تسارعت خطواتي، كنت أسير بين المارةِ بطريقة عشوائية كالتي تضّج بقلبي، ليست حرب إنها كالخندق الناري، يحمل بجوفه براثم النيران المشتعلة، لا أحد يقترب أو يفكر حتى بالاقتراب وإلا تفحم، عيناي غائمتان، تحجب الدموع عني الرؤية، أتخبط بالناس حولي دون وعي لا أدرِي أين وجهتي، ليست لدي القوى الكافية لأمحوا عبراتي حتى، لم أعد أرى أمامي حتى اصطدمت بشخصٍ وأسقطت ما بين يديه فانهال علي بالشتائم، لم أُعِره أي إنتباه وأكملت سيري، أخذتني قدماي إلى مكان متسع مزدحم صاخب وبارد، جلست جانبًا وأسقطت حقيبتي أرضًا ولكن سرعان ما احتضنتها، على الأقل لأشعر بأنني أمتلك شيئًا أتشبث به ليخفف توتري ويزيل عني ما أشعر به، أنا لا أشعر بغير التعب، الأرق، وتمزُق أربطة القلب، أهرب من الجميع حتى لا يتأذى أحدًا بمرضي وكآبتي المزمنة، لا ألجأ إلا لنفسي فلن يحتملني غيري.