مازن المطوري


Channel's geo and language: not specified, not specified
Category: not specified


إذا أرذَلَ اللهُ عَبْداً حَظَرَ عَلَيهِ العِلمَ
التواصل:
@mazenalmtori85

Related channels

Channel's geo and language
not specified, not specified
Category
not specified
Statistics
Posts filter


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 13.


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 12.


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 11.


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 10.


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 9.


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 8.


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 7.


يتناسب ردّ الفعل عند الإنسان في توقّعاته من الآخرين، مع طبيعة الصورة التي يكوّنها عنهم، فكلّما كانت صورتهم واقعية في ذهنه، كانت ردّة فعله إزاء ما يصدر عنهم من سلبيات وإخفاقات وأخطاء معقولةً وواقعيةً وبعيدةً عن التطرّف، وكلّما كانت صورتهم في ذهنه غارقة في الخيال متضخّمةً بعيدةً عن الواقع، وعالية جدّاً في التوقّعات، كانت ردّة فعله إزاء ما يصدر عنهم من أخطاء وإخفاقات متطرّفةً وغير واقعية، فدرجة ردّ الفعل ضعفاً وقوّةً إزاء أخطاء الآخرين تتناسب مع طبيعة الصورة المرتسمة عنهم في ذهن الإنسان.
وهذا المعنى يشي بضرورة أن يتبع الإنسان في رسم صوره عن الآخرين، وما يتوقّعه منهم، جانب العقلانية والواقعية، والابتعاد عن جانب الارتفاع عن الواقع والغلو.
ومن ناحية ثانية، فإن استقتال الإنسان في الدفاع عن الآخرين، ومحاولته تبرير كل ما يصدر منهم بشتى الذرائع والحجج، وإن كانت قيمتها من مستوى حجج النُحاة، ينشأ هو الآخر بدوره عن تلكم الصورة المتخيّلة الغارقة في الوهم والبعيدة عن الواقع، فيندفع الإنسان صوب التبرير لأن نفسه لا تقبل بسهولة أن تتخلّى عما تطبّع فيها من صورة خياليّة، فيراكم الخطأ فوق الخطأ.
إنّ من جملة عوامل الراحة النفسية عند الإنسان أن يكون واقعيّاً عقلانيّاً في توقّعاته من الآخرين، وأن يتّبع طريقةً معقولةً في رسم صورة عنهم، فبذلك يتجنّب الكثير من حالات القلق وفقدان الراحة النفسية وردّ الفعل المُجهِد لأعصابه.


تثبتُ الوقائع اليومية أن اللقاء المباشر والتواصل من أهم أسباب رفع سوء التفاهم، وإزالة التصور المغلوط عن الآخرين، ذلك أن اللقاء والتواصل ينطوي على مميّزات لا تحوزها طريقتا الاعتماد على المكتوب أو المسموع، وفي أقل تقدير فإن المكتوب والمسموع لا ينقلان بأمانة النزْعة النفسية وصفات الشخصية السلبية والإيجابية إلى المقابل، الأمر الذي يستدعي الشجاعة في الوصول إلى الواقع وحقيقة الأمر عبر اللقاء المباشر والتواصل، وترك الحكم على شخصيّة الآخرين وصفاتهم النفسية من دون وِصال معهم.
وفي مثل هذه الحالة تزول الغرابة إذا ما لاحظنا أن انطباعاتنا عن الآخرين، وتقييماتنا لشخصيّاتهم، قد تبدّلت وتغيّرات بمعدّل 180 درجة.


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 6.


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 5.


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 4.


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 3.


ليس من الفشل والتخلّف أن لا نكون كالآخرين، بل إن السّعي لاستنساخ تجارب الآخرين من عوامل الفشل، وإنما يكمن الفشل والتراجع في عجزنا عن إنتاج تجربتنا الخاصّة، التجربة المنبثقة من واقعنا وهويّة مجتمعنا.


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 2.


دروس تمهيدية في علم الكلام الجديد
الدرس: 1.


«الكيان الفكري والروحي للإنسانية هو العامل الرئيسي في البناء والتجديد في تاريخ المجتمعات.. وهذا بالضبط سرُّ الانقلاب الكبير الذي أحدثه الإسلام في الأمّة، التي لم يكن لها نصيب من السياسة ولا وجود في المجال الدولي، ولم تكن تعرف للحياة معنى غير التفاخر والتغالب، حتى أنّها كانت لتضيق بفكرة الوحدة القومية لشدّة تحكّم الروح القبلية في نفوسها. وإذا بهذه الأمة بالذات تصبح سيدة أمم الأرض، ومالكة الزمام في الموقف الدولي، والمبشّرة المثالية برسالة عالمية لا تعترف بالحدود القوميّة، فضلاً عن الحدود القبليّة.
وقد تم كل هذا الانقلاب في فترة قصيرة لم يتغيّر فيها شيء من الظروف المادية، ولم يكن سببه إلا إحداث التغيير في المحتوى الداخلي الفكري والشعوري للأمة، وهذا التغيير هو الذي يعبّر عنه الله تعالى بالتزكية والتعليم في قوله: (لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)».

الإمام الشهيد الصَّدر، ومضات، 278.


لا تتوقّع من الآخرين أن يكتبوا وفقَ قناعاتك وبشكل منسجمٍ مع رؤيتك في شخص أو خطّ أو فكرة أو سلوك أو حركة، فمثل هذا التوقّع لا يصدر إلا عن عقلية طفوليّة ساذجة، وعن رغبة في تملّك الآخرين واحتكارهم.
إن الناس أمزجة مختلفة، وكلّ واحد منهم ينطلق من فهم معيّن وزاوية نظر خاصة للأحداث والأشخاص، ومن ثمّ فلا تنتظر منهم، ومع كلّ حدث، أن يكتبوا وفق مزاجك ورؤيتك، ولا تعاتبهم بعد ذلك، فهم مسؤولون عما يكتبونه عن إيمان، وأنت جدير بالمعاتبة حين تريد قولَبة الآخرين وفق اطارك الخاص!


يفقد الفرد أصالته الإنسانية عندما تكون عواطفه، ويكون كلامه وآراؤه، ويكون تفاعله مع الأحداث، صداً للبيئة التي يعيش فيها، وخاضعاً للرأي العام، وضغط المحيط، ولم يكن معبّراً عن ذاته وصادراً عن ذاته، ولم يكن الفرد فاعلاً لآرائه وعواطفه وتفاعله، فالإنسان الأصيل هو الذي تصدر أفكاره وعواطفه وتفاعله عن ذاته.
ويكون الإنسان فاعلاً اجتماعياً، ومسهماً في تحريك عجلة التغيير، عندما يكون أصيلاً في أفكاره وآرائه وتفاعله وعواطفه، وأما من تأخذه الجموع، والرأي العام، يميناً وشمالاً، لم يكن إنساناً أصيلاً، وإنما هو إنسان بالاعتبار، وهو فاقد للقدرة على التغيير والفعل الاجتماعي.


من الأخطاء المنهجيّة التي يقع فيها بعض الناس حين تقييم الأشخاص والحركات الاجتماعية والأحزاب وغيرها من الفعّاليات المختلفة، الاستناد إلى تاريخ الشخص أو الحزب وما يتصف به من إيجابية أو سلبية، واستصحابها من الماضي واسقاطها على حاضرهم، والحال أن مثل هذا التقييم لا يصح وفق الرؤية الموضوعية والمنهجية، إذ لا يمكن استصحاب الصفات السلبية والإيجابية والأداء السيّء والجيّد من الماضي إلى الحاضر، فهذا الاستصحاب في مثل هذه المجالات المرنة المتحرّكة التي لا تعرف القَرارَ والثبات، يعبّر عن نظرة سطحية وخلل منهجي، إذ الواجب وقت التقييم ملاحظة مختلف الظروف والأحوال والتقلّبات لإعطاء الأحكام الدقيقة، والابتعاد عن الإطلاقات والتعميمات المرتجلة.

وإنما الصحيح من الناحية المنهجية التقييم بالاستناد إلى أداء الشخص أو الحركة أو الحزب وقت التقييم وحاضره وليس ماضيه، ولا سيما في التقييمات التي يراد منها ترتيب آثار قانونية وأخلاقية وتترتّب عليها تبعات معيّنة، فقد يكون الشخص في ماضيه صالحاً وجيداً، ولكنه يختم حياته ومسيرته بالتخبّط وسوء العاقبة والمنقلب، وقد تكون حركة معيّنة أو حزباً معيّناً في ماضيه جيّداً ومهمّاً وضرورياً بالنظر إلى مختلف الظروف المحيطة آنذاك، ولكنه ينحرف عن مسيرته وينقلب على تضحياته، والعكس صحيح.

وفي المقابل لا يمكن منهجيّاً محاكمة ماضي الأشخاص والحركات والأحزاب بالاستناد إلى حاضرهم، فلا يمكن القول: إن الشخص الفلاني سيّء على طول حياته لأنه في الوقت الحالي قام بأفعال سيّئة! ولا يمكن القول: إن الحزب الفلاني سيّء وغيره من الأحكام السلبية لأنه متخبّط في الوقت الحالي، وقام بأداء سيّء، فمثل هذه الأحكام الإرجاعيّة إلى الماضي من الحاضر، تعبّر عن خلل منهجي كذلك، وعادةً ما يركن إلى هذا النوع من الأحكام والتقييمات أصحاب الخمول العقلي والفكري الذين لا يريدون تكليف أنفسهم بتحريك العقل والتفكير برويّة، وكذلك يركن إلى هذه الأحكام أصحاب العواطف الأهداف المغرضة لأجل تسقيط الخصوم.

ويدخل في هذا النحو من الخلل المنهجي أن يزكّي الإنسان نفسه بالاستناد إلى تاريخه وما قام به من أفعال وسيرة حسنة، والحال أن الإنسان بحاضره وليس بماضيه، فلا تحدّثني عما كنتَ عليه قبلاً، وإنّما عمّا صرت إليه حاضراً.

20 last posts shown.

2 025

subscribers
Channel statistics