كنتُ أكتبُ لأحلامٍ لم تتكون بعد مع سرابٍ لم أجدهُ فيك مهما طال مسيري ، كنتُ أخطُ الأمنيات على ملأٍ من القلوب و كانوا يحسبون أن قلبك لبَّى ، كنتُ أتقمص العاشقين فتصوّرك العيون عاشقي و أنت فقط تبتسمُ ..
كان الكثير و لكن أكثر الأشياء التي يحتاجها قلبي الغض لم تكُن ، كان عليّ الإختيار بين جحيمك المؤقت و سعيري الذي لا بد أن أطفئهُ يوماً ما لأجد نعيمي الأبدي في وطنٍ أختاره أو يصطفيه الله لي ..
ما لن تعرفهُ أبدًا هو أنّك مزقتني من الداخل ، كيف سددت منابع النبض و منافذ الهوى و اغتلت الحُب فيّ ..
ما لن تفهمهُ أبدًا هو أنّك جعلتني مجرد صورةٍ في حائط عمرك ، لقبٌ تكنّى بهِ و اندثرت قصتهُ مع طول التجاهل ، كرسيُّ ملقى في الزاوية لا تطالهُ منفضةٍ طائشة تمحوهُ عن قائمة النسيان ، لن تفهم أبدًا أنّك جعلتني مُسودّة لن تكتمل يومًا في نظرك ، أنّك أنقصتَ من كل مقامات أنسانيتي ، خذلت آمالي التي رسمتها كلماتك الملونة الأولى ، لن تفهم أنّك هززت أعمق أركاني بصوتكِ و صمتك المضروب على شوقي و ذنبي الذي كان يتضاءل في كل مرة ..
ما لن تغفرهُ لي هو أنّني لم أخبرك قبلًا بمدى ما اقترفت بداخلي ..
ما لن أغفرهُ لك هو في الحقيقة لا شيء .. إنّي و برغم "قسوتي" "تحجر قلبي " ما زلتُ قادرة على المغفرة التي لم أنلها منك يومًا و لا على أصغر هفواتي التي لم تكن شيئًا أراهُ أو أشعر بهِ ، لا تغفر لي رحيلي و لا تغفر لي كل ما مضى ، لا بأس ! إنّي و رب القلب أغفرُ لك كل شيء !
#رسالة_لم_تصل
#أمل_حسن_طه