إلي من مروا بداخنا وتركوا آثار أقدامهم تقبعُ بداخل قلوبنا، أضحي التنائي بديلًا عن تدانينا، وخُلق الفُراق وجُعِل رفيقنا الثالث، تنزفُ أفئدتنا شوقًا لكم، نصبحُ ونمسي ولم تجف مآقينا بعد، لازلنا نحادثُكم نكاد حين نناجيكُم يقضي علينا الأسي لولا تأسينا، كان الفرحُ سرمدي معكم، وباتت الأيام في هُجرانِكم سودًا بعد أن كانت بيضًا ليالينا، أصبح المارين يتوهون في ملامحنا من كثرة بُهتان الحزن عليها، بِنّنتم ولازلنا صامدين مكاننا لعل قُساة القلب يعودون، نُطيلُ النظر إلي صِورِكم محدّثين أعينكم قائلين: كيف قست قلوبكم، وأصبحت كالحجارة؟!
_تقاطعنا عقولنا: لا، بل هي أشدُ قسوة.
تحلينا بالفتور بالرُغم من أن هناك براكينٌ من نار الشوق بداخِلُنا، يظنوا أن نأيكُم عنّا سيغيرنا
نقطعُ أحاديثهم المُرّة بقولنا: لن نتغير، إن طالما غيّر النأي المُحبينا.
يتملكنا ثوب الحزن كلما طال أمدُ الفراق بيننا، عمّ الظلامُ أجسادنا وصِرنا نحنُ والليل جسدًا واحدًا، ولكن الفرقُ بيننا أننا نفتقدُ نجومنا -أنتم- التي تُزين عتمتُنا، لازالت أطيافكم تُلاقينا حين نصبحُ وحين نُمسي، لازالت الذكرايات تحفرُ أشواكِها بداخلنا، يتعجبُ الأُناس من كوننا في مثلِ هذا السن وبداخلنا كل تلك الأحزان، ولكنهم لا يعلمون أن الفُراق ليس بهين، فهو أشبه بسكراتِ الموت حينما تأتي لمن هو أشدُّ الناس عداوةٌ للهِ، وأشدهم كُفرًا، تأتي ظُلمة ليالينا وتستيقظُ الذكرايات وتخلقُ بداخلنا ضجيجًا يجعلُ قلوبنا تصرخُ في صمت، وحدهُ ليلنا قادر علي نزع الروحُ من أقاصي أجسادنا حتي دون أن نتفوه بـِ آهاتٍ، عجبًا تأتي سكرات الموتُ مرة واحدة للبشرِ، وتأتينا نحنُ -المشتاقون- كُل ليل، لم يخطر بأذهاننا قط كمّ المعاناة التي نتعايش بها الآن بعد فقدنا لأرواحِكم، كنّا نظنُ أن الحبُ أمٌر وردٌي لا يؤذي، والآن نسعي مجاهدين في أخفاء حُبًّا قد برت لهُ أجسادُنا، ولكنّ الفشل يلاحقنا دومًا، لا تصلوا علي أرواحُنا فإنها لم تكن ميتتُنا الأولي.
_روضة سامِح
_تقاطعنا عقولنا: لا، بل هي أشدُ قسوة.
تحلينا بالفتور بالرُغم من أن هناك براكينٌ من نار الشوق بداخِلُنا، يظنوا أن نأيكُم عنّا سيغيرنا
نقطعُ أحاديثهم المُرّة بقولنا: لن نتغير، إن طالما غيّر النأي المُحبينا.
يتملكنا ثوب الحزن كلما طال أمدُ الفراق بيننا، عمّ الظلامُ أجسادنا وصِرنا نحنُ والليل جسدًا واحدًا، ولكن الفرقُ بيننا أننا نفتقدُ نجومنا -أنتم- التي تُزين عتمتُنا، لازالت أطيافكم تُلاقينا حين نصبحُ وحين نُمسي، لازالت الذكرايات تحفرُ أشواكِها بداخلنا، يتعجبُ الأُناس من كوننا في مثلِ هذا السن وبداخلنا كل تلك الأحزان، ولكنهم لا يعلمون أن الفُراق ليس بهين، فهو أشبه بسكراتِ الموت حينما تأتي لمن هو أشدُّ الناس عداوةٌ للهِ، وأشدهم كُفرًا، تأتي ظُلمة ليالينا وتستيقظُ الذكرايات وتخلقُ بداخلنا ضجيجًا يجعلُ قلوبنا تصرخُ في صمت، وحدهُ ليلنا قادر علي نزع الروحُ من أقاصي أجسادنا حتي دون أن نتفوه بـِ آهاتٍ، عجبًا تأتي سكرات الموتُ مرة واحدة للبشرِ، وتأتينا نحنُ -المشتاقون- كُل ليل، لم يخطر بأذهاننا قط كمّ المعاناة التي نتعايش بها الآن بعد فقدنا لأرواحِكم، كنّا نظنُ أن الحبُ أمٌر وردٌي لا يؤذي، والآن نسعي مجاهدين في أخفاء حُبًّا قد برت لهُ أجسادُنا، ولكنّ الفشل يلاحقنا دومًا، لا تصلوا علي أرواحُنا فإنها لم تكن ميتتُنا الأولي.
_روضة سامِح