✍قو الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًاِ}
#اتخذ قوم لا خلاق لهم،قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًاِ} تكأة لتمرير باطلهم, والبوح عما في ضمائرهم من إرادة التفلت من الأوامر والنواهي, وعدم الانصياع لأحكام الشرع...,
والآية ليس فيها شيء من ذلك, وقد فسرها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبين أن معناها: جعلناكم #عدولاً #خياراً...,
عن أبي سعيد رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجيء نوح وأمته, فيقول الله تعالى: هل بلغت؟ فيقول : أي رب,
فيقول لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا, ما جاءنا من نبي, فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد صلى الله عليه وسلم وأمته, فنشهد أنه قد بلغ، وهو قوله جل ذكره: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس} والوسط: #العدل,وكذلك قال: ابن عباس, ومجاهد، وابن زيد، وقتادة، وعطاء، والربيع، وعبدالله بن كثير، قالوا: {أُمَّةً وَسَطًا} أي: #عدولاً...,
قال الثعلبي: تقول العرب: نزل وسط الوادي, أي تخير موضعاً فيه, ويقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هو وسط قريش نسباً,أي خيرهم, وقال الله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ}, أي #أخيرهم وأعدلهم,وأصله هو أن خير الأشياء أوسطها,قال أعرابي يمدح النبي صلى الله عليه وسلم :
يا أوسط الناس طراً في
مفاخرهم
وأكرم الناس أما برة
وأبا...
وقال السمعاني في قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ} أي : خيرهم وأعدلهم, ومثله قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا }أي: عدلاً خياراً...,
وقال الطبري: يعني جل ثناؤه بقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا},كما هديناكم أيها المؤمنون بمحمد عليه والسلام, وبما جاءكم به من عند الله، فخصصناكم بالتوفيق لقبلة إبراهيم وملته, وفضلناكم بذلك على من سواكم من أهل الملل , كذلك خصصناكم ففضلناكم على غيركم من أهل الأديان, بأن جعلناكم أمة وسطاً, والوسط في كلام العرب: الخيار, يقال: فلان وسط الحسب في قومه, أي متوسط الحسب, إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه, وهو وسط في قومه...,وفسرها بعضهم، بأن المراد: أن هذه الأمة وسط بين غلو النصارى، وتقصير اليهود, وهذا وإن كان له وجه, إلا أنه يخالف تفسير النبي صلى الله عليه وسلم, وقد أقر ابن جرير بذلك, فإنه بعد أن اختار أن المراد: هو توسط هذه الأمة في الدين, فلا هم أهل غلو فيه كالنصارى، ولا أهل تقصير فيه كاليهود, ولكنهم أهل توسط واعتدال، رجع فقال: "وأما التأويل، فإنه جاء بأن الوسط: العدل, وذلك معنى الخيار, لأن الخيار من الناس عدولهم", وشرع في ذكر من قال بذلك من السلف...,
#ومهما يكن من شيء, فابن جرير ومن قال بقوله في تفسير الآية، لم يقصد ولم يدر في خلده قط المعنى الذي يدندن حوله #زنادقة العصر، والذي يريدون من ورائه التحرر من ضوابط الشريعة, وجعل الدين علاقة قلبية خفية بين العبد وربه, أما الظاهر فلا علاقة للدين به...,
#لذا نقول: إن كان المراد بـ "وسطية الإسلام" عدم الإفراط أو التفريط فهذا معنى حق, ونحن قائلون به, وإن كان هذا الاصطلاح لا يعرف عن أحد من السلف، وفيه ما فيه أيضاً, ويكفي أن القائلين به هم أهل التهتك، والانحلال، ولا يشغب على هذا, أن بعض المعاصرين قال بذالك, و لا يهمنا قولهم فهو و البعرة سواء...,
فهم غارقون في الضلال أصلا بغير هذا...,
وإن كان المراد: هو #عدم التقيد بالضوابط الشرعية, والقواعد المرعية، بدعوى أنها من #الغلو والتشدد الذي لا يناسب العصر، فهذه #زندقة وانحلال، #نبرأ إلى الله منها, ومن القائلين بها...
مقتفي الأثر عفا الله عنه...