يُخفي ارتباكه قائلاً :
- نعم يا عم.. لقد طلبتُ يد خطيبتي منذ ستة أعوام.. وأنا الآن انتظر أن يُيسر الله لي أمر زواجي منها.
- هل تعرف يا ولدي.. لو انك كنت غير مرتبط بخطيبتك تلك لطلبتُ منك أن تخطب ابنتي على سُنّة الله ورسوله.. لأنني لا أجد أفضل منك رجلاً غيوراً وفاضلاً حتى يكون زوجاً لابنتي الوحيدة!
لم يتكلم شهاب وبقى صامتاً منتظراً أن يسمع المزيد!
اكمل الرجل المثقل بالهموم كلامه قائلاً : لقد ظلمتها حينما ارتكبتُ جريمتي تلك ولم افكر بأنها ستبقى وحيدة إن انا دخلتُ السجن!
قال شهاب : حتماً أن الله سبحانه كان معها ولم يتركها.
قال الرجل وقد بانت ابتسامة على شفتيه :
- نعم فعلاً وكما تفضلت يا دكتور.. عندما زارتني يوم أمس رأيتُ النور في وجهها، لقد بدى ذلك الوجه البريء خالياً من المكياج، كما أنها كانت ترتدي العباءة بشكل رائع.. تذكرتُ حينها والدتها رحمها الله.. إنها تشببهها كثيراً ليس في الشكل فقط بل حتى في الأخلاق والالتزام الديني.. لقد كان الله معها وجعلها تبصر طريق النور بفضله ورحمته.
أردف قائلاً وهو يلاحظ الصمت المطبق لشهاب :
- انا ايضاً اريد ان أبصر طريق النور والهداية.. فهلّا ساعدتني على ذلك يا ولدي؟
قال شهاب وهو يُمسِك بيده : سأكون عند حسن ظنك يا عم.. سل عما بدى لك.. وسوف لن أقصر بأي شيء اعرفه.
- جزاك الله خيراً يا ولدي.. لقد أخبرتُ ابنتي عنك يوم أمس وقلتُ لها بأنك ( طبيب القلوب) بجدارة لأن كلماتك فيها البلسم لقلوبنا قبل أجسامنا!
قال شهاب وقد اخرج المنديل من جيبه وصار يمسح العرق عن وجهه : لقد أخجلتم تواضعي يا عم.. ادعو الله ان اكون عند حسن ظنكم بي .
تحدث شهاب مع نفسه : هذه فرصة مناسبة لأفتتح معه موضوع الخطبة..
تردد قليلا وهو ما يزال مخاطباً لنفسه : لكنه محتاج إلى نصائحي الآن.. وإن أنا فتحت الموضوع معه فقد ينشغل بأمر الخطبة ويترك أمر إصلاح نفسه! بل قد يتغير ناحيتي ويعتبر تقربي منه لمصلحة شخصية.. مما يؤثر سلباً على رحلة هدايته!
قطع سلسلة أفكاره صوت ذلك السجين الغارق في ذنوبه :
- اسمح لي يا ولدي ان آخذ من وقتك دقائق معدودة.. لأسمع منك بعض النصائح.. لقد قضيت عمري بالابتعاد عن الله تعالى فماذا افعل حتى اقترب منه سبحانه وأعوض ما فات من عمري ؟
أجابه شهاب :
- أن مجرد استشعارك للندم والعزم على التوبة فهذا يجعلك في قافلة التائبين بإذن الله بشرط أن لا تعود إلى تلك الذنوب السابقة.. ان الانسان يا عم يجب أن يكون دائماً في حالة من محاسبة النفس حتى لا يبتعد كثيراً عن درب الله.. يقول أحد الحكماء :
( ينبغي أن يكون لتقدمنا في العمر علاقة طردية لتقدمنا في علاقتنا مع الله .. وإلا فما فائدة العيش ؟ وما معنى الحياة ؟)
وتذكر يا عم.. ان اهل البيت عليهم السلام يعتبرون الله ( صاحبهم) فلذلك يناجيه المعصوم بالقول "..ويا صاحبي في شدّتي"!
ومع ازدحام الشدائد وتفاقم المتاعب، سترى أنك فاقد لتلك الأمور التي كنت تحسبها ستسندك، وترى بعين القلب أنْ ليس لديك إلا ثقتك وإيمانك بالله ، هو الصاحب الذي لا يخذل، كلما كانت مصاحبتك له أعمق وأصدق، كلما تجّلت تلك الصحبة في سكينةٍ تغمرك في وقت الشدّة.
وإن كنت تريد انيساً وصاحباً من البشر ..
فلتعلم أن هناك شخصاً غيرك مسجون في هذا العالم الفسيح!! إنه يعيش وحيداً غريباً طريداً.. فعندما تشعر بالغربة تذكر غربته!
إن كُنتَ وحيداً لاصديقَ لك .. فلاتقُل إني غريبٌ ، وحيد ..
لاتحزن إن هَجرك صَديقٌ أو قريب ..
فقط أغمض عينيك ..
ضَع يدك على صدرك .. وقل من أعماق قلبك" يا صاحب الزمان"
وسترى تأثير هذه العبارة 💚
#ترقبوا_غداً_الحلقتين_الأخيرتين
- نعم يا عم.. لقد طلبتُ يد خطيبتي منذ ستة أعوام.. وأنا الآن انتظر أن يُيسر الله لي أمر زواجي منها.
- هل تعرف يا ولدي.. لو انك كنت غير مرتبط بخطيبتك تلك لطلبتُ منك أن تخطب ابنتي على سُنّة الله ورسوله.. لأنني لا أجد أفضل منك رجلاً غيوراً وفاضلاً حتى يكون زوجاً لابنتي الوحيدة!
لم يتكلم شهاب وبقى صامتاً منتظراً أن يسمع المزيد!
اكمل الرجل المثقل بالهموم كلامه قائلاً : لقد ظلمتها حينما ارتكبتُ جريمتي تلك ولم افكر بأنها ستبقى وحيدة إن انا دخلتُ السجن!
قال شهاب : حتماً أن الله سبحانه كان معها ولم يتركها.
قال الرجل وقد بانت ابتسامة على شفتيه :
- نعم فعلاً وكما تفضلت يا دكتور.. عندما زارتني يوم أمس رأيتُ النور في وجهها، لقد بدى ذلك الوجه البريء خالياً من المكياج، كما أنها كانت ترتدي العباءة بشكل رائع.. تذكرتُ حينها والدتها رحمها الله.. إنها تشببهها كثيراً ليس في الشكل فقط بل حتى في الأخلاق والالتزام الديني.. لقد كان الله معها وجعلها تبصر طريق النور بفضله ورحمته.
أردف قائلاً وهو يلاحظ الصمت المطبق لشهاب :
- انا ايضاً اريد ان أبصر طريق النور والهداية.. فهلّا ساعدتني على ذلك يا ولدي؟
قال شهاب وهو يُمسِك بيده : سأكون عند حسن ظنك يا عم.. سل عما بدى لك.. وسوف لن أقصر بأي شيء اعرفه.
- جزاك الله خيراً يا ولدي.. لقد أخبرتُ ابنتي عنك يوم أمس وقلتُ لها بأنك ( طبيب القلوب) بجدارة لأن كلماتك فيها البلسم لقلوبنا قبل أجسامنا!
قال شهاب وقد اخرج المنديل من جيبه وصار يمسح العرق عن وجهه : لقد أخجلتم تواضعي يا عم.. ادعو الله ان اكون عند حسن ظنكم بي .
تحدث شهاب مع نفسه : هذه فرصة مناسبة لأفتتح معه موضوع الخطبة..
تردد قليلا وهو ما يزال مخاطباً لنفسه : لكنه محتاج إلى نصائحي الآن.. وإن أنا فتحت الموضوع معه فقد ينشغل بأمر الخطبة ويترك أمر إصلاح نفسه! بل قد يتغير ناحيتي ويعتبر تقربي منه لمصلحة شخصية.. مما يؤثر سلباً على رحلة هدايته!
قطع سلسلة أفكاره صوت ذلك السجين الغارق في ذنوبه :
- اسمح لي يا ولدي ان آخذ من وقتك دقائق معدودة.. لأسمع منك بعض النصائح.. لقد قضيت عمري بالابتعاد عن الله تعالى فماذا افعل حتى اقترب منه سبحانه وأعوض ما فات من عمري ؟
أجابه شهاب :
- أن مجرد استشعارك للندم والعزم على التوبة فهذا يجعلك في قافلة التائبين بإذن الله بشرط أن لا تعود إلى تلك الذنوب السابقة.. ان الانسان يا عم يجب أن يكون دائماً في حالة من محاسبة النفس حتى لا يبتعد كثيراً عن درب الله.. يقول أحد الحكماء :
( ينبغي أن يكون لتقدمنا في العمر علاقة طردية لتقدمنا في علاقتنا مع الله .. وإلا فما فائدة العيش ؟ وما معنى الحياة ؟)
وتذكر يا عم.. ان اهل البيت عليهم السلام يعتبرون الله ( صاحبهم) فلذلك يناجيه المعصوم بالقول "..ويا صاحبي في شدّتي"!
ومع ازدحام الشدائد وتفاقم المتاعب، سترى أنك فاقد لتلك الأمور التي كنت تحسبها ستسندك، وترى بعين القلب أنْ ليس لديك إلا ثقتك وإيمانك بالله ، هو الصاحب الذي لا يخذل، كلما كانت مصاحبتك له أعمق وأصدق، كلما تجّلت تلك الصحبة في سكينةٍ تغمرك في وقت الشدّة.
وإن كنت تريد انيساً وصاحباً من البشر ..
فلتعلم أن هناك شخصاً غيرك مسجون في هذا العالم الفسيح!! إنه يعيش وحيداً غريباً طريداً.. فعندما تشعر بالغربة تذكر غربته!
إن كُنتَ وحيداً لاصديقَ لك .. فلاتقُل إني غريبٌ ، وحيد ..
لاتحزن إن هَجرك صَديقٌ أو قريب ..
فقط أغمض عينيك ..
ضَع يدك على صدرك .. وقل من أعماق قلبك" يا صاحب الزمان"
وسترى تأثير هذه العبارة 💚
#ترقبوا_غداً_الحلقتين_الأخيرتين