ﻓﺼﻠﺖ 34:] ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺍﺩﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺳﺘﺘﻐﻴﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ .
ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﺮﻱ ( 38 )
للإشتـــراك في قنـــاة
🍃شــــذرات العـــــلم🍃
https://t.me/fwaaeedd