-
ما تركتِ لي مِن كلام بعد هذا البَيان المنزَلُ على قلبي كأنّه السّحر أتى على بلقعٍ فبرمشةٍ تفجر من عطشِها ينبُوع فهي تخضرّ وتزهر وما رَيّها إِلّا رسالة نفثتِ فيها سحر قلبكِ فتندّت.
وإني بها ولأمرها لَذهولة مِن فيلسوفة تصغِي إلى أعمق صدى ينبعثُ مِن صوتي فتخرجُ مِن غوصِها معاني كاللؤلؤ كانت فيه صدفًا، فجلتها بفكرِها فاستحَال بريقًا يذهبُ فيه النّور إلى نفسي فيستقرّ!
وأنا إن كنتُ قبلكِ أرى الظّلام منهاجًا، فبعدكِ صار النّور مِن أمر روحِي إذ استضاءت بمشكاة أنت زيتها !
وآه على قلبِي، كيف يتلقّى منكِ كلّ هذا ولا يجنُّ وكيف يجرعُ هذه الثمالة ولّا يذهل عن لبّه؟
كأنّي الآن على بساطٍ عسجدي متلألئ أتهادى فِي سماء معانيك وأذرع هذا الرّحب وأدخل به إلى جنّتكِ فأجتني لفكرِي ثمرات أدبك وفنّك، ولقلبِي قناديل وهجك وشعورًا تفرّدت به رُوحك فكَان: الدّهشة!
وأكثر ما أخذ النّفس بالعجبِ واستروحت بهذا المخرج الذِي فُتح لها ونفذت بهِ مسرورة مستبشرة: أن كَسوتِ هذا "البلى" ثوب البهاء وكسوتني هذا الرّضا على مزقِي وخِرقي، ورأيتني أرفل بكساء الملوكِ بل هو أجلّ وأزهى، فثيابهم تبلى وتفنى وتضيف عليهم فوق معاني التّرف الفاسد معنى الزّيف، وأما المعنى الذِي في قلبي وظاهر نفسي، ومجرى دمي وحبري: فرفراف ينفذ ولَا ينفد، وإن لم يكن له غير مرآة واحدة وهي أنتِ وما تحمله نفسك من رسائل تعبق بنسيم الصدقِ لكفاه.
يا سنَاي كأنّي ما وجدتُ في هذه الحروف إلّا ومضات تبرق في جوّ قلبي، فهو يهيم بِها ومَا تطلعه مِن فنون كأنّها الزّبرجد، فأُسرت فما استطعت بعد مُغادرة هذا المربع الآسر وكأني بنفسي تطوف على كعبة للحسنِ وتأبى أن ترجع لمستقرّها، وإني أرى عقلي قد شطّ وشطح ومَا عاد يبصر من أمره شيئا، فهل تراه يرشف راحًا ولا يُغيّب؟
يا جُعلتُ فداكِ ورسائلك من تعيد بقلبي زمنًا كانت المَسافة فيه تُقطع برسالة !
ما تركتِ لي مِن كلام بعد هذا البَيان المنزَلُ على قلبي كأنّه السّحر أتى على بلقعٍ فبرمشةٍ تفجر من عطشِها ينبُوع فهي تخضرّ وتزهر وما رَيّها إِلّا رسالة نفثتِ فيها سحر قلبكِ فتندّت.
وإني بها ولأمرها لَذهولة مِن فيلسوفة تصغِي إلى أعمق صدى ينبعثُ مِن صوتي فتخرجُ مِن غوصِها معاني كاللؤلؤ كانت فيه صدفًا، فجلتها بفكرِها فاستحَال بريقًا يذهبُ فيه النّور إلى نفسي فيستقرّ!
وأنا إن كنتُ قبلكِ أرى الظّلام منهاجًا، فبعدكِ صار النّور مِن أمر روحِي إذ استضاءت بمشكاة أنت زيتها !
وآه على قلبِي، كيف يتلقّى منكِ كلّ هذا ولا يجنُّ وكيف يجرعُ هذه الثمالة ولّا يذهل عن لبّه؟
كأنّي الآن على بساطٍ عسجدي متلألئ أتهادى فِي سماء معانيك وأذرع هذا الرّحب وأدخل به إلى جنّتكِ فأجتني لفكرِي ثمرات أدبك وفنّك، ولقلبِي قناديل وهجك وشعورًا تفرّدت به رُوحك فكَان: الدّهشة!
وأكثر ما أخذ النّفس بالعجبِ واستروحت بهذا المخرج الذِي فُتح لها ونفذت بهِ مسرورة مستبشرة: أن كَسوتِ هذا "البلى" ثوب البهاء وكسوتني هذا الرّضا على مزقِي وخِرقي، ورأيتني أرفل بكساء الملوكِ بل هو أجلّ وأزهى، فثيابهم تبلى وتفنى وتضيف عليهم فوق معاني التّرف الفاسد معنى الزّيف، وأما المعنى الذِي في قلبي وظاهر نفسي، ومجرى دمي وحبري: فرفراف ينفذ ولَا ينفد، وإن لم يكن له غير مرآة واحدة وهي أنتِ وما تحمله نفسك من رسائل تعبق بنسيم الصدقِ لكفاه.
يا سنَاي كأنّي ما وجدتُ في هذه الحروف إلّا ومضات تبرق في جوّ قلبي، فهو يهيم بِها ومَا تطلعه مِن فنون كأنّها الزّبرجد، فأُسرت فما استطعت بعد مُغادرة هذا المربع الآسر وكأني بنفسي تطوف على كعبة للحسنِ وتأبى أن ترجع لمستقرّها، وإني أرى عقلي قد شطّ وشطح ومَا عاد يبصر من أمره شيئا، فهل تراه يرشف راحًا ولا يُغيّب؟
يا جُعلتُ فداكِ ورسائلك من تعيد بقلبي زمنًا كانت المَسافة فيه تُقطع برسالة !