يَسند جسَدهُ المُرهَق عَلى الحَائط، كـ عَصفور رجَع مَخذولًا لغصَنه، ضَل يَجول بنَاظرِيه عَلى زوايا الغُرَفة التِي حَفظ مَكان كُل قُطعَة بَها، رفعَ ناظرِيه للأعَلى شَارد، يُفكر لو آنهُ صَمّت عِندما لم يُصغَىٰ الِيه، لو أنهُ لم يُسرف اهَتمامَهُ و حُبهَ عَلى ذَالك الشخَص، لَقد وقعَ دَاخل بحَر مَن العُقد النفِسّية التِي تُهمَشهُ بِين كُل فَترة و آخرى، حِيثُ يَبقى يَلُوم بنفَسه عَلى افعَالهُ الطائِشه التِي يكَره فعَلها، لكَن يَرى نفَسه يَفعَلهَا، يكَره ان يحَكم عَليه الناس، يَكره التجَاهُل، حَتى الافعَال والكلمات الصغِيرة تجَرحَه، يَكره أن يَستهِين احَدًا ما بَمخَاوفه و يَستغَله بهَا، لَذالك دُومًا ما يَشرد بكَثرة و لا يُجَيب بَسرعة ويَتوتر و يَخجل حَتى مَن الاشِياء البَسِيطة، يَستصغَر نفَسّه فقَط لأنهُ يَرى أن تأثَرهُ بهَذه الاشِياء شِيء أحَمق وأنهُ لمَن السَخيف أن ينجَرح، وهوَ لا يعَلم أنهُ مُجَرد إنسَان ضائِع، لا يعَلم ان غرِيزتهُ كـ بَشر أن مَشاعرهُ تتأذى وهَذا الشِيء طَبيعِي، لكَنهُ يتألم رُغم عَلمهِ بَذالك، لا يَستطِيع آخَراج أكوام الرَماد التِي بدَاخله فَقط يَقوم بخَزنهَا .