🔸 #المقرر_اليومي_لرجال_الله 📚
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹معنى التسبيح🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الأول
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 9/2/2002 | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله.
قبل أن نبدأ بالدرس، بعض الشباب قدم سؤالاً حول معنى التسبيح في الصلاة: ((سبحان الله العظيم وبحمده. سبحان الله الأعلى وبحمده)).
التسبيح في الصلاة جـاء فـي القيـام، فـي الركعتين الأخيرتين، وفي الركوع، وفي السجود. ويدل ذلك على أهمية التسبيح، وعلى حاجتنا نحن، حاجتنا نحن البشر إلى تسبيح الله سبحانه وتعالى.
تسبيح الله معناه: تنـزيهه وتقديسه. تنـزيهه عما لا يليق به، تنـزيهه عن نسبة أي شيءٍ إليه يتنافى مع عدله، وكماله المطلق سبحانه وتعالى، يتنافى مع حكمته، مع رحمته، مع عظمته وجلاله.
التسبيح يمثِّـل قاعـدة مهمـة، ومقياسـاً مهمـاً جـداً، لذلك كان من المهم أن يتكرر في الصلاة التي تتكرر هي في اليوم خمس مرات، وأمـر الله سبحانـه وتعالى عباده المؤمنين بتسبيحه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (الأحزاب:41 - 42) {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} (الروم:17).
ووردت أخبار بأذكار معينة: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إلـه إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) روي عن الإمام زيد (عليه السلام) عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالـب (صلـوات الله عليـه) أنه قال في هذه التسبيحة: (أن من سبحها مائة مرة في اليوم دفع الله عنه سبعين نوعاً من البلاء أدناها أو أهونها القتل: سبحـان الله، والحمـد لله، ولا إلـه إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
التسبيح - كما قلت سابقاً - يعتبر قاعدة مهمة جداً، نكرر التسبيح في صلاتنا، وفي كل أوقاتنا ليترسخ معناه، فتكون نظرتنا إلى الله سبحانه وتعالـى نظـرة تقوم على أساس تنـزيهه، وتقديسه سبحانه وتعالـى، لأننـا لمـا كانت إدراكاتنا محدودة، وما يمكن أن نتعقله من الأشياء أيضاً تكون إمكانية التعقل لدينا محدودة أيضاً، وأفعال الله سبحانه وتعالى قد يكون هناك أفعال من أفعال الله، شيء من مخلوقات الله سبحانه وتعالى لا نفهم نحن وجه الحكمة فيها، لا ندرك نحن الغاية من فعلها، أو من تشريعها، أو من خلقها، فإذا ما كنا نستشعر دائماً تنـزيه الله سبحانه وتعالى في ذاته وفي أفعاله، وفي تشريعاته، فستكون هذه القاعدة هي التـي تحافـظ علـى سلامـة إيماننـا بالله، وحسن ظننا به، واستمرار إيماننا بنزاهته، وقدسيته سبحانه وتعالى.
ومـا أكثـر ما نجهل من الأشياء في مخلوقات الله، وفي تشريعات الله، ما أكثر ما نجهل وجه الحكمة فيها، أو إدراك الغاية منها، ولكننا نقطع بأن الله سبحانه وتعالى ما دام وقد ثبت أن هذا فعله فهو الحكيم الذي لا يفعل إلا مـا فيـه حكمـة، ونقطع فيما ثبت لنا من تشريعه وهدايته مما لا ندرك وجه الحكمة فيه: أن الله لا يشرِّع إلا تشريعاً فيه حكمة، فليس هناك عبث في أفعاله، ليس هناك تلاعب في أفعاله سبحانه وتعالى، هو الحكيم.
التسبيح لله سبحانه وتعالى أيضاً أمام ما نسمع من هنا أو هنا من مقولات تنسـب إلـى الله سبحانـه وتعالـى. فنحن سنعتمد على هذه القاعدة، وسيتجلى لنا من خلالها بطلان ذلك القول، أو تلك العقيدة، لأنها تخالف مـا يجب علينا أن نحكم به، ونعتقده، وننطق به من تنـزيه الله.
وقد جاء التسبيح - كما كررنا ذلك في جلسات متعددة - جاء التسبيح لله سبحانه وتعالى واسعاً جداً {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (الجمعة: من الآية1) {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (الحشر:1) الملائكة كما حكى الله عنهم {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} (الانبياء:20)، فهذا الاستنفار العام لكل المخلوقات أن تنطلق في تسبيح الله تعالى بلسان المقال، ولسان الحال يدل على أهمية أن نتعقل التسبيح، يدل على أهمية أن تملأ نفوسنا مشاعر التنـزيه لله سبحانه وتعالى، وأن من يغفل عن هذه القاعدة سيقع في الضلال، تفسد عقائده، يؤمن بالباطل، فينسب إلى الله القبائح، ينسب إليه الفواحش، ينسب إليه الظلم! وهذا ما حصل عند كثير من البشر، يجعلون لله شركاء، يجعلون لله أنداداً، يجعلون معه آلهة! هذا ما حصل عند كثير من البشر، وهو حاصل عند كثير من المسلمين!
هناك عقائد كثيرة منتشرة عند أغلب المسلمين تتنافـى منافـاة صريحـة مـع جـلال الله، وقدسيتـه، وحكمته، وعظمته! فأولئك يسبحون الله بأفواههم، ويرون كم عرض القرآن الكريم من آيات تؤكد أهمية التسبيح، ولكنهم قد انعقدت قلوبهم على عقائد معينة استوحوها من أحاديث، فلم يعودوا إلى القرآن بالشكل المطلوب، ومـن عـاد إلـى كتـاب الله سبحانـه وتعالى فلن تفسد عقيدته ولن يضل.
https://t.me/atrqq
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹معنى التسبيح🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الأول
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 9/2/2002 | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله.
قبل أن نبدأ بالدرس، بعض الشباب قدم سؤالاً حول معنى التسبيح في الصلاة: ((سبحان الله العظيم وبحمده. سبحان الله الأعلى وبحمده)).
التسبيح في الصلاة جـاء فـي القيـام، فـي الركعتين الأخيرتين، وفي الركوع، وفي السجود. ويدل ذلك على أهمية التسبيح، وعلى حاجتنا نحن، حاجتنا نحن البشر إلى تسبيح الله سبحانه وتعالى.
تسبيح الله معناه: تنـزيهه وتقديسه. تنـزيهه عما لا يليق به، تنـزيهه عن نسبة أي شيءٍ إليه يتنافى مع عدله، وكماله المطلق سبحانه وتعالى، يتنافى مع حكمته، مع رحمته، مع عظمته وجلاله.
التسبيح يمثِّـل قاعـدة مهمـة، ومقياسـاً مهمـاً جـداً، لذلك كان من المهم أن يتكرر في الصلاة التي تتكرر هي في اليوم خمس مرات، وأمـر الله سبحانـه وتعالى عباده المؤمنين بتسبيحه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (الأحزاب:41 - 42) {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} (الروم:17).
ووردت أخبار بأذكار معينة: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إلـه إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) روي عن الإمام زيد (عليه السلام) عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالـب (صلـوات الله عليـه) أنه قال في هذه التسبيحة: (أن من سبحها مائة مرة في اليوم دفع الله عنه سبعين نوعاً من البلاء أدناها أو أهونها القتل: سبحـان الله، والحمـد لله، ولا إلـه إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
التسبيح - كما قلت سابقاً - يعتبر قاعدة مهمة جداً، نكرر التسبيح في صلاتنا، وفي كل أوقاتنا ليترسخ معناه، فتكون نظرتنا إلى الله سبحانه وتعالـى نظـرة تقوم على أساس تنـزيهه، وتقديسه سبحانه وتعالـى، لأننـا لمـا كانت إدراكاتنا محدودة، وما يمكن أن نتعقله من الأشياء أيضاً تكون إمكانية التعقل لدينا محدودة أيضاً، وأفعال الله سبحانه وتعالى قد يكون هناك أفعال من أفعال الله، شيء من مخلوقات الله سبحانه وتعالى لا نفهم نحن وجه الحكمة فيها، لا ندرك نحن الغاية من فعلها، أو من تشريعها، أو من خلقها، فإذا ما كنا نستشعر دائماً تنـزيه الله سبحانه وتعالى في ذاته وفي أفعاله، وفي تشريعاته، فستكون هذه القاعدة هي التـي تحافـظ علـى سلامـة إيماننـا بالله، وحسن ظننا به، واستمرار إيماننا بنزاهته، وقدسيته سبحانه وتعالى.
ومـا أكثـر ما نجهل من الأشياء في مخلوقات الله، وفي تشريعات الله، ما أكثر ما نجهل وجه الحكمة فيها، أو إدراك الغاية منها، ولكننا نقطع بأن الله سبحانه وتعالى ما دام وقد ثبت أن هذا فعله فهو الحكيم الذي لا يفعل إلا مـا فيـه حكمـة، ونقطع فيما ثبت لنا من تشريعه وهدايته مما لا ندرك وجه الحكمة فيه: أن الله لا يشرِّع إلا تشريعاً فيه حكمة، فليس هناك عبث في أفعاله، ليس هناك تلاعب في أفعاله سبحانه وتعالى، هو الحكيم.
التسبيح لله سبحانه وتعالى أيضاً أمام ما نسمع من هنا أو هنا من مقولات تنسـب إلـى الله سبحانـه وتعالـى. فنحن سنعتمد على هذه القاعدة، وسيتجلى لنا من خلالها بطلان ذلك القول، أو تلك العقيدة، لأنها تخالف مـا يجب علينا أن نحكم به، ونعتقده، وننطق به من تنـزيه الله.
وقد جاء التسبيح - كما كررنا ذلك في جلسات متعددة - جاء التسبيح لله سبحانه وتعالى واسعاً جداً {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (الجمعة: من الآية1) {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (الحشر:1) الملائكة كما حكى الله عنهم {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} (الانبياء:20)، فهذا الاستنفار العام لكل المخلوقات أن تنطلق في تسبيح الله تعالى بلسان المقال، ولسان الحال يدل على أهمية أن نتعقل التسبيح، يدل على أهمية أن تملأ نفوسنا مشاعر التنـزيه لله سبحانه وتعالى، وأن من يغفل عن هذه القاعدة سيقع في الضلال، تفسد عقائده، يؤمن بالباطل، فينسب إلى الله القبائح، ينسب إليه الفواحش، ينسب إليه الظلم! وهذا ما حصل عند كثير من البشر، يجعلون لله شركاء، يجعلون لله أنداداً، يجعلون معه آلهة! هذا ما حصل عند كثير من البشر، وهو حاصل عند كثير من المسلمين!
هناك عقائد كثيرة منتشرة عند أغلب المسلمين تتنافـى منافـاة صريحـة مـع جـلال الله، وقدسيتـه، وحكمته، وعظمته! فأولئك يسبحون الله بأفواههم، ويرون كم عرض القرآن الكريم من آيات تؤكد أهمية التسبيح، ولكنهم قد انعقدت قلوبهم على عقائد معينة استوحوها من أحاديث، فلم يعودوا إلى القرآن بالشكل المطلوب، ومـن عـاد إلـى كتـاب الله سبحانـه وتعالى فلن تفسد عقيدته ولن يضل.
https://t.me/atrqq