🕯📜🕯اعظم العقوبات الالهية : عقوبة قسوة القلب
📍(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
💠إن قسوة القلب هي أقسى عقوبة يعاقب الله عبده بها، والعقوبات منها ما ترتبط بشؤون التشريع وهي معروفة ك: قطع يد السارق و جلد شارب الخمر وغيرهما، شرعت كنوع من التحصين و التخويف و المنع من تفاقم المحرمات و هتك الحرمات، ومنها: ما ترتبط بامور تكوينية كنوع من انواع الاثار الوضعية، وتاتي قسوة القلب كعقوبة تكوينية و اثر وضعي تفوق العقوبات كلها، فعن الإمام الباقر (عليه والسلام): "إن لله عقوبات في القلوب والأبدان، ضنك في المعيشة، ووهن في العبادة ،وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب".
🔹توضيح ذلك: تارة يجد الانسان في نفسه إقبالا لفعل الصالحات واخرى عكس ذلك يجد ادباراً عنها ، ومنشأ ذلك قد يكون لمعصية ما, أو مكروه معين ,أو أحياناً مجرد ترك أولى, مما هو أولى بشأنه يؤثر فوراً في روحيته ومعنوياته، والإمام صلوات الله عليه يصرح أنه لايوجد شيء أعظم من قسوة القلب ؛لأنها تعني البعد عن رحمة الرب، وسلب التوفيقات التي يمكن أن تنال الإنسان, وتعني أن يكون قلب الانسان حرماً للشيطان ومسرحاً له والعياذ بالله تعالى من ذلك.
💠البواعث والاسباب :
لكن ماهي البواعث والعوامل والأسباب التي تؤدي إلى قسوة القلب، حيث أن قسوة القلب أمر اختياري باختيارية مقدماتها واسبابها؟
🔹ذكرت الروايات الشريفة مجموعة من الأسباب التي تؤدي الى قسوة القلب، ونحن نكتفي بعامل واحد هو العامل الاساسي في ذلك، وهو الذنب:
⭕عن الإمام الصادق (عليه السلام) : قال أبي (عليه السلام): "مامن شيء أفسد للقلب من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله".
فيكون الصالح عنده طالحاً و يفتخر بظلمه للناس، و تعديه على حقوقهم، بل فوق ذلك، يرى الحق باطلا، و الباطل حقا، كما يرى المعروف منكرا، و المنكر معروفا.
⭕وعن الإمام الكاظم (صلوات الله عليه):
"إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً "
وذلك يعنى: ان هذه المعصية قد تكون علة معدّة للشقاء الأبدي، فإن الذنوب بعضها آخذ بعنق بعض حتى تدخل صاحبها النار.
📌فإذا تعامل الإنسان مع كل معصية ورذيلة وكل تقلب في القلب بهذا المنطق ونظر إليها بهذا المنظار وابتعد عنها سيتحول الى انسان اخر تماماً فيكون قلبه حرما للرحمن.
#دروس_في_التفسير ١٣٥
📝سماحة السيد مرتضى الحسيني الشيرازي
http://t.me/malshirazi2