11-سبتمبر-2023
(مرّ شهرٌ كلمحِ البصر، لا اختلاف
في هذهِ الأيامِ ولا الشعور!)
رحلتِ العاصفة، ورحل الأحبّة..
وظلّ من بقى
يصارعُ السيلَ
وهو حيٌّ لا يموت
في انتظارِ طيفٍ يأتي مودعاً
ولربما جثة..
يبكي عليها ويعلن الأحزان
لم نرَ الجثث
وجُثت أرواحنا
شهر مضى
وشهورٌ قادمة
والعاصفةُ وإن رحلت
باقية..
هنا
في الداخلِ
لا ترحل
بعذابِ الأسئلة
من مات أولاً؟
هل رأى الأموات!
كيف استنجد الإله؟
ما كانت آخر أمانيهِ؟
مات غريقاً بالفيضِ
أم بالقهرِ على ذويه!
هل كان نائماً
أم في انتظارِ حتفهِ..
هل رجا الوداع منّا
أم استبشر بالشهادةِ
وكان وداعهُ لنا
أنه شهيدٌ
ويشفعُ لأهلهِ..
وماذا عن البحرِ؟
كيف أستقبلَ البيوت
بناسها وحِسهِم!
بحر درنة..
مقبرةُ الشهداءِ
على الشاطئ
يقفُ هناك
من عاش ميتاً
كلُ أهلهِ
تحت البحرِ لكنه بالخارجِ
هم أحياءٌ عند ربهم
وهو غريقٌ
يرجو الرحمةَ
ليكتب من الصابرين
منتظراً
لقاء الجنة..
في كل مرّة
يرى ظلاً في البحرِ
يظنّها أمه
تودُّ تقبيله
وكل قطرةٍ منه
يحسبها دمعةً
من طفلته..
في كل البحرِ
هناك..
ذكرى لمن رحلوا
وتحت تلك الأنقاضِ
في شارعِ الفنارِ
ومسجد الصحابة
وكلّ درنة الغارقة..
ستُسمعُ الأصوات
الأمانِي..
الفنّ
وذاك المنتظر
هنا كتّابٌ
أطباء
حُفاظُ قرآنٍ
محاميةٌ وأروى
رحلوا عن الدنيا
ولن يرحلوا
منّا..
هنا كانت قبور الصحابة
آل الشويهدي
وتلك الشجرة العتيقة..
هنا كانت -درنة الشابّة
بذكرياتٍ وحبٍ
يعم الأرجاء
هنا الشلال
ووادي درنة
ذاك الذي سُخِّر
لمن كانت ساعتهُ
في تلك الليلة
ليُكتبوا شهداءَ
جراء انهياره
مر شهرٌ أو سنين
درنة ستبقى
ويبقى الحنين.
رحمة الله على كل شهداء درنة،
وأروى وآل الشويهدي جميعاً.
-هَاجَر الفاخرِي