قناة بدر آل مرعي


Channel's geo and language: not specified, not specified
Category: not specified


رف صغير لحفظ المقالات والتدوينات، وشاطئ هدوء أفر إليه من ضجيج العالم

Related channels

Channel's geo and language
not specified, not specified
Category
not specified
Statistics
Posts filter




Forward from: أكاديمية مساق
الأصدقاء الكرام 🍃

هذه قناة "أكاديمية مساق" الرسمية، ستكون لوحة الإعلانات وهمزة الوصل لنا بكم، فيها يعلن كل جديد يخص الأكاديمية، حياكم الله هنا 👇🏻

t.me/MasaqAcedmy


Forward from: .. أكاديمية مساق ..
👆🏻نخبة مساق




Forward from: .. أكاديمية مساق ..
👆🏻 مساق العام




Forward from: .. أكاديمية مساق ..
رفاقنا ..

‏مساقكم يعود لكم ببشائر جديدة، "مساق العام" و "نخبة مساق" مساران لبناء المعرفة الفكرية الجادة، بحلة جديدة تركز على دقة المعلومات، وبناء الملكات، وتجويد المهارات، وخطة تبني مهاراتك ومعارفك.






حياةٌ من فتحتَي أنف 👆🏻


Video is unavailable for watching
Show in Telegram




تقبّل من الجميع طاعاتهم، وعفا بمنه عن التقصير، كل عام وأنتم بخير، كل عام وأنتم قرب أحبابكم تأنسون وتفرحون، أعاده الله على الجميع بتحقيق الأمنيات، وتفريج الكربات، وازدياد العلم والكمالات، اللهم حرية وأمنًا ونصرًا لكل المظلومين، وهداية وثباتًا وبصيرة لنا أجمعين .










من سلوة الروح في الشدائد أن تحفر في نفسك هذا المعنى؛ ستتألم وقتها لكن لا تخشَ من آثار الشدة لاحقًا، فالزمن كفيل بمحو ما تشعر به الآن، وستصبح الندوب نقشًا جماليًا دون ألم مهما ضغطت عليه يد الذكرى، فالشعور الحي غُنم بغرم؛ يزداد الألم لصاحبه وقت الكرب، وتضاعف لذته حين الفرج .

أقول هذا المعنى لأننا أحيانًا قد نصبر على الشدة؛ لكننا نخشى أن تلقي بظلالها علينا بقية عمرنا، هذا وهم ومن جرّب عرف؛ فكما أننا نتحدث عن النسيان بوصفه نقمة في أوقات، فهو في أوقات أخرى نعمة سابغة؛ فلله الأمر من قبل ومن بعد .


مراهقو حفلات التواصل :
——————————

في ختام الجزء الثاني من سيرة الكاتب المصري جلال أمين "رحيق العمر" سطر فصلًا مشجيًا مبكيًا وكأنه خلاصة حياة سماه "لماذا تخيب الآمال"، ضمنه معانٍ مؤثرة، أحب لكل شاب وشابة قراءته؛ منها أنه حكى عن لذة الوهم وأهميته لبقاء السعادة، تحدث عن عادة هدايا الأطفال في نهاية العام وارتباطها بوهم "الأب كريسماس" أو سانتا كلوز، وكيف يتعاطى الأطفال مع وهم الخيال، وألم اكتشاف الحقيقة، ووجود من يربط النصج بإفساد اللحظات السعيدة للآخرين؛ يقول :

"وقد لاحظت أكثر من مرة أن الذي يكتشف الحقيقة يحاول أن ينقل اكتشافه إلى الأطفال الأصغر سنًا، مفاخرًا بأنه لم سعد طفلًا غريرًا، بل أصبح يعرف حقيقة الأب كريسماس كاملة، أي يعرف أنه من صنع الخيال ولا وجود له ... لاحظت أيضًا أن هؤلاء الصغار -لحسن الحظ- كانوا في العادة يرفضون بشدة تصديق الحقيقة، ويفضلون الاستمرار في تصديق ما يسمعونه عن هدايا الأب كريسماس ... وكأنهم يريدون أن يطيلوا إلى أقصى مدى ممكن تلك الفترة السعيدة التي يستسلمون فيها لهذا الوهم الجميل؛ وذلك حتى يصبح هذا الاستسلام للوهم مستحيلًا" [1]

هذا المراهق المشاغب الذي يظهر نضجه بإفساد لذة الآخرين موجود بيننا؛ تراه في تعليقات ثقيلي الأرواح على تغريدات/منشورات الأفراح؛ يعلق على خبر خطوبة أو عقد قران بقوله "مسكين أنت؛ كلها لحظات وتكتشف حقيقة النكد الذي ستعايشه"، ويأتي عند من شارك الناس صور تخرجه ليسطر تعليقًا معناه : "الشهادات لم تعد تنفع، سبقك ألوف إلى طريق البطالة"، ثم يميل نحو من كتب سطورًا تعبر عن مزاجٍ شاعري لحظي ليدمغه بدروسه الحكيمة من قبيل "لم ترَ شيئًا بعد؛ أفق من وهمك".
لا أعرف أشد بؤسًا من هؤلاء الذين يقلقهم وجود ضحكة لا تنتمي لهم، يشعرون بواجب أخلاقي يؤزهم لتحكيم سياقاتهم على الآخرين، هب أن شخصًا أنزل صورته منتظرًا اعترافًا اجتماعيًا بقبول ملامحه؛ أي نار تتقد في صدر مراهق حفلات التواصل حين يرى الناس تتوالى على الثناء وتطييب الخاطر .
قرأتُ أوراقًا اجتماعية/لسانية عن ظاهرة سماها مايكل ويش "انهيار السياق" context collapse؛ وقال أنها أكثر ما يهدد استقرار وسائل التواصل، خلاصتها أننا حين ننشر نشعر أننا نحتدث أصدقاءنا الذين يفهموننا، بينما في الحقيقة الأمر مختلف؛ رسالة واحدة لمتلقين متعددي الخلفيات والسياقات، بعضهم يظن نفسه محور الكون، وأن قضاياه التي تشغله لابد أن تشغلك، وأن ذوقه يلزمك، وعاداته تحكمك؛ وإلا أفسد عليك لحظاتك، وارتدى ثوب مراهق حفلات التواصل الذين يفسد اللحظات؛ صحيح أني على المستوى الخاص لا أشارك مناسباتي على وسائل التواصل؛ وهي طبيعة شخصية محضة لا أشرعنها ولا أعقلنها؛ لكني لم أشعر يومًا أن سياقي حاكم على لحظات الفرح/الحزن/الفخر المعلنة هنا، وأود لو غالبت خجلي لأهنئ كل مسرور، وأواسي كل مكروب، وأندمج في الحالات الشعورية الافتراضية لكل من تقع عيني على إشارته .
لقد تجاوزنا للأسف مرحلة مايكل ويش؛ نحن الآن أمام تحطيم السياق لا انهياره في الحقيقة؛ والسبب ادعاء النضج من مراهقي حفلات التواصل .

————-
[1] رحيق العمر ص420 .


موال الذكاء وأصحاب النشاز :
———————————-

أولعتُ زمنًا -ولا زلت- ببداية المجتهد لابن رشد؛ لما فيه من نفَس تدريبي، ونظَر تقعيدي، يجوّد أدوات المتفقه أكثر من إعطائه معلومات مجردة؛ وفيه إشارات ذكية تجعل أسناني باردة من طول التبسم، منها أنه حين شرع في كتاب الصرف في المعاملات ذكر أصول مسائل الكتاب بنظرة كلية كعادته، وجمع أجناس القضايا المبحوثة ثم التفت لفكرة مهمة ومركزية قائلًا :
"لكن لما كان قصدنا إنما هو ذكر المسائل التي هي منطوق بها في الشرع أو قريب من المنطوق بها رأينا أن نذكر سبع مسائل مشهورة تجري مجرى الأصول لما يطرأ على المجتهد من مسائل هذا الباب؛ فإن هذا الكتاب إنما وضعناه ليبلغ به المجتهد في هذه الصناعة رتبة الاجتهاد إذا حصّل ما يجب له أن يحصل قبله من القدر الكافي له في علم النحو واللغة وصناعة أصول الفقه، وبهذه الرتبة يسمى فقيهًا، لا بحفظ مسائل الفقه ولول بلغت في العدد أقصى ما يمكن أن يحفظه إنسان كما نجد متفقهة زماننا يظنون أن الأفقه هو الذي حفظ مسائل أكثر، وهؤلاء عرض لهم شبيع ما يعرض لمن ظن أن الخفّاف هو الذي عنده خفاف كثيرة لا الذي يقدر على عملها، وهو بيّن أن الذي عنده خفاف كثيرة سيأتيه إنسان بقدم لا يحد في خفافه ما يصلح لقدمه، فيلجأ إلى صانع الخفاف ضرورة، وهو الذي يضع لكل قدم خفًا يوافقه، فهذا هو مثال أكثر المتفقهة في هذا الوقت" [1]
فأنت تراه يشير إلى الفرق بين من يحفظ المسائل، وبين من يحوي بين جنبيه ملَكة الفقه؛ فبائع الخف شيء، وصانعه شيء آخر، كما أن سارد الفقه شيء، والفقيه شيء آخر .
وهذا الشأن في كل العلوم؛ يحتاج المرء إلى استعداد فطري، وحد معقول من الذكاء، حتى يبلغ في ذلك العلم مقامًا عاليًا، ومن قصرت مداركه فإما أن يطرق علمًا آخر، أو يرتضي منزلة المقلد التابع فيه؛ ولن يخرجه ذلك عن وصف التلبس بذلك العلم . لكن حسن الإدراك فارق معتبر في صفات المجتهد بخاصة؛ فالقرافي -مثلًا- يصرح بأن العلم قد يتحول من واجب كفائي إلى عيني على الأذكياء حيث قال: "الذي يتعين لهذا من الناس من جاد حفظه، وحسن إدراكه، وطابت سجيته وسريرته، ومن لا فلا" [2] .
أما أن يبتغي المرء مضائق الفنون دون تهيؤ فطري فسيضحي حاله كما وهبه الله قدرة صوتية متوسطة؛ لكنه أبى إلا يرتقي بأدائه طبقات لا يقدر على دركها؛ فلا تسل عن النشاز، وكذلك الشأن في نشاز العقول، وقد عبر عن ذلك صراحة المرعشي، ووسم هذا المسلك بالتدبير الردئ؛ قال:
فصل في بيان التدبيرات الردية.. منها سلوك من لم يرزقه الله حدة الذهن مسالك الأذكياء، فكم من طالب لا يقدر إلا على تحصيل جليّات العقائد والفقه؛ يشتغل بالتسخ المغلقة والفنون الدقيقة، فيدع السعي فيما يمكن له تحصيله، ويصرف أيامه في الوثوب إلى ما لا تصل إليه يده، فيحرم عن جميع المطالب العلمية، ويكون في النهاية كأنه بدأ أول مرة .
وهذل الضلال ناشئ من استنكاف البليد عن ترك السلوك إلى مسالك الأذكياء، أو من جهله بمرتبة نفسه، قال في الإحياء: يظن كل أحد أنه أهل كل علم دقيق، فما من أحد إلا وهو راضٍ عن الله تعالى في كمال عقله. انتهى" [3]
نعم؛ أريق حبرٌ وافر في ذم الجهل، وهجاء التعالم؛ لكن هذه منطقة خفيّة لا تتصل بالجاهل الصِّرف؛ بل هي بأهل بالعلم ألصق، مؤداها أنك قد تكون طالب علم بعيد عن الجهل؛ لكنك مخطئ في تقدير أدواتك، وتبالغ في إحسان الظن بقدراتك، وتسلك طريقًا تقصر عنه موهبتك، فأنت في الحقيقة متلبّس بقدر زائد من الألفاظ والرسوم الذي لا تسمح به منزلتك .
ولو أنك أظهرتَ نفسك كما هي لأبنتَ عن فضلك، وقدّمت نفسك في ثوب حسن؛ لا يقصر فتظهر عورتك، ولا يسبل فتعثر فيه قدمك، لكنها كما في التناص الشعبوي معضلة الطموح البصير، والذكاء القصير، وثنائية مدّ اللفظ أطول من لحاف عقلك .
هذه الظاهرة تراها ماثلة في ألفاظ عريضة، ودعاوى نبوغ، وعناوين كتب مفخّمة، وجزم في مواطن الاحتمال، وتقحم قسري لعويصات مسائل الفكر والشريعة؛ وهي عند التحقيق تجسيد لما يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله "وإعجاب كل ذي رأي برأيه" [4]
روى الواحدي عن ابن ثوابة ملحوظة بديعة تمسّ هذا الشأن، يقول فيها :
"أول من أفسد الكلام أبو الفضل [يعني : ابن العميد]؛ لأنه تخيّل مذهب الجاحظ وظنّ أنه إن تبعه لحقه، وإن تلاه أدركه، فوقع بعيدًا من الجاحظ، قريبًا من نفسه..."[5]
فهو لم يكن عديم الموهبة؛ لكنه تلبّس بثوب أكبر منه فكانت العثرة، ومعاذ الله أن يفهم الناظر أني أثبط غير الذكي؛ لكنها دعوة لمعرفة قدر النفس بصدق، وحماية جناب المعرفة من أوهام المتضخمين؛ فكم من ضلالة أنسلت بسبب تزاوج قصور الفهم مع الثقة الزائدة .

--------------
[1] بداية المجتهد (3 / 373-374) ط. حلاق
[2] الذخيرة (1 /144)
[3] ترتيب العلوم ص196
[4] رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان وفيه ضعف .
[5] الإمتاع والمؤانسة ص 54 .

20 last posts shown.

2 856

subscribers
Channel statistics