🔶[التواضع في طلب العلم و عدم الاغترار به ]🔶
🎙قال الشيخ أزهر سنيقرة - حفظه الله
في تعليقه على قول الشيخ السعدي رحمه الله:
📌 ( فَصْل فيما تَبيَّن لنا من الفوائد و الحِكَم في قصة داود و سليمان عليهما السلام )
و هذا من حسن أدبه و تواضعه عليه رحمة الله تبارك وتعالى و هو من هو في علمه و إمامته و جلالة قدره يقول : ( فيما تبيَّن لنا ) بمعنى أنه لا يدَّعي أنه أتى على الفوائد كلها أو الحِكَم جميعها و كأنه أراد أن يقول : - هذا حدّ عِلْمِنَا - و هذا ما توصل إليه عِلمنا من استنباط هذه الفوائد و الحِكَم التي فتح الله علينا فيها ، و مثل هذه الأمور من أمثال هؤلاء الأئمة و العلماء تُؤدِّب طلبة العلم ، تؤدبهم في هذا الباب في التواضع في باب العلم و عدم الاعتداد بالنفس و الاغترار بما قد يكون عند الواحد منا من الشيء الضئيل جدًا من هذا العلم و ربما يظن نفسه أنه أتى على أبواب العلم كلها و جَمَعَ ما لم يجمع من تَقَدّمه حتى أن بعضهم يتجرأ بمثل تلك الجرأة يقول : هذه فائدة وقفت عليها و ما وجدت من قال بها لا من المتقدمين و لا من المتأخرين !!
بمعنى أن هذه الفائدة سبقت هؤلاء جميعا و قد يكونون من جبال العلم و كبار أئمة هذه الملة !!
و لكن الاغترار يفعل بصاحبه ما لا يفعله العدو بعدوه ، فنسأل الله جل و علا العفو و العافية
و قديمًا كان أحدهم اذا وقف على مثل هذا لا يَذكُره و لا يبوح به حتى يعرضه على من يعتقد أنه أكبر منه علمًا و سنًا و أدبًا، فإذا أقرَّه على ذلك قاله و باح به ، أما أن يُطلِق هذا الأمر بمثل هذه الصورة التي فيها مثل هذه الجرأة هذا من الأمور التي يعدّها العلماء من التطاول ، نسأل الله جل و علا أن يعيذنا منه و من أهله .
فمهما احسن الواحد منا الظن بنفسه ينبغي عليه أن يلازم التهمة لرأيه و التهمة لعقله حتى يكون على ما كان عليه أمثال هؤلاء و يسير على نهج أمثال هؤلاء ، هؤلاء و قد بلغوا من العلم هذا المبلغ العظيم و نالوا درجة عالية في الإمامة في زمنه عليه رحمة الله الإمام السعدي لا نعتقد أنه كان من في منزلته من العلم و جلالة القدر إلا ربما العدد القليل ، فرحمة الله تعالى عليه . "
📖🎙من دروس تفسير السعدي - سورة ص
https://t.me/dorareLazharsenigra