رواية #طبيب_القلوب (15)
بقلم رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الراعي .. ساعي البريد.. الأمير!! 👑
مرت الأيام والأسابيع وطال الفراق بين الإثنين..!
وفي إحدى المرات أرسلت فدوى رسالة لشهاب جاء فيها : لدينا اقمشة انا والخالة سمية ونتمنى أن تخيطها لنا الأخت سهام فهل يمكن أن تأتي لأخذنا إلى منزلكم لو سمحت.. لأنني لا أعرف العنوان بالضبط؟!
بعد إرسال الرسالة بخمس دقائق رنَّ جهاز هاتفها وكان رقم شهاب!!
يالسعادتها فهي مشتاقة لسماع صوته كثيراً.. لكنه كان يرفض مسألة المكالمات الهاتفية.. فما الذي حصل واتصل؟ لماذا لم يرد على رسالتها برسالة كما في كل مرة؟!
فتحت الخط وكاد قلبها ينقلع من مكانه من شدة الاضطراب.. فجاءها صوت سهام!!
- مرحبا حبيبتي فدوى..
- سهام! اهلاً.. اهلاً بالغالية!
- بخصوص مجيئكم إلينا سيأتي شهاب غداً لاصطحابكم.. ارجو ان تتهيئوا في الساعة الخامسة عصراً .
- حسناً حسناً .. أشكر لكِ لطفك عزيزتي .. وسلامي للجميع.
وفي تمام الساعة الخامسة عصراً كان شهاب يقف عند بابهم، خرجت هي اولاً وانتظرت خالتها سُمية التي تأخرت بعض الشيء..
قالت فدوى بفضول : لماذا لم ترد عليَّ برسالة يوم أمس؟
قال وهو يخفض رأسه : ألم نتفق ان تكون الرسائل نصائح وتوضيحات في أمور الدين لا أكثر!!
هنا خرجت الخالة سُمية وألقت التحية وأنطلقوا جميعاً إلى مقصدهم ، وفي منزل شهاب كانت الأخوات الثلاثة في أبهى حُلتهن وهُنَّ ينتظرنَ صديقتهنَ المحبوبة "فدوى" التي عبّرت عن فرحة اللقاء بالدموع وهي تقول : يشهد ربي اني اشتقت إليكن كثيراً كما إنني أشعر بينكن وكأني بين أخواتي فعلاً .
أخرجت سمية ما في حقيبتها من اقمشة وجلسن جميعاً لاختيار الفصالات والموديلات..
كان شهاب جالساً في غرفته وقد اتصل بالحاج فاضل ليعتذر منه عن عدم استطاعته من المجيء .
ثم دخل المطبخ للتأكد من التحضيرات وبأن العشاء سيكون جاهزاً حسب الوقت المتفق عليه مع سهام.
ولما اكملن الحديث عن الأقمشة والفصالات والموعد المحدد لاستلام الملابس قالت فدوى : الآن يجب أن نستأذن سوف يحل الغروب!
وما أن سمعها شهاب حتى خرج من المطبخ وهو يقول : سيكون عشائكم عندنا الليلة وبعدها سأوصلكم إلى منزلكم متى ما أحببتم ذلك.
قالت سمية : ولكن لا نريد أن نشقَّ عليكم يا ولدي!
قال بصوته الحنون :
- ولكن اي شقاء يا خالة.. لقد حلَّت البركة في منزلنا بقدومكم.
شكرت سمية شهاب على حُسن كرمهِ وطلبت من ختام أن ترافقها لتتوضأ وتتهيأ لصلاتي المغرب والعشاء، بينما قامت فدوى مع سهام لتهيئة العشاء قائلة : احب ان أساعدكِ في تحضير الطعام.
رحبت سهام بطلبها واصطحبتها معها إلى المطبخ وهناك بدت الدهشة واضحة على سهام وهي تنظر إلى صحون الفاكهة والحلويات التي وضعت على طاولة المطبخ!!
تسائلت فدوى باهتمام : ولكن ما بكِ يا سهام؟ هل حصل شيء لهذه الأطباق؟ لماذا تطيلين النظر إليها مع هذه الدهشة؟
ضحكت سهام وهي تقول : لقد هيّأ شهاب كل شيء أثناء جلوسنا معك!
قالت فدوى وقد احمر وجهها من الخجل : نعم لقد رأيته يدخل إلى المطبخ ولم يخرج إلا عندما أردنا الذهاب!!
امسكتها سهام من يدها ودموعها تسبق كلماتها : انه يعاني أكثر مما تصورين.. يتمنى لو يصبح حلم زواجكما حقيقة!
انظري إلى كل هذه الأطباق وأنواع الطعام! انه يتمنى أن يسعدك بأي طريقة!
قالت فدوى وقد صارت دموعها تواسي دموع أخته سهام :
- لقد فعل الكثير لأجلي.. مواقفه النبيلة في الجامعة وشهامته التي قل نظيرها هذه الأيام.. نصائحه التي صارت تنير لي دربي.. ماذا اتذكر منه وماذا انسى؟!
وهنا دخل شهاب المطبخ وخاطب اخته بالقول : اتركا الحديث الآن وهيئا لنا المائدة!
قالت سهام بابتسامة لها معنى : وهل تركت لنا شيئاً لنهيئه؟
ابتسم شهاب وحانت منه التفاتة إلى حيث تجلس فدوى.. قال بأدب : ما أخبار الوالد.. وهل تذهبين لزيارته؟
ردت فدوى : نعم كل شهر مرة.. انه بخير.
تعمدت سهام أن تخرج من المطبخ قليلا، فاستغل شهاب خروجها بأن وجه عتاباً لفدوى وقد بدى حزيناً بعض الشيء : كنت أتوقع انكِ ستخرجين من منزلكم مرتدية العباءة الزينبية..!
طأطأت برأسها أرضاً وهي تقول : لن البسها إلا حينما اترك المكياج!
أراد شهاب أن يرفع رأسه ليرى هل فعلاً انها ما زالت تضع المكياج لكنه لم يجد الجرأة لينظر إليها فقال :
- وكأنكِ تريدين ان تذكريني بوعدي لكِ عن تقديم النصائح الخاصة بهذا الشأن؟
قالت بتهكّم :
- وكأنك تريد القول بأنك نسيت وعدك ذاك؟!
قال وهو يبتسم من محاكاتها لطريقته في الكلام :
- لا ابداً لم أنسَ.. لكنكِ لم تتركي لي مجال لاختيار النصائح! فدائماً تجدين سؤالاً يجب أن تطرحيهِ بعد كل رسالة مني ثم تنتظري الرد عليه!
ابتسمت وهي تقول : فعلاً .. كلامك عين الصواب من الآن وصاعداً سألتزم الصمت لتبقى انت من تختار النصائح.. انت وحدك!
هنا نظر إليها شهاب من غير إرادته، فلقد توقع انها انزعجت من كلامه فأراد أن يتأكد.. ولما رأى ابتسامتها الملائكية.. خفض رأسه وهو يقول : الحمد
بقلم رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / الراعي .. ساعي البريد.. الأمير!! 👑
مرت الأيام والأسابيع وطال الفراق بين الإثنين..!
وفي إحدى المرات أرسلت فدوى رسالة لشهاب جاء فيها : لدينا اقمشة انا والخالة سمية ونتمنى أن تخيطها لنا الأخت سهام فهل يمكن أن تأتي لأخذنا إلى منزلكم لو سمحت.. لأنني لا أعرف العنوان بالضبط؟!
بعد إرسال الرسالة بخمس دقائق رنَّ جهاز هاتفها وكان رقم شهاب!!
يالسعادتها فهي مشتاقة لسماع صوته كثيراً.. لكنه كان يرفض مسألة المكالمات الهاتفية.. فما الذي حصل واتصل؟ لماذا لم يرد على رسالتها برسالة كما في كل مرة؟!
فتحت الخط وكاد قلبها ينقلع من مكانه من شدة الاضطراب.. فجاءها صوت سهام!!
- مرحبا حبيبتي فدوى..
- سهام! اهلاً.. اهلاً بالغالية!
- بخصوص مجيئكم إلينا سيأتي شهاب غداً لاصطحابكم.. ارجو ان تتهيئوا في الساعة الخامسة عصراً .
- حسناً حسناً .. أشكر لكِ لطفك عزيزتي .. وسلامي للجميع.
وفي تمام الساعة الخامسة عصراً كان شهاب يقف عند بابهم، خرجت هي اولاً وانتظرت خالتها سُمية التي تأخرت بعض الشيء..
قالت فدوى بفضول : لماذا لم ترد عليَّ برسالة يوم أمس؟
قال وهو يخفض رأسه : ألم نتفق ان تكون الرسائل نصائح وتوضيحات في أمور الدين لا أكثر!!
هنا خرجت الخالة سُمية وألقت التحية وأنطلقوا جميعاً إلى مقصدهم ، وفي منزل شهاب كانت الأخوات الثلاثة في أبهى حُلتهن وهُنَّ ينتظرنَ صديقتهنَ المحبوبة "فدوى" التي عبّرت عن فرحة اللقاء بالدموع وهي تقول : يشهد ربي اني اشتقت إليكن كثيراً كما إنني أشعر بينكن وكأني بين أخواتي فعلاً .
أخرجت سمية ما في حقيبتها من اقمشة وجلسن جميعاً لاختيار الفصالات والموديلات..
كان شهاب جالساً في غرفته وقد اتصل بالحاج فاضل ليعتذر منه عن عدم استطاعته من المجيء .
ثم دخل المطبخ للتأكد من التحضيرات وبأن العشاء سيكون جاهزاً حسب الوقت المتفق عليه مع سهام.
ولما اكملن الحديث عن الأقمشة والفصالات والموعد المحدد لاستلام الملابس قالت فدوى : الآن يجب أن نستأذن سوف يحل الغروب!
وما أن سمعها شهاب حتى خرج من المطبخ وهو يقول : سيكون عشائكم عندنا الليلة وبعدها سأوصلكم إلى منزلكم متى ما أحببتم ذلك.
قالت سمية : ولكن لا نريد أن نشقَّ عليكم يا ولدي!
قال بصوته الحنون :
- ولكن اي شقاء يا خالة.. لقد حلَّت البركة في منزلنا بقدومكم.
شكرت سمية شهاب على حُسن كرمهِ وطلبت من ختام أن ترافقها لتتوضأ وتتهيأ لصلاتي المغرب والعشاء، بينما قامت فدوى مع سهام لتهيئة العشاء قائلة : احب ان أساعدكِ في تحضير الطعام.
رحبت سهام بطلبها واصطحبتها معها إلى المطبخ وهناك بدت الدهشة واضحة على سهام وهي تنظر إلى صحون الفاكهة والحلويات التي وضعت على طاولة المطبخ!!
تسائلت فدوى باهتمام : ولكن ما بكِ يا سهام؟ هل حصل شيء لهذه الأطباق؟ لماذا تطيلين النظر إليها مع هذه الدهشة؟
ضحكت سهام وهي تقول : لقد هيّأ شهاب كل شيء أثناء جلوسنا معك!
قالت فدوى وقد احمر وجهها من الخجل : نعم لقد رأيته يدخل إلى المطبخ ولم يخرج إلا عندما أردنا الذهاب!!
امسكتها سهام من يدها ودموعها تسبق كلماتها : انه يعاني أكثر مما تصورين.. يتمنى لو يصبح حلم زواجكما حقيقة!
انظري إلى كل هذه الأطباق وأنواع الطعام! انه يتمنى أن يسعدك بأي طريقة!
قالت فدوى وقد صارت دموعها تواسي دموع أخته سهام :
- لقد فعل الكثير لأجلي.. مواقفه النبيلة في الجامعة وشهامته التي قل نظيرها هذه الأيام.. نصائحه التي صارت تنير لي دربي.. ماذا اتذكر منه وماذا انسى؟!
وهنا دخل شهاب المطبخ وخاطب اخته بالقول : اتركا الحديث الآن وهيئا لنا المائدة!
قالت سهام بابتسامة لها معنى : وهل تركت لنا شيئاً لنهيئه؟
ابتسم شهاب وحانت منه التفاتة إلى حيث تجلس فدوى.. قال بأدب : ما أخبار الوالد.. وهل تذهبين لزيارته؟
ردت فدوى : نعم كل شهر مرة.. انه بخير.
تعمدت سهام أن تخرج من المطبخ قليلا، فاستغل شهاب خروجها بأن وجه عتاباً لفدوى وقد بدى حزيناً بعض الشيء : كنت أتوقع انكِ ستخرجين من منزلكم مرتدية العباءة الزينبية..!
طأطأت برأسها أرضاً وهي تقول : لن البسها إلا حينما اترك المكياج!
أراد شهاب أن يرفع رأسه ليرى هل فعلاً انها ما زالت تضع المكياج لكنه لم يجد الجرأة لينظر إليها فقال :
- وكأنكِ تريدين ان تذكريني بوعدي لكِ عن تقديم النصائح الخاصة بهذا الشأن؟
قالت بتهكّم :
- وكأنك تريد القول بأنك نسيت وعدك ذاك؟!
قال وهو يبتسم من محاكاتها لطريقته في الكلام :
- لا ابداً لم أنسَ.. لكنكِ لم تتركي لي مجال لاختيار النصائح! فدائماً تجدين سؤالاً يجب أن تطرحيهِ بعد كل رسالة مني ثم تنتظري الرد عليه!
ابتسمت وهي تقول : فعلاً .. كلامك عين الصواب من الآن وصاعداً سألتزم الصمت لتبقى انت من تختار النصائح.. انت وحدك!
هنا نظر إليها شهاب من غير إرادته، فلقد توقع انها انزعجت من كلامه فأراد أن يتأكد.. ولما رأى ابتسامتها الملائكية.. خفض رأسه وهو يقول : الحمد