رواية #طبيب_القلوب ( 17)
بقلم 🖊️ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / وتمضي الأعوام.. 💞
كانت فدوى في هذه الفترة كثيرة التفكير بمصيرها مع شهاب..
ماذا لو لم يوافق والدها على الارتباط به بعد التخرج.. ماذا لو قرر شهاب بنفسه إنهاء هذه الخطبة أو الخطة!
فرشت سجادة الصلاة وصارت تتوسل إلى الله أن يطفئ ذلك اللهيب المستعر في داخلها.. وأن يُبعِد عنها تلك الوساوس القاتلة.
وفي المساء كتبت لشهاب تطلب نصيحته : القلق من المجهول سيقتلني! هاتِ ما عندك من نصيحة لي في هذه المسألة.. جزاكم الله خيرا.
بعد أقل من ربع ساعة جاءت النصيحة من شهاب كتب فيها :
قد لا تشعر بلُطف الله حالاً ...
لكنك لو عدتَ عاماً.. اثنين.. وثلاثة ستجد أثر عونهِ واضحاً في حياتك!
كيف تخلصت من تلك المشكلة ؟ كيف جبر كسرك ؟! كيف تخطيت مرحلة صعبة ! في حينها كنت تُردد لا يمكنني تخطيها !
كيف قضت المراحل الصعبة في حياتك حين كنت تظنها لن تنقضي !
ما أنت فيه من القلق الآن سيصبح في خبر كان أيضا..
وسترى أثر عونهِ واضحاً في المستقبل عندما ينزاح عن قلبك غشاء القلق والخوف مما أنت فيه ثق به فقط وتوكل عليه.
بعد هذه الكلمات سجدت لله وهي تقول : إلهي.. كل ما انا فيه اليوم من احتشام وطاعة ما هو إلا بسبب لطفك بي وعطفك عليَّ، فلقد سخرت لي أحد عبادك الصالحين لينتشلني من ظلمات الغي ويرفعني إلى سماء الطاعة.. إلهي فأتم فضلك عليَّ ولطفك بي واجعل هذا الإنسان الصالح رفيقاً دائماً لي ومؤنساً وشريكاً لحياتي .
❤️❤️❤️
مرَّ عامان على التحاق فدوى وشهاب بكلية الطب وها هما في المرحلة الثالثة وقد التحقت بهما سهام أيضاً!
وها هو شهاب يعطيها في يومها الأول بعض الوصايا التي يتمنى أن تلتزم بها.. قال لها وهو يتجه بها إلى قاعة المحاضرات الخاصة بالمرحلة الأولى :
- اختي الحبيبة .. انا لديَّ كامل الثقة بكِ.. لكن هناك ما يجب أن تعلميهِ وهو أن الإنسان مهما كان يعيش في بيئة جيدة وخاصة الفتاة حتى وإن كانت تربيتها تربية دينية إلا أن هناك ما سيؤثر عليها في الجامعة ألا وهي صديقة السوء فاحذريها.. ستجدين من تحاول أن تقنعكِ بخلع العباءة لأنها تعيق دراستكِ فلا تسمعيها، وستجدين من تحاول أن تقنعكِ بوضع القليل من المكياج فلا تنصتي لها ووو...
وتذكري بأن ( الصاحب.. ساحب) أما يسحبك معه إلى الخير، وإما يسحبك معه إلى الشر والعياذ بالله.
كما أرجو أن تجعلي اختياركِ للصديقة على أساس التزامها بأوامر الله من الحجاب وعدم الاختلاط أو التبرج ولتكن لك نعم الانسانة المرشدة والناصحة بحيث ما أن ترى منك اي خطأ أو معصية لا سمح الله حتى توجهك إلى تركها ولتكن هذه المقولة الرائعة نصب عينيك :
" إختر صحبة تخجل أنْ تفعل بينهم ذنباً، وحذارِ من صحبة تخجل أن تفعل بينهم طاعة "!
وأخيراً فاعلمي أن" خير الأصحاب من أحبك في الله، وذكرك بالله، وخوفك من غضب الله، ورغبك في لقاء الله ".
أخذت سهام بنصائح أخيها الأكبر وصارت حذرة من صديقات السوء و من كل فتاة تحاول أن توقع بها أو تجرها إلى المعاصي، وما أكثر هذه المعاصي في مجتمع وبيئة واسعة كالجامعة!!
💜💜💜
صارت اللقاءات بين شهاب وفدوى أكثر فائدة ومنفعة بعد أن التحقت بهما سهام، فكان الاثنان لا يؤسسان للقاء أسبوعي بينهما إلا بعد أن يتأكدا أن سهام لديها استراحة في ذلك الوقت حتى تحضر معهما نقاشاتهما الهادفة وحتى تكون جلستهما أكثر شرعية وتقرباً إلى الله.
وفي إحدى المرات تأخر شهاب عن الحضور فاستغلت فدوى ذلك بأن وجهت سؤالها لسهام :
- غاليتي سهام.. هناك سؤال طالما طرق باب أفكاري وكنت أتردد في توجيهه لشهاب.. فهل بإمكانك الإجابة عليه؟
- ما هو عزيزتي.. هاته!
لقد تركتكم امكم ورحلت مذ كنتم صغاراً وبعدها بعام واحد التحق والدكم بالرفيق الأعلى.. سؤالي من أين أتيتم انتم الأخوة الأربعة بكل هذه الثقافة والالتزام الديني؟!
قالت سهام وقد بدأت تسترجع صور الماضي عندما كانت بعمر تسع سنوات بالتحديد!!
- لقد أوصى ابي صديقهُ الحاج فاضل علينا قبل أن يرحل إذ كان صديقه المقرب، والحاج فاضل هذا ليس له أطفال.. لقد كانت زوجته عاقراً.. أتذكر عندما أوصاه ابي علينا وكنت جالسة عند رأسه ابكي، قال الحاج فاضل حينها : لا توصي حريص يا أبا شهاب أولادك بمنزلة أولادي الذين حُرِمتُ منهم!!
سوف لن اتركهم وسيبقون في رعايتي إلى آخر لحظة في حياتي.
وفعلاً وكما وعد الحاج فاضل ابي فلقد كان لنا نعم الراعي والمحافظ على الأمانة.. انه انسان مؤمن وزوجته كذلك.. لقد كانت تأتي لزيارتنا دائماً وتُلبي لنا احتياجاتنا بالأخص نحن البنات، اما هو فلقد جعل اخي يعمل معه بأجر يومي جيد جداً ، كما كان يعطيه أجراً شهرياً عند قراءته لأحد الكتب الدينية!
تساءلت فدوى بدهشة : وكيف ذلك لم أفهم؟!
- لقد كانت عند الحاج فاضل في المنزل مكتبة كبيرة فيها مختلف الكتب الدينية والعلمية وحتى كتب الأدب والشعر..
فكان يقضي شهاب أوقات فراغه سواء في المحل او في المنزل في مطالعة الكتاب الذي يعطيه اياه الحاج
بقلم 🖊️ رويدة الدعمي
عنوان الحلقة / وتمضي الأعوام.. 💞
كانت فدوى في هذه الفترة كثيرة التفكير بمصيرها مع شهاب..
ماذا لو لم يوافق والدها على الارتباط به بعد التخرج.. ماذا لو قرر شهاب بنفسه إنهاء هذه الخطبة أو الخطة!
فرشت سجادة الصلاة وصارت تتوسل إلى الله أن يطفئ ذلك اللهيب المستعر في داخلها.. وأن يُبعِد عنها تلك الوساوس القاتلة.
وفي المساء كتبت لشهاب تطلب نصيحته : القلق من المجهول سيقتلني! هاتِ ما عندك من نصيحة لي في هذه المسألة.. جزاكم الله خيرا.
بعد أقل من ربع ساعة جاءت النصيحة من شهاب كتب فيها :
قد لا تشعر بلُطف الله حالاً ...
لكنك لو عدتَ عاماً.. اثنين.. وثلاثة ستجد أثر عونهِ واضحاً في حياتك!
كيف تخلصت من تلك المشكلة ؟ كيف جبر كسرك ؟! كيف تخطيت مرحلة صعبة ! في حينها كنت تُردد لا يمكنني تخطيها !
كيف قضت المراحل الصعبة في حياتك حين كنت تظنها لن تنقضي !
ما أنت فيه من القلق الآن سيصبح في خبر كان أيضا..
وسترى أثر عونهِ واضحاً في المستقبل عندما ينزاح عن قلبك غشاء القلق والخوف مما أنت فيه ثق به فقط وتوكل عليه.
بعد هذه الكلمات سجدت لله وهي تقول : إلهي.. كل ما انا فيه اليوم من احتشام وطاعة ما هو إلا بسبب لطفك بي وعطفك عليَّ، فلقد سخرت لي أحد عبادك الصالحين لينتشلني من ظلمات الغي ويرفعني إلى سماء الطاعة.. إلهي فأتم فضلك عليَّ ولطفك بي واجعل هذا الإنسان الصالح رفيقاً دائماً لي ومؤنساً وشريكاً لحياتي .
❤️❤️❤️
مرَّ عامان على التحاق فدوى وشهاب بكلية الطب وها هما في المرحلة الثالثة وقد التحقت بهما سهام أيضاً!
وها هو شهاب يعطيها في يومها الأول بعض الوصايا التي يتمنى أن تلتزم بها.. قال لها وهو يتجه بها إلى قاعة المحاضرات الخاصة بالمرحلة الأولى :
- اختي الحبيبة .. انا لديَّ كامل الثقة بكِ.. لكن هناك ما يجب أن تعلميهِ وهو أن الإنسان مهما كان يعيش في بيئة جيدة وخاصة الفتاة حتى وإن كانت تربيتها تربية دينية إلا أن هناك ما سيؤثر عليها في الجامعة ألا وهي صديقة السوء فاحذريها.. ستجدين من تحاول أن تقنعكِ بخلع العباءة لأنها تعيق دراستكِ فلا تسمعيها، وستجدين من تحاول أن تقنعكِ بوضع القليل من المكياج فلا تنصتي لها ووو...
وتذكري بأن ( الصاحب.. ساحب) أما يسحبك معه إلى الخير، وإما يسحبك معه إلى الشر والعياذ بالله.
كما أرجو أن تجعلي اختياركِ للصديقة على أساس التزامها بأوامر الله من الحجاب وعدم الاختلاط أو التبرج ولتكن لك نعم الانسانة المرشدة والناصحة بحيث ما أن ترى منك اي خطأ أو معصية لا سمح الله حتى توجهك إلى تركها ولتكن هذه المقولة الرائعة نصب عينيك :
" إختر صحبة تخجل أنْ تفعل بينهم ذنباً، وحذارِ من صحبة تخجل أن تفعل بينهم طاعة "!
وأخيراً فاعلمي أن" خير الأصحاب من أحبك في الله، وذكرك بالله، وخوفك من غضب الله، ورغبك في لقاء الله ".
أخذت سهام بنصائح أخيها الأكبر وصارت حذرة من صديقات السوء و من كل فتاة تحاول أن توقع بها أو تجرها إلى المعاصي، وما أكثر هذه المعاصي في مجتمع وبيئة واسعة كالجامعة!!
💜💜💜
صارت اللقاءات بين شهاب وفدوى أكثر فائدة ومنفعة بعد أن التحقت بهما سهام، فكان الاثنان لا يؤسسان للقاء أسبوعي بينهما إلا بعد أن يتأكدا أن سهام لديها استراحة في ذلك الوقت حتى تحضر معهما نقاشاتهما الهادفة وحتى تكون جلستهما أكثر شرعية وتقرباً إلى الله.
وفي إحدى المرات تأخر شهاب عن الحضور فاستغلت فدوى ذلك بأن وجهت سؤالها لسهام :
- غاليتي سهام.. هناك سؤال طالما طرق باب أفكاري وكنت أتردد في توجيهه لشهاب.. فهل بإمكانك الإجابة عليه؟
- ما هو عزيزتي.. هاته!
لقد تركتكم امكم ورحلت مذ كنتم صغاراً وبعدها بعام واحد التحق والدكم بالرفيق الأعلى.. سؤالي من أين أتيتم انتم الأخوة الأربعة بكل هذه الثقافة والالتزام الديني؟!
قالت سهام وقد بدأت تسترجع صور الماضي عندما كانت بعمر تسع سنوات بالتحديد!!
- لقد أوصى ابي صديقهُ الحاج فاضل علينا قبل أن يرحل إذ كان صديقه المقرب، والحاج فاضل هذا ليس له أطفال.. لقد كانت زوجته عاقراً.. أتذكر عندما أوصاه ابي علينا وكنت جالسة عند رأسه ابكي، قال الحاج فاضل حينها : لا توصي حريص يا أبا شهاب أولادك بمنزلة أولادي الذين حُرِمتُ منهم!!
سوف لن اتركهم وسيبقون في رعايتي إلى آخر لحظة في حياتي.
وفعلاً وكما وعد الحاج فاضل ابي فلقد كان لنا نعم الراعي والمحافظ على الأمانة.. انه انسان مؤمن وزوجته كذلك.. لقد كانت تأتي لزيارتنا دائماً وتُلبي لنا احتياجاتنا بالأخص نحن البنات، اما هو فلقد جعل اخي يعمل معه بأجر يومي جيد جداً ، كما كان يعطيه أجراً شهرياً عند قراءته لأحد الكتب الدينية!
تساءلت فدوى بدهشة : وكيف ذلك لم أفهم؟!
- لقد كانت عند الحاج فاضل في المنزل مكتبة كبيرة فيها مختلف الكتب الدينية والعلمية وحتى كتب الأدب والشعر..
فكان يقضي شهاب أوقات فراغه سواء في المحل او في المنزل في مطالعة الكتاب الذي يعطيه اياه الحاج