قلتُ: أما أنا فقد حالفني الحُبُّ..!
الرياح التي عبرتكِ منذ ثلاث سنواتٍ سافرت إليّ، فاضطرب قلبي لا يعلم ما به! فصِرتُ في حيرةٍ من أمري أفكر، بحثت بكُلِّ كُتُبِ الطِّبِّ فلم أجد ما يُفَسِر هذه الحال، حتى التقيْتُكِ اليومَ فسَكَنَ قلبي واستكان! فعلمتُ أنكِ الداء والدواء معًا! فهلّا أخبرتِني ماذا فعلتِ بقلبي قبل أن ألتقيكِ بثلاث سنوات؟
قالت:
أما عن قلبِكَ فإنه نصف قلبي أسكنه الله في صدرك فلا تقل قلبك، ولكن قل نصفه.
وأما عن: "ماذا حَلَّ به"، فإني قد فاض بي الحنين لنصفي الآخر وأرَّقَني نصفُ قلبي ليالٍ طِوالٍ، فسِرتُ إلى أن صارتِ النجوم تنظر إليَّ؛ همستْ إليّ إحداهُنّ: ما حكايتك والليل يا عزيزتي؟ فنظرتُ إليها قائلة: الحياةُ مُوحِشةٌ والليلُ طويل، وقلبي حائرٌ، ولا أدري متى يستشعر السكينة؟ متى يكتمل؟
فخرجت نجمة أخرى تلمع وتقول: يا أختاه، ألا يذكّركِ نظرُكِ للسماء بإجابة سؤالك؟
ثم لمعت نجمة ثالثة تقول: ارفعي يديكِ إلى السماء واطلبي من مُقَلِب القلوب أن يهديه إليكِ وأن يهديكِ إليه!
فابتسمتُ وشكرت للثلاث نجمات لطفهن، ثم نظرتُ إلى السماء أدعو وأقول:
يا ربُّ هذا قلبي يريد أن يكتمل، وقد خلقتَ نِصفَه الآخر، ولعله في راحةٍ الآن وأنا في عذاب، فبقدرتك اجمع بين قلبينا عاجلا غير آجل.وبعد ثلاث سنوات، ها أنت أمامي الآن!
فابتسمتُ وقلت: الآن حللتُ اللغز، دعوتِ الله أن يحرك قلبي إلى قلبك بقدرته، فصِرتُ أبحث عن راحة قلبي حتى قابلتكِ فاستراح!
وثلاث سنواتٍ لِكُلِّ نجمة سنة!
ألا ليت النجمة الأولى كانت قد نصحتكِ وأزاحت عن قلبي عناء سنتين من البحث!وأما عن الرياح التي أرسلتِها إليّ قد عادت إليك بعودتي، وسلّمتكِ زِمامَ قلبي!
حقّا.. إن كيدهن جميل!
-
أحمد وهدان