رواية #طبيب_القلوب.. الحلقة الأخيرة ( 20)
بقلم 🖊️رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍀 ما كان لله.. ينمو 🍀
قرر كل من شهاب وفدوى أن يكون عقد القِران عند ضريح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، قال لخطيبته وهما يتجهان مع والدها إلى النجف الاشرف : سأبحث عن ذلك الشيخ الوقور الذي قابلته في الصحن العلوي الشريف منذ سنوات.. أتمنى أن أجده بصحة جيدة..
سأشكره على كل ما قدمه لي من عون في وقت كانت الدنيا قد اسودَّت في عيني..!
وصلوا إلى الضريح المقدس وبعد أن أكملوا الزيارة صار شهاب يبحث عن الشيخ، وبينما هو كذلك طلب والد فدوى من ابنته أن تقص عليه قصة ذلك الشيخ؟
حكت فدوى لوالدها عن موقف شهاب حينما رفض هو خطبته لها وكيف ظل حائراً ماذا يفعل بعد أن أخبر الدكتور شادي بأنها خطيبته!!
جاء إلى هذا المكان الطاهر وصار يدعو الله بحق صاحب القبر الشريف أن يبرد لوعة قلبه، فأرسل الله له ذلك الشيخ الصالح الذي علمه ماذا يفعل وكيف يتصرف.
قالت فدوى وهي تبتسم : هل تعلم يا ابي.. ان شهاب طوال هذه الفترة، لم ينظر إلى عيني مباشرة، كان غاضاً للبصر ، ولم يكن يتكلم بغير الأمور الدينية والنصائح الروحانية.. لم يسمح لي يوما أن اتصل به، ولم يدعوني يوماً للتنزه بمفردنا رغم أننا كنا نلبس خاتمَي الخطوبة!!
انظر يا أبي.. شهاب والشيخ.. أنهما هناك.. اعتقد انه قد وجده!
عقد الشيخ القِران لهما وبارك لهما هذا الحب الطاهر والذي هو امتداد لحب الله في قلبيهما.❤️❤️
قال لها والدها بعد أن تم العقد : شهاب هو زوجكِ الآن.. لقد سلَّمتُ الأمانةَ إليه..!
قبّلت فدوى يد والدها وهي تقول : انت الخير والبركة يا ابتي!
قبّل شهاب عمه في جبينه وهو يتمتم بكلمات الشكر والامتنان.
أصرَّ والد فدوى أن يقضيا ذلك اليوم معاً وعاد هو بمفرده إلى مدينتهم.. بينما بقيَ شهاب مع خطيبته في النجف الأشرف حيث أخذها إلى مسجدي السهلة والكوفة المقدسين، ثم تناولا عشائهما في احد مطاعم المدينة المقدسة.. وفي طريق العودة اثناء جلوسهما في السيارة قالت فدوى لخطيبها :
- العبارة التي كتبتها على باب العيادة.. سأكتب مثلها على باب عيادتي.. ( للفقراء مجاناً ).
قال شهاب مبتسماً:
- يجب أن تلحقي هذه العبارة بعبارة أخرى..
قالت فدوى :
- نعم نعم تذكرت (.. لعلهم يشفعوا لي عند الله) ولكن لماذا يجب أن الحقها بهذه العبارة!
أجابها :
- حتى لا نكون نحن المتفضلين على الفقراء .. بل سيكونوا هم اصحاب الفضل علينا لأنهم سيشفعوا لنا عند الله، وبذلك سوف لا يكونوا مُحرجين أثناء دخولهم العيادة مجاناً!!
قالت فدوى وهي تطيل النظر إلى وجهه :
- ما اصدق مشاعرك وما انبلها.. لقد صدق والدي حينما وصفك بأنك.. (طبيب القلوب)💚💚💚
قال وهو ينظر من نافذة السيارة إلى الأفق البعيد :
- هذا اقل ما يمكننا أن نقدمه لمولانا صاحب الزمان.. هل تذكرين رسالتي التي أخبرتك بها عن الفضل العظيم الذي يتأتى من خدمتنا لإمام زماننا..؟
- نعم.. نعم اذكر.. حينها تمنيت أن أكون من خدام الإمام المهدي أرواحنا فداه.
- الفرصة الآن سانحة لنا يا حبيبتي..
سنقدم من موقع عملنا - كأطباء - خدمتنا لمولانا صاحب الزمان عن طريق مساعدتنا للفقراء والمحتاجين في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد .. وأنا على يقين بأن عملنا هذا سيدخل السرور والفرحة على قلبه الشريف .. وما أجمل أن نرسم الابتسامة على شفتيه بأعمالنا الخيرية تلك؟
إن مشروعي أكبر من العيادة يا فدوى .. أتمنى أن أعمل مشفى كامل بإسم.. ( مشفى خُدّام الإمام المهدي) أرواحنا فداه .. لنقدم فيه كافة الاحتياجات الطبية للفقراء والمحتاجين بدون اي مقابل.. أتمنى أن تكون فعلاً مشفى خيري ينفع الناس في هذه الحياة الدنيا وينفعنا نحن في تلك الحياة الآخرة!
قالت فدوى وهي تشدُّ على يديه : وانا معك، يدي بيدك.. سنعمل من أجل تحقيق هذا الحلم.. وسيوفقنا الله ما دامت غايتنا وجهه الكريم (ما كان لله ينمو).
قال وهو يفتخر بمهنته الانسانية العظيمة :
- أتدرين ؟ لقد وضعت سجل خاص لأكتب فيه أسماء جميع المرضى الذين يزورونني في العيادة وكذلك مرضاي في المشفى الحكومي، اسجل أسمائهم جميعاً في هذا السجل لأدعو لهم بالصحة والعافية في صلاة الليل..حيث قرأت في إحدى المرات عن طبيب كان في قمة النجاح، بحيث اشتهر بين الناس بعلاجاته النافعة وزيادة حالات الشفاء على يديه بشكل عجيب.. وحينما أجرى معه أحد الصحفيين لقاءاً وسأله عن سبب كل هذا النجاح قال : أنا أسجل أسماء المرضى الذين اقابلهم كل يوم في سجل خاص لأدعو لهم في صلاة الليل واحداً واحداً.. وأظن أن تأثير دعائي لهم في تلك الصلاة أقوى من تأثير الأدوية التي أصفها لهم!!
قالت فدوى مبهورة : ما أروعها من فكرة!
ثم أردفت وهي تستعيد بعضا من ذكريات الماضي :
- على ذكر صلاة الليل.. لقد رأيتُ فيك رؤيا جميلة سأقصها لك الآن رغم أنها قد مرت عليها سنوات عديدة!!
- ماذا رأيتِ؟ خيراً ان شاء الله!
بدأت فدوى تقص عليه رؤياها وهو يستمع بكل اهتمام.. قالت بعد أن
بقلم 🖊️رويدة الدعمي
عنوان الحلقة 🍀 ما كان لله.. ينمو 🍀
قرر كل من شهاب وفدوى أن يكون عقد القِران عند ضريح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، قال لخطيبته وهما يتجهان مع والدها إلى النجف الاشرف : سأبحث عن ذلك الشيخ الوقور الذي قابلته في الصحن العلوي الشريف منذ سنوات.. أتمنى أن أجده بصحة جيدة..
سأشكره على كل ما قدمه لي من عون في وقت كانت الدنيا قد اسودَّت في عيني..!
وصلوا إلى الضريح المقدس وبعد أن أكملوا الزيارة صار شهاب يبحث عن الشيخ، وبينما هو كذلك طلب والد فدوى من ابنته أن تقص عليه قصة ذلك الشيخ؟
حكت فدوى لوالدها عن موقف شهاب حينما رفض هو خطبته لها وكيف ظل حائراً ماذا يفعل بعد أن أخبر الدكتور شادي بأنها خطيبته!!
جاء إلى هذا المكان الطاهر وصار يدعو الله بحق صاحب القبر الشريف أن يبرد لوعة قلبه، فأرسل الله له ذلك الشيخ الصالح الذي علمه ماذا يفعل وكيف يتصرف.
قالت فدوى وهي تبتسم : هل تعلم يا ابي.. ان شهاب طوال هذه الفترة، لم ينظر إلى عيني مباشرة، كان غاضاً للبصر ، ولم يكن يتكلم بغير الأمور الدينية والنصائح الروحانية.. لم يسمح لي يوما أن اتصل به، ولم يدعوني يوماً للتنزه بمفردنا رغم أننا كنا نلبس خاتمَي الخطوبة!!
انظر يا أبي.. شهاب والشيخ.. أنهما هناك.. اعتقد انه قد وجده!
عقد الشيخ القِران لهما وبارك لهما هذا الحب الطاهر والذي هو امتداد لحب الله في قلبيهما.❤️❤️
قال لها والدها بعد أن تم العقد : شهاب هو زوجكِ الآن.. لقد سلَّمتُ الأمانةَ إليه..!
قبّلت فدوى يد والدها وهي تقول : انت الخير والبركة يا ابتي!
قبّل شهاب عمه في جبينه وهو يتمتم بكلمات الشكر والامتنان.
أصرَّ والد فدوى أن يقضيا ذلك اليوم معاً وعاد هو بمفرده إلى مدينتهم.. بينما بقيَ شهاب مع خطيبته في النجف الأشرف حيث أخذها إلى مسجدي السهلة والكوفة المقدسين، ثم تناولا عشائهما في احد مطاعم المدينة المقدسة.. وفي طريق العودة اثناء جلوسهما في السيارة قالت فدوى لخطيبها :
- العبارة التي كتبتها على باب العيادة.. سأكتب مثلها على باب عيادتي.. ( للفقراء مجاناً ).
قال شهاب مبتسماً:
- يجب أن تلحقي هذه العبارة بعبارة أخرى..
قالت فدوى :
- نعم نعم تذكرت (.. لعلهم يشفعوا لي عند الله) ولكن لماذا يجب أن الحقها بهذه العبارة!
أجابها :
- حتى لا نكون نحن المتفضلين على الفقراء .. بل سيكونوا هم اصحاب الفضل علينا لأنهم سيشفعوا لنا عند الله، وبذلك سوف لا يكونوا مُحرجين أثناء دخولهم العيادة مجاناً!!
قالت فدوى وهي تطيل النظر إلى وجهه :
- ما اصدق مشاعرك وما انبلها.. لقد صدق والدي حينما وصفك بأنك.. (طبيب القلوب)💚💚💚
قال وهو ينظر من نافذة السيارة إلى الأفق البعيد :
- هذا اقل ما يمكننا أن نقدمه لمولانا صاحب الزمان.. هل تذكرين رسالتي التي أخبرتك بها عن الفضل العظيم الذي يتأتى من خدمتنا لإمام زماننا..؟
- نعم.. نعم اذكر.. حينها تمنيت أن أكون من خدام الإمام المهدي أرواحنا فداه.
- الفرصة الآن سانحة لنا يا حبيبتي..
سنقدم من موقع عملنا - كأطباء - خدمتنا لمولانا صاحب الزمان عن طريق مساعدتنا للفقراء والمحتاجين في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد .. وأنا على يقين بأن عملنا هذا سيدخل السرور والفرحة على قلبه الشريف .. وما أجمل أن نرسم الابتسامة على شفتيه بأعمالنا الخيرية تلك؟
إن مشروعي أكبر من العيادة يا فدوى .. أتمنى أن أعمل مشفى كامل بإسم.. ( مشفى خُدّام الإمام المهدي) أرواحنا فداه .. لنقدم فيه كافة الاحتياجات الطبية للفقراء والمحتاجين بدون اي مقابل.. أتمنى أن تكون فعلاً مشفى خيري ينفع الناس في هذه الحياة الدنيا وينفعنا نحن في تلك الحياة الآخرة!
قالت فدوى وهي تشدُّ على يديه : وانا معك، يدي بيدك.. سنعمل من أجل تحقيق هذا الحلم.. وسيوفقنا الله ما دامت غايتنا وجهه الكريم (ما كان لله ينمو).
قال وهو يفتخر بمهنته الانسانية العظيمة :
- أتدرين ؟ لقد وضعت سجل خاص لأكتب فيه أسماء جميع المرضى الذين يزورونني في العيادة وكذلك مرضاي في المشفى الحكومي، اسجل أسمائهم جميعاً في هذا السجل لأدعو لهم بالصحة والعافية في صلاة الليل..حيث قرأت في إحدى المرات عن طبيب كان في قمة النجاح، بحيث اشتهر بين الناس بعلاجاته النافعة وزيادة حالات الشفاء على يديه بشكل عجيب.. وحينما أجرى معه أحد الصحفيين لقاءاً وسأله عن سبب كل هذا النجاح قال : أنا أسجل أسماء المرضى الذين اقابلهم كل يوم في سجل خاص لأدعو لهم في صلاة الليل واحداً واحداً.. وأظن أن تأثير دعائي لهم في تلك الصلاة أقوى من تأثير الأدوية التي أصفها لهم!!
قالت فدوى مبهورة : ما أروعها من فكرة!
ثم أردفت وهي تستعيد بعضا من ذكريات الماضي :
- على ذكر صلاة الليل.. لقد رأيتُ فيك رؤيا جميلة سأقصها لك الآن رغم أنها قد مرت عليها سنوات عديدة!!
- ماذا رأيتِ؟ خيراً ان شاء الله!
بدأت فدوى تقص عليه رؤياها وهو يستمع بكل اهتمام.. قالت بعد أن