و کذلک حين کان يصدر القضاة حکما في مرتکبي الجرائم الجنائية کان الشيخ يبذل قصاری جهده البشري في رعاية الأصول والمقررات الفقهية في إثبات الجريمة، و کان يمهّد بقدر الإمکان لدرء تنفيذ الحدّ وفق القاعدة الشرعية (الحدود تندرئ بالشبهات).
فيِظهر مما ذُکر أنّ الشيخ هبة الله حين کان في زمن حکم الإمارة الإسلامية في المحکمة الشرعية کان يقوم بدوره في تطبيق الحدود الشرعية بصفة شخص متعقل بالغ الاحتياط و صاحب عاطفة فياضة، و هو الآن أيضا بتلک الصفات المذکورة يلتزم بصفته أميرا للإمارة الإسلامية بإجراء الأمور الجهادية و جميع الأمور الشرعية في حدود الشريعة الإسلامية.
#دوره_الهام_في_بدء_الجهاد_مرة_أخری_ضدّ_المحتلين:
حين هجم الأمريکييون و حلفاؤهم علی أفغانستان عام2001م، و بدأت قيادة الإمارة تنظيم صفوفها من جديد بعد وقفة تکتيکية، کان للشيخ هبة الله دور مؤثر و خاص في هذه المرحلة في الإعداد والجهاد.
في بداية الإحتلال الأمريکي لأفغانستان کان القيام بأي نوع من الفعاليات الجهادية من شبه المستحيل بسبب الملاحقات الأمريکية، فقد قام الشيخ هبة الله مع عدد آخر من الشيوخ والعلماء المجاهدين في تلک الظروف الصعبة الحسّاسة بجهود جبّارة في تنظيم و ترتيب صفوف المجاهدين. کان کل من الشيخ المرحوم غلام حيدر و الشهيد الشيخ عبدالسلام والشيخ عبدالحکيم حفظه الله تعالی شرکاء الشيخ في تلک الخدمة التاريخية حيث کانوا جميعا يدعون الشعب اأفغاني المسلم إلی خنادق المقاومة الجهادية، و کانوا بعلمهم و ببيانهم للقرآن و الأحاديث يرغّبون الناس لإعلاء کلمة الله تعالی و للدفاع عن الدين.
إنّ إنهاض و إعداد الشعب الأفغاني الأعزل الذي نکبته الحروب لمقاومة التحالف الصليبي بقيادة أمريکا لم يکن بالأمر الهيّن، لأنّ هذا الشعب کان قد قدّم بإسم الدفاع عن الإسلام و الجهاد في زمن الاحتلال السوفياتي مليونا و نصف المليون من الشهداء، و هاجر قرابة سبعة ملايين منهم من بلدهم، و کان هناک بالملايين من الأسری والجرحی و المعاقين، إلا أنّ جميع تلک التضحيات ذهبت هدرا بسبب الخلافات و المعارک بين قادة بعض التنظيمات. و أصيب الشعب الأفغاني المجاهد بالإحباط و اليأس. و لکن بفضل جهود الشيخ هبة الله و بجهود إخوانه الشيوخ الآخرين المتواصلة، و بخطبه العلمية واستدلاله الفصيح البليغ انتفض الشعب الأفغاني المجاهد ضدّ الغزاة الصليبيين، و بدأ جهاده بأيدي شبه خالية ضدّ التحالف الکفري العالمي الذي کانت تقوده أمريکا. وقد أثبت الشعب الأفغاني المجاهد خلال هذه المقاومة أنّ الأفغان مهما کانوا ضعفاء و مهما کانت أيدهم خالية من الأسلحة فإنّهم رغم کل ذلک يقومون للجهاد ضدّ الغزاة، و يکونون في ثقة من أنّ النصر في مقابل الباطل سيکون حليفهم ليقينهم بقول الله تعال:(وکان حقا علينا نصر المؤمنين).
إنّ وقوف أمثال الشيخ هبة الله من أهل العزم من العلماء وراء المجاهدين و تحريضهم و تأييدهم المعنوي لهم کان من العوامل التي استطاع بها المجاهدون أن يهزموا التحالف الصليبي العالمي بقيادة أمريکا، و قوات أکبر تحالف عسکري کالأطلسي هزيمة تاريخية بأيدي شبه خالية. و قد عمل الشيخ خلال الخمس عشر سنة الماضية بوظايف مسؤول لجنة الدعوة والإرشاد، و قاضي محکمة التمييز، والرئيس العام للمحاکم.
#نائبا_لقيادة_الإمارة_الإسلامية:
في عام 2016م حين أُعلن من قّبل الشوری القيادي عن وفات أميرالمؤمنين الملا محمد عمر رحمه الله تعالی، عُيّن الشهيد الملا أختر محمد منصور أميرا للمؤمنين، و عُيّن الشيخ هبة الله نائبا له.
کان الشهيد أميرالمؤمنين بموهبته التي وهبها الله إياه صاحب مهارة خاصة في تعيين الأشخاص و المسؤولين. و کان يعرف تقريبا جميع المسؤولين بأشخاصهم، وکان وظّف کل واحد منهم في الوظيفة التي تلائم علمه وکفاءته. وکان من بين أولئک المسؤولين الشيخ هبة الله أيضا، والذي کان الأمير الشهيد قد أدرک کفاءته العلمية و وجاهته الاجتماعية بين المجاهدين، و لذلک اختاره لمنصب نائب الأمير في الهيکل الإداري للإمارة الإسلامية ليُستفاد من کفاءته العلمية والعملية في هذا المنصب العالي. کان الشهيد أميرالمؤمنين موفّقا جدّا في هذا الاختيار، حيث تسبّب تعيين الشيخ في هذا المنصب في توحّد جميع المسؤولين العسکريين والمدنيين و تجمّعهم.
عمل الشيخ هبة الله لعشرة شهور کاملة في هذا المنصب، و قد کانت الإمارة الإسلامية في هذه الفترة تواجه تهديدات شديدة من قِبَل الأمريکيين و حلفائهم.
t.me/ibnalqaeda