عمري تسعة وثلاثون عامًا، وأدرّس الإنجليزية في كلية فنون صغيرة. ركز كتابي الأول "اغتصاب طروادة" على العنف-من القتل وحتى حرب الإبادة- لكني تعلمت كل ما أعرفه وأنا جالس على كرسيي ذي الذراعين. لم أجرب العنف الحقيقي يومًا، ولم أدخل شجارًا أبدًا، لكن هذا على وشك أن يتغير.
حين كنت أثب وأتقدم، رأيتهم يلطخون وجه الشاب بالفازلين، ورأيتهم يدسون قطعة الفم بين شفتيه. كان يلكم في الهواء مرتديًا قفازاته، وكنت أسمع صرير قفازاتي وأنا أفعل مثله. يحمل الناس فكرة خاطئة عن القفازات، فيظنونها تجعل الرياضة حضارية، فيما هي روح همجيتها. يصعد الشاب نحو القفص، وأوتار جسده تتلوى تحت جلده مثل أفاعٍ. يغلقون الباب الفولاذي ويوصدون المزلاج، حابسين إيانا في القفص لنتعارك حتى يعجز أحدنا عن فعل ذلك. تقدم الحكم إلى وسط القفص لنبدأ العراك، وكنت مرتاحًا لأني لم أشعر بالخوف الذي توقعته. اعتراني الخوف طبعًا ولكنه ليس الرعب الذي يفقدني قواي أو قد يغريني بالقفز من السياج والهرب إلى البيت. أشعر بحدة في التركيز لم أعرفها قبلًا، فليس ثمة شيء في العالم سوى الشاب الواقف أمامي -لا صوت ولا رائحة ولا زوجة تتململ في مقعدها ولا مساعد في الزاوية يهمهم بهدوء خلفي.
جوناثان غوتشل
اللوحة أدريان براور، عراك فلاحين
#365_يوم_ترجمة
حين كنت أثب وأتقدم، رأيتهم يلطخون وجه الشاب بالفازلين، ورأيتهم يدسون قطعة الفم بين شفتيه. كان يلكم في الهواء مرتديًا قفازاته، وكنت أسمع صرير قفازاتي وأنا أفعل مثله. يحمل الناس فكرة خاطئة عن القفازات، فيظنونها تجعل الرياضة حضارية، فيما هي روح همجيتها. يصعد الشاب نحو القفص، وأوتار جسده تتلوى تحت جلده مثل أفاعٍ. يغلقون الباب الفولاذي ويوصدون المزلاج، حابسين إيانا في القفص لنتعارك حتى يعجز أحدنا عن فعل ذلك. تقدم الحكم إلى وسط القفص لنبدأ العراك، وكنت مرتاحًا لأني لم أشعر بالخوف الذي توقعته. اعتراني الخوف طبعًا ولكنه ليس الرعب الذي يفقدني قواي أو قد يغريني بالقفز من السياج والهرب إلى البيت. أشعر بحدة في التركيز لم أعرفها قبلًا، فليس ثمة شيء في العالم سوى الشاب الواقف أمامي -لا صوت ولا رائحة ولا زوجة تتململ في مقعدها ولا مساعد في الزاوية يهمهم بهدوء خلفي.
جوناثان غوتشل
اللوحة أدريان براور، عراك فلاحين
#365_يوم_ترجمة