( الدلالات الكاشفة عن أهمية البحث في الركائز المنهجية للأقوال والمذاهب )
" فالبحث في أصول المقالات من أقوى ما يساعد على عمق الفهم لحقيقتها، ومن أعلى ما يفضي إلى إدراك جوهرها، وانكشاف ماهيتها، فمن المعلوم أن المذاهب الفلسفية والاتجاهات الفكرية الشاملة إنما تتشكل هياكلها ، وتتحدد رسومها بحسب الأصول المنهجية التي تقوم عليها، وفقدان تلك الأصول يعني بالضرورة فقدان الهوية الفكرية، وذوبان الماهية المعرفية "
"فإن إدراك الأصول المنهجية للأقوال والمذاهب من أقوى ما يزيد من دقة الموقف المتخذ منها وقوته وتماسكه، سواء كان ذلك في حالة التبني للقول، أو الرفض والنقد له، فأما حالة التبني، فإن عمق الإدراك للأصول الكلية للقول يساعد على إحكام الناظر لصورة المذهب واشتداد بنائه له وصرامة تثبيته لأركانه،وأما في حالة الرفض والنقد؛ فلأن نقض الأصول وإبطالها يستلزم بالضرورة تهدم بنيان المذاهب والمواقف وتهشم أركانها . "
" فإدراك الأصول المنهجية والانطلاق في العملية البحثية من أشد ما يساعد على انضباط الرؤية والمواقف، سواء المواقف البنائية منها أو النقدية؛ لأن البلوغ إلى تلك الأصول بمثابة التحصل على الميزان الدقيق الذي توزن به المواقف الجزئية المختلفة، وفقدان الميزان أو عدم انضباطه يستلزم بالضرورة فقدان الاتساق واضطراب الرؤية في الآراء والمواقف "
" فإن تمحور البحث حول الأصول الكلية من أقوى ما يعين على تكوين رؤية شاملة عن الآراء والمذاهب، وتحديد خصائصها المميزة لها عن غيرها، بحيث يستغني الباحث عن توسيع النظر في التفاصيل، وتتبع جزئياتها المختلفة التي لا تكاد تنحصر في العادة. "
———-
من كتاب ظاهرة نقد الدين | صـ 241 - بتصرف -
الدلالة الأولى : تعميق الفهم
" فالبحث في أصول المقالات من أقوى ما يساعد على عمق الفهم لحقيقتها، ومن أعلى ما يفضي إلى إدراك جوهرها، وانكشاف ماهيتها، فمن المعلوم أن المذاهب الفلسفية والاتجاهات الفكرية الشاملة إنما تتشكل هياكلها ، وتتحدد رسومها بحسب الأصول المنهجية التي تقوم عليها، وفقدان تلك الأصول يعني بالضرورة فقدان الهوية الفكرية، وذوبان الماهية المعرفية "
الدلالة الثانية : انضباط الموقف وتماسكه
"فإن إدراك الأصول المنهجية للأقوال والمذاهب من أقوى ما يزيد من دقة الموقف المتخذ منها وقوته وتماسكه، سواء كان ذلك في حالة التبني للقول، أو الرفض والنقد له، فأما حالة التبني، فإن عمق الإدراك للأصول الكلية للقول يساعد على إحكام الناظر لصورة المذهب واشتداد بنائه له وصرامة تثبيته لأركانه،وأما في حالة الرفض والنقد؛ فلأن نقض الأصول وإبطالها يستلزم بالضرورة تهدم بنيان المذاهب والمواقف وتهشم أركانها . "
الدلالة الثالثة: انضباط الرؤية ووضوحها
" فإدراك الأصول المنهجية والانطلاق في العملية البحثية من أشد ما يساعد على انضباط الرؤية والمواقف، سواء المواقف البنائية منها أو النقدية؛ لأن البلوغ إلى تلك الأصول بمثابة التحصل على الميزان الدقيق الذي توزن به المواقف الجزئية المختلفة، وفقدان الميزان أو عدم انضباطه يستلزم بالضرورة فقدان الاتساق واضطراب الرؤية في الآراء والمواقف "
الدلالة الرابعة: توفير الوقت والجهد
" فإن تمحور البحث حول الأصول الكلية من أقوى ما يعين على تكوين رؤية شاملة عن الآراء والمذاهب، وتحديد خصائصها المميزة لها عن غيرها، بحيث يستغني الباحث عن توسيع النظر في التفاصيل، وتتبع جزئياتها المختلفة التي لا تكاد تنحصر في العادة. "
———-
من كتاب ظاهرة نقد الدين | صـ 241 - بتصرف -