((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين))
العجز والنأي بالنفس ...يتعذر الكثير من أهل الصلاح والإصلاح عند فتح أي باب لهم ليتصدروا فيه ويكونوا مؤثرين بأن هذا علو في الأرض وفيه شهرة وأنه باب قد يؤدي إلى فتنة من يدخل فيه فيتركون المناصب والمراتب العالية لغيرهم من الرجال الذين لا يعرف حالهم ، مع أن هذه الآية التي في أعلى الرسالة ذمت العلو في الأرض المصاحب للفساد أما العلو في الأرض المصاحب للإصلاح وحب المساكين وتفقد أحوالهم فليس له ذكر في هذه الآية ، بل إننا نجد الكثير من النماذج التي يحتذى بها وصلت إلى أعلى المراتب وبقي من أولياء الله الصالحين بل بعضهم كان نبيا من الأوابين وهو داود عليه السلام كما حكي عنه في القرآن الكريم قال جل وعلا (( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى... )) بل إن بعض هذه النماذج طلب العلو في الأرض مع أنه كان أيضا من الأولياء الصالحين بل من النبيين وهو سليمان عليه السلام قال جل وعلا(( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب )) فصار سليمان عليه السلام ملكا نبيا ومن قبلهم يوسف عليه السلام ابن الأكارم قال لملك الدولة وقتها (( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )) ...ولو نظرنا إلى صدر دولة الإسلام فسنجد أن أول حاكم لهذه الدولة كان أفضل الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليه ومن بعده خيرة صحابته رضوان الله عليهم ولو دارت أعيننا لننظر إلى صحابة آخرين لوجدنا كثيرا منهم كان واليا على مصر شاسع المساحة مترامي الأطراف فلهذا جاء في الأخبار عن النبي المختار صلوات ربي و سلامه عليه أن ممن يستظل بعرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله " إمام عادل " .
فبعد هذا نبين أن المذموم من ابتغى العلو مع الفساد أما من ابتغى العلو مع الإصلاح وحب والمساكين وتفقد أحوالهم فهو علو ممدوح _ ثبت الله من سعى إليه _ وفي نظري أن من أهم الصفات لصاحب المنصب المصلح هو حب المساكين وهذا كما كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (( كان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم )) فهذه الصفة من أدل الصفات على إرادة الإصلاح وأما متى وجدت صاحب منصب يوصد بابه أمام الضعفاء فاعلم أن علوه من الطغيان وأما متى وجدت صاحب منصب يسعى على المساكين ويحبهم ويحب مجالستهم فاعلم أن علوه علو إصلاح ...
والله يهدي إلى الصراط المستقيم.
العجز والنأي بالنفس ...يتعذر الكثير من أهل الصلاح والإصلاح عند فتح أي باب لهم ليتصدروا فيه ويكونوا مؤثرين بأن هذا علو في الأرض وفيه شهرة وأنه باب قد يؤدي إلى فتنة من يدخل فيه فيتركون المناصب والمراتب العالية لغيرهم من الرجال الذين لا يعرف حالهم ، مع أن هذه الآية التي في أعلى الرسالة ذمت العلو في الأرض المصاحب للفساد أما العلو في الأرض المصاحب للإصلاح وحب المساكين وتفقد أحوالهم فليس له ذكر في هذه الآية ، بل إننا نجد الكثير من النماذج التي يحتذى بها وصلت إلى أعلى المراتب وبقي من أولياء الله الصالحين بل بعضهم كان نبيا من الأوابين وهو داود عليه السلام كما حكي عنه في القرآن الكريم قال جل وعلا (( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى... )) بل إن بعض هذه النماذج طلب العلو في الأرض مع أنه كان أيضا من الأولياء الصالحين بل من النبيين وهو سليمان عليه السلام قال جل وعلا(( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب )) فصار سليمان عليه السلام ملكا نبيا ومن قبلهم يوسف عليه السلام ابن الأكارم قال لملك الدولة وقتها (( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )) ...ولو نظرنا إلى صدر دولة الإسلام فسنجد أن أول حاكم لهذه الدولة كان أفضل الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليه ومن بعده خيرة صحابته رضوان الله عليهم ولو دارت أعيننا لننظر إلى صحابة آخرين لوجدنا كثيرا منهم كان واليا على مصر شاسع المساحة مترامي الأطراف فلهذا جاء في الأخبار عن النبي المختار صلوات ربي و سلامه عليه أن ممن يستظل بعرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله " إمام عادل " .
فبعد هذا نبين أن المذموم من ابتغى العلو مع الفساد أما من ابتغى العلو مع الإصلاح وحب والمساكين وتفقد أحوالهم فهو علو ممدوح _ ثبت الله من سعى إليه _ وفي نظري أن من أهم الصفات لصاحب المنصب المصلح هو حب المساكين وهذا كما كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (( كان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم )) فهذه الصفة من أدل الصفات على إرادة الإصلاح وأما متى وجدت صاحب منصب يوصد بابه أمام الضعفاء فاعلم أن علوه من الطغيان وأما متى وجدت صاحب منصب يسعى على المساكين ويحبهم ويحب مجالستهم فاعلم أن علوه علو إصلاح ...
والله يهدي إلى الصراط المستقيم.