خالعو الحجاب !!
. . .
عندما أرى "الأبطال" الثائرين على "الجمود" و"التقليد" الرافضين للوضع البائس الذي تعيشه الأمة، المنادين بالتحرر والتقدم..والثائرين –بالمعية..بالمرة- على الله وكتابه وشريعته ورسوله وسنته (مع أن الإسلام في الحقيقة هو المحرك الرئيس والأكبر للثورة على الاستعباد الجائر ولاسترداد الكرامة)!! أتذكر ما ذكره الأستاذ محمد قطب رحمه الله تعالى في كتابه (قضية تحرير المرأة):
(وكانت قمة المسرحية هي مظاهرة النسوة في ميدان قصر النيل ( ميدان الإسماعيلية ) أمام ثكنات الجيش الإنجليزي سنة 1919 م .
فقد كانت الثورة المصرية قد قامت وملأت المظاهرات شوارع القاهرة وغيرها من المدن تهتف ضد الإنجليز، وتطالب بالجلاء التام أو الموت الزؤام. ويطلق الإنجليز الرصاص من مدافعهم الرشاشة على المتظاهرين فيسقط منهم كل يوم قتلى بلا حساب.
• وفي وسط هذه المظاهرات الجادة قامت مظاهرة النسوة ، وعلى رأسها صفية هانم زغلول زوجة سعد زغلول، وتجمع النسوة أمام ثكنات قصر النيل ، وهتفن ضد الاحتلال . ثم . بتدبير سابق ، ودون مقدمات ظاهرة ، خلعن الحجاب، وألقين به فـي الأرض، وسكبن عليه البترول، وأشعلن فيه النار. وتحررت المرأة !!!
ويعجب الإنسان الآن للمسرحية وخُلُوِّها من المنطق .
• فما علاقة المظاهرة القائمة للاحتجاج على وجود الاحتلال الإنجليزي ، والمطالبة بالجلاء عن مصر.. ما علاقة هذا بخلع الحجاب وإشعال النار فيه ؟!
• هل الإنجليز هم الذين فرضوا الحجاب على المرأة المصرية المسلمة من باب العسف والظلم ، فجاء النسوة يُعْلِنَّ احتجاجهن على وجود الإنجليز في مصر ، ويخلعن في الوقت ذاته ما فرضه عليهن الإنجليز من الحجاب ؟!
• هل كان الإنجليز هم الذين سلبوا المرأة [ حق ] السفور منذ ذلك الزمن السحيق . فجئن اليوم [ يتحررن ] من ظلمهم ، ويلقين الحجاب في وجههم تحدياً ونكاية فيهم ؟!
ما المنطق في المسرحية ؟!
لا منطق في الحقيقة !
ولكن التجارب التالية علمتنا أن هذا المنطق الذي لا منطق فيه ، هو الطريقة المثلى لمحاربة الإسلام .
• إن الذي يقوم بعمل من أعمال التخريب والتحطيم ضد الإسلام ينبغي أن يكون [بطلاً] لتتدارى في ظل [البطولة] أعمال التخريب والتحطيم !
كمال أتاتورك .. جمال عبد الناصر .. أحمد بن بيلا .. وعشرات غيرهم من [ الأبطال ] الذين حاربوا الإسلام بوسيلة من الوسائل .. كلهم ينبغي أن يكونوا [ أبطالاً ] وقت قيامهم بمحاربة الإسلام ، وإلا انكشفت اللعبة من ورائهم ، وانكشفت عمالتهم لأعداء الإسلام من الصليبيين واليهود) (انتهى النقل من كتاب قضية تحرير المرأة).
ما أكثر (خالعي الحجاب) ومضرمي النار فيه في أيامنا هذه..من الذكور!
. .
🔹د. إياد قنيبي🔹