أمّا فاطمة عليها السلام! فهي التي لم تنتظر أيّ نعيم مادّيّ من زوجها، حتّى أدنى متطلّبات العيش من مسكنٍ مريح ومأكل مشبع، بل امتنعت حتّى عن سؤاله، كما أنّها لم تكن تنتظر أن تحصل على جاهٍ اجتماعيّ بسبب زوجها، بل على العكس، فقد كان زواجها بالفقير سببًا لتعيير نساء الدنيا لها، لم تكن تريد من الإمام عليه السلام أيّ نعيم زائل لم تكن تنتظر منه سوى أن يكون هو، أكمل وأعظم آية وتجلٍّ لله عزّ وجلّ، ولذا كانت هائمة في حبّه، لا يعنيها أيّ شيء دونه فنراها تغمرها السعادة عندما يتحدّث الرسول عنه وعن مناقبه ونراها شديدة الحرص على عدم أيذائه بأيّ شيء، ونراها مستميتة في الدفاع عنه وعن حقّه فيما بعد عند غصب الخلافة وتُؤثِر حياته على حياتها... هو ذا السرّ، إنّه الله جلّ وعلا، ففاطمة لم تكن ترى عليّاً عليه السلام زوجها العزيز سوى أكمل وأروع آية حاكية عن الله فقد عظمت وتعالت في تعاملها معه إلى أن قال لها: "أَنْتِ أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَأَبَرُّ وَأَتْقَى وأَكْرَمُ وَأَشَدُّ خَوْفاً مِنْ اللَّهِ مِنْ أَنْ أُوَبِّخَكِ بِمُخَالَفَتِي.."
من كتاب «السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة وأسوة»
#مركز_المعارف_للمطالعة_ودعم_المكتبات
#أسبوع_الأسرة
من كتاب «السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة وأسوة»
#مركز_المعارف_للمطالعة_ودعم_المكتبات
#أسبوع_الأسرة