رحابُ السُنّةِ والأثرِ


Channel's geo and language: not specified, not specified
Category: not specified


"ادعُ الى سبيلِ ربّكَ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ وجادلهم بالتي هي أحسنُ"

Related channels

Channel's geo and language
not specified, not specified
Category
not specified
Statistics
Posts filter


أحمد عن من قال في الذي قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم، إذ سأله عن الإسلام, فقال له: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ فقال: نعم. فقال قائل: فإن لم يفعلوا الذي قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم، فإنهم مسلمون أيضاً؟ فقال: «هذا معاند للحديث». كتب إلي يوسف بن عبدالله، قال: ثنا أحمد بن مطهر، وغير واحد، قال: ثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: ثنا سلام بن أبي مطيع، قال: حدثني معمر، أو: سمعت معمراً، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عطايا، فأعطى فلاناً وفلاناً، ومنع فلاناً، قال: قلت: يا رسول الله أعطيت فلاناً وفلاناً، ومنعت فلاناً وهو مؤمن؟ قال: لا تقل مؤمناً، ولكن قل: مسلماً. قال الزهري: {قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}"

•وقال أبو عوانة في مستخرجه: قد صح في حديث أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلالاً أن ينادي: إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة. وأمر عمر أن ينادي: لا يدخل الجنة إلا المؤمنون. وقال جل ثناؤه: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}. وقد وصف الله صفة المؤمنين في أول سورة الأنفال، وفي سورة المؤمنين، فقال: {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله} إلى قوله: {ينفقون}، وقال: {قد أفلح المؤمنون} إلى قوله: {يرثون الفردوس هم فيها خالدون}، وسألت المزني في أول ما وقع إلينا الخبر بمصر، أن بحران اختلافاً بين أهل الحديث في هذه المسألة، فسألته عن الإيمان والإسلام؟ فقال لي: هما واحد، وكان بلغنا عن أحمد بن حنبل أنه فرق بينهما، وزعم أن حماد بن زيد فرق بينهما، ثم حدثنا به صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه بذلك، قال لي المزني: هما واحد. فاحتججت عليه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. وبقول الزهري في ذلك. والأحاديث التي جاءت في أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإيمان وسأله عن الإسلام، في أحاديث أخر، فرأيته لا يرجع عن قوله، وقلت له: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}. قال: هذه: استسلمنا. فقال لي - فيما قال -: قال الله تبارك وتعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه}، وقال لي: {إن الدين عند الله الإسلام}. وقال لي: ويحك، أفدين أعلا مما عند الله؟ قال الله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام}. وكذلك كان إسماعيل القاضي يقول: إنهما واحد".
•قال ابن رجب في شرح البخاري: "القول بالفرق بين الإسلام والإيمان مروي عن: الحسن، وابن سيرين، وشريك، وعبدالرحمن بن مهدي، ويحيي بن معين، ومؤمل ابن إهاب، وحكى عن مالك أيضاً. وقد سبق حكايته عن: قتادة، وداود بن أبي هند، والزهري، وابن أبي ذئب، وحماد بن زيد، وأحمد، وأبي خيثمة. وكذلك حكاه أبو بكر بن السمعاني عن أهل السنة والجماعة جملة. فحكاية ابن نصر وابن عبدالبر عن الأكثرين التسوية بينهما غير جيد، بل قد قيل: إن السلف لم يرو عنهم غير التفريق".

مقتفي الأثر غفر الله له...


✍من هدي #السلف -رحمهم الله- التفريق بين الاسلام والايمان...

من هدي #سلف الأمة أن الإيمان غير الإسلام، وأنهما إذا #اجتمعا افترقا، وإذا #افترقا اجتمعا، ففي حال اقترانهما يراد به بالاسلام الأعمال #الظاهرة، والإيمان يراد به الأعمال #الباطنة،
وفي حال ورد أحدهما مفرداً عن الآخر فالمقصود به الدين #كله...،

•قال #الخلال في السنة: "التفريق بين الإسلام والإيمان والحجة في ذلك من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين، أخبرنا أبو بكر المروذي قال: قيل لأبي عبدالله: تقول: نحن المؤمنون؟ قال: نقول: نحن المسلمون، قال أبو بكر: وقلت لأبي عبدالله: تقول: إنا مؤمنون؟ قال: لا، ولكن نقول: إنا المسلمون، وأخبرني علي بن عيسى، أنه سمع حنبلاً، يقول: سمعت أبا عبدالله، وسئل عن الإيمان والإسلام، فقال: «الإيمان غير الإسلام». أخبرنا أبو بكر المروذي، قال: ثنا أبو عبدالله، وأخبرنا الميموني، قال: ثنا ابن حنبل، قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: ثنا حماد بن زيد، قال: سمعت هشاماً، يقول: كان الحسن ومحمد يقولان: مسلم، ويهابان: مؤمن. وأخبرني زهير بن صالح بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: سئل أبي عن الإسلام والإيمان، قال: قال ابن أبي ذئب: الإسلام: القول، والإيمان: العمل. قيل له: ما تقول أنت؟ قال: «الإسلام غير الإيمان» وذكر حديث عامر بن سعد، قال: يا رسول الله، إنه مؤمن. فقال النبي عليه السلام: «أو مسلم». أخبرني عبدالملك، قال: قلت لأبي عبدالله: تفرق بين الإيمان والإسلام؟ قال: نعم، وأقول: مسلم، ولا أستثني. قلت: بأي شيء تحتج؟ قال: عامة الأحاديث تدل على هذا. ثم قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن». وقال الله عز وجل: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}. قلت: وفي كتاب الله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السموات وما في الأرض، والله بكل شيء عليم يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين}، وقلت لابن حنبل: في كتاب الله عز وجل أيضاً آيات. قال لي ابن حنبل: وحماد بن زيد يفرق بين الإيمان والإسلام. قال: وحدثنا أبو سلمة الخزاعي قال: قال مالك وشريك وذكر قولهم، قول حماد بن زيد فرق بين الإيمان والإسلام، قال عبدالملك: قال لي ابن حنبل: قال لي رجل: لو لم يجئنا في الإيمان إلا هذا لكان حسناً، قلت لأبي عبدالله: فتذهب إلى ظاهر الكتاب مع السنن؟ قال: نعم. قلت: فإذا كان المرجئة يقولون: إن الإسلام هو القول؟ قال: «هم يصيرون هذا كله واحداً، ويجعلونه مسلماً ومؤمناً شيئاً واحداً على إيمان جبريل، ومستكمل الإيمان». قلت: فمن هاهنا حجتنا عليهم؟ قال: نعم. وأخبرني عصمة بن عصام، قال: ثنا حنبل، قال: ثنا أبو عبدالله، قال: ثنا معاوية بن هشام، وأبو أحمد، قالا: ثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، كان قائلهم يقول: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين إنا إن شاء الله بكم لاحقون» قال معاوية بن هشام: «أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع ونسأل الله لنا ولكم العافية». وسمعت أبا عبدالله يقول: في هذا الحديث حجة على من قال: الإيمان قول من قال: أنا مؤمن، قوله: من المؤمنين والمسلمين، فبين المؤمن من المسلم رد على من قال: أنا مؤمن مستكمل، وقوله: «إنا إن شاء الله بكم لاحقون» وهو يعلم أنه ميت، يشد قول من قال: أنا مؤمن إن شاء الله، الاستثناء في هذا الموضع. قلت لأبي عبدالله: إذا أصاب الرجل ذنباً من زنا أو سرق يزايله إيمانه؟ قال: هو ناقص الإيمان، فخلع منه كما يخلع الرجل من قميصه، فإذا تاب وراجع عاد إليه إيمانه. قال حنبل: وسمعت أبا عبدالله وسئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» قال: هكذا يروى الحديث. ويروى، عن أبي جعفر قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» قال: يخرج من الإيمان إلى الإسلام، فالإيمان مقصور في الإسلام، فإذا زنى خرج من الإيمان إلى الإسلام. قال: وقال الزهري في حديث عامر بن سعد: قال الرجل: يا رسول الله، إنه مؤمن. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أو مسلم» قال الزهري: فنرى أن الإسلام الكلمة، والإيمان العمل. قلت لأبي عبدالله: ما تقول أنت؟ قال: الإسلام غير الإيمان. أخبرنا العباس بن محمد الدوري، قال: قال يحيى بن معين: «الإسلام سوى الإيمان». أخبرني عبدالملك الميموني، قال: ثنا سريح بن يونس، قال: ثنا سفيان، عن معمر، عن الزهري، قال: «كانوا يرون الإسلام الكلمة، والإيمان العمل» وأخبرني موسى بن سهل، قال: ثنا محمد بن أحمد الأسدي، قال: ثنا إبراهيم بن يعقوب، عن إسماعيل بن سعيد، قال: سألت أحمد عن الإسلام، والإيمان؟ فقال: «الإيمان قول وعمل، والإسلام الإقرار» قال: وسألت


3- المشيئة: أي الإيمان بمشيئة الله النافذة, وقدرته الشاملة, فما شاء كان, وما لم يشأ لم يكن. قال تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}، وقال تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّه}، وقال تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}، وقال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.
4- الخلق: فالله تعالى خالق كل شيء، وجميع ما في الكون مخلوق له سبحانه، بذاته وصفاته وحركاته وسكناته. قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}، وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}، وقال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون}.

مقتفي الأثر عفا الله عنه...


#العقيدة للمبتدئين (4)

✍القضاء والقدر :
قال الله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}، وقال تعالى: {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}، وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}، وقال تعالى: {يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}، وقال تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}، وقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وقال تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}، وقال تعالى: {لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا}، وقال تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ طلع علينا رجل، شديد سواد الشعر، شديد بياض الثياب، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبته إلى ركبته، ووضع كفيه على فخذيه، ثم قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام. قال: «تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً». قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: أخبرني عن الإيمان. قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله خيره وشره». قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك». قال: فأخبرني عن الساعة. قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل». قال: فأخبرني عن أماراتها، يعني أعلامها. فقال: «أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان». ثم انطلق، فلبثت ثلاثاً، ثم قال: «يا عمر أتدري من السائل؟» قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإنه جبريل عليه السلام جاءكم يعلمكم دينكم».
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «فرغ الله عز وجل من مقادير الخلائق كلها قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء».
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احتج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة؟ فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله عز وجل برسالته وبكلامه، لم تلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أخلق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى».
وعن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يصنع كل صانع وصنعته».
وعن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه، أنه دخل عليه في مرضه الذي مات فيه، فقال: يا أبه، أوصني واجتهد. فقال: أجلسني، إنك لن تجد طعم الإيمان، ولن تبلغ حقيقة الإيمان، حتى تؤمن بالقدر خيره وشره. فقلت: فكيف لي بأن أعلم القدر خيره وشره؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «أول شيء خلق الله عز وجل القلم، فقال: اجر. فجرى تلك الساعة بما هو كائن، فإن مت على غير هذا، دخلت النار».
وعن علي رضي الله عنه، قال: «ليس منا من لم يؤمن بالقدر خيره وشره».
وعن ابن عباس رضي الله عنه، قال: «إن الله عز وجل استوى على عرشه قبل أن يخلق شيئاً، وكان أول ما خلق القلم، وأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة».
فلا #يصح للعبد إسلام، ولا يستقيم له إيمان، حتى يؤمن بالقدر، خيره وشره، حلوه ومره.
#ومعنى القضاء والقدر: الإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة على جميع مخلوقاته.

وهو يقوم على #أربعة أركان، هي:
1- العلم: أي الإيمان بعلم الله الأزلي، وبأنه تعالى بكل شيء محيط، يعلم ما كان، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون. قال تعالى: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}، وقال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}، وقال تعالى: {أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}.
2- الكتابة: أي أنه تعالى كتب مقادير خلقه في اللوح المحفوظ. فكل ما هو كائن من لدن الخلق وإلى أن تقوم الساعة مكتوب في اللوح المحفوظ. قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}، وقال تعالى: {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}، وقال تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.


✍العقيدة للمبتدئين (3)

💦توحيد الأسماء والصفات :
توحيد الأسماء والصفات: هو #إفراد الله تعالى #بأسمائه الحسنى، #وصفاته العليا، وذلك بإثبات ما أثبته سبحانه لنفسه في كتابه، أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات اللائقة به، فهو سبحانه لا سمي له، ولا كفؤ له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}،
قال الآجري: "اعلموا وفقنا الله وإياكم للرشاد من القول والعمل، أن أهل الحق يصفون الله عز وجل بما وصف به نفسه عز وجل, وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم, وبما وصفه به الصحابة رضي الله عنهم, وهذا مذهب العلماء ممن اتبع، ولم يبتدع".
قال أحمد: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا نتجاوز القرآن، والسنة".
وقال الوليد بن مسلم: "سألت الأوزاعي, والثوري, ومالك بن أنس, والليث بن سعد، عن الأحاديث التي فيها الصفات؟ فكلهم، قال: «أمروها كما جاءت بلا تفسير»".
وقال نعيم بن حماد: "من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر".
هذا منهج السلف الصالح في صفات الله تعالى، إمرارها كما جاءت، من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، لا يقال فيها: "كيف؟ ولم؟ بل تستقبل بالتسليم، والتصديق, وترك النظر".
قال تعالى: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ}، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى}، وقال تعالى: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ}.
ومن أسمائه تعالى: الله، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الحكيم، القدير، السميع، البصير.
قال صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة".
ومن صفاته: الحياة، العلم، القدرة، الإرادة، الخلق، الرزق، الإحياء، الإماتة، النزول، الاستواء، الوجه، العينان، اليدان، الأصابع، الضحك، العجب، الرضا، الغضب.

مقتفي الأثر عفا الله عنه ...


✍العقيدة للمبتدئين (2)

💦توحيد الألوهية :
توحيد الألوهية: هو إفراد الله بالعبادة، قال تعالى: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت}، وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.
والعبادة مبناها على المحبة، والتعظيم، والخوف، والرجاء؛ قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}، وقال تعالى: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}.
وهي لا تكون مقبولة إلا بالإيمان، والإخلاص، والمتابعة؛ قال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا}، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين}، وقال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رد".
وتوحيد #الألوهية هو سبب خلق الخلق، وإنزال الكتب، وإرسال الرسل؛ قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، وقال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، وقال تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، وقال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}، وقال صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك؛ عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله».
#أنواع الشرك في الألوهية:
1- شرك الطاعة.
2- شرك المحبة.
3- شرك الخوف.
4- شرك الدعاء.
5- شرك التوكل.
6- شرك القصد.
وتوحيد الألوهية له #أسماء أخرى، منها:
1- توحيد الغاية.
2- توحيد العبادة.
3- توحيد القصد والطلب.
4- توحيد الإرادة.
5- توحيد الشرع والقدر.

مقتفي الأثر عفا الله عنه...


✍العقيدة للمبتدئين (1)

💦توحيد الربوبية :
توحيد الربوبية: هو إفراد الله تعالى بأفعاله، فهو سبحانه وتعالى الخالق، الرازق، المحيي، المميت، النافع، الضار، المالك، المدبر، لا راد لأمره، ولا معقب لحكمه، قال عز وجل: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}. وقال تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}، وقال تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ}،
وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، وقال تعالى: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}، وقال تعالى: {قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ}، وقال تعالى: {وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا}، وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}.
ولتوحيد الربوبية أسماء أخرى، منها:
1- التوحيد الاعتقادي.
2- التوحيد العلمي.
3- التوحيد الخبري.
4- توحيد المعرفة والإثبات.

مقتفي الأثر عفا الله عنه...


✍عبث و هراء الدكتوراه....

من البلايا التي تفطر قلب -#الموحد السني- في زماننا هذا الذي أصبح العلم فيه جهلاً والجهل علماً، وأصبح الحكم للشخص بالعلم يكون بما يحمله من شهادات أو يتبوأه من مناصب، فكل من يحمل شهادة (الدكتوراه) في العلم الشرعي عالم، وإن لم يكن شم رائحة العلم بل لعله نقض أصل توحيده...،
ومن يتبوأ منصباً دينياً يصير بين عشية وضحاها عالماً علامة، ومحققاً فهامة، وإن كان من أجهل خلق الله في جناب التوحيد و أصول السنة...

مقتفي الأثر


✍إصبروا على #السنة يا أهل السُّنة...

قَالَ الْحَسَن البصري :

"#اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ كَانُوا أَقَلَّ النَّاسِ فِيمَا مَضَى, وَهُمْ أَقَلُّ النَّاسِ فِيمَا بَقَى, الَّذِينَ لَمْ يَذْهَبُوا مَعَ أَهْلِ الإتراف فِي إترافهم، وَلَا مَعَ أَهْلِ الْبِدَعِ فِي بِدَعِهِمْ, وَصَبَرُوا عَلَى سُنَّتِهِمْ حَتَّى لَقُوا رَبَّهُمْ فَكَذَلِكَ فَكُونُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ"

[#تعظيم قدر الصلاة للمروزي 2/678]


✍شرك الأتباع...

#فنحن نعلم أن شرك الأتباع؛ أغلبه شرك #جهل #وتقليد، ومع هذا؛ لم يعذرهم الله تعالى؛ بل حكم عليهم بالشرك، #وسماهم مشركين؛ لأن غير ذلك معناه: إثبات إسم الإسلام لهم، وهذا باطل!!؛ فإنه إما إسلام وتوحيد، وإما شرك و تنديد؛ فلا توجد منزلة بين المنزلتين...,وعليه فمن اعتذر لعباد القبور؛ بأنهم جهلة #مقلدون لرؤسائهم،
وزعمائهم، ولم يحكم عليهم بالشرك؛ #لزمه الاعتذار لمقلدة اليهود والنصارى، وغيرهم من أهل الشرك، والإلحاد...,فهؤلاء #الأتباع وإن كانوا غير معاندين؛ فهم متبعون لأهل العناد، وقد أخبر الله فى القرآن؛ بعذاب المقلدين لأسلافهم من الكفار، وأن الأتباع مع متبوعيهم فى النار...,قال الله تعالى: ﴿قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجَعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ القَوْلَ يَقُولُ الذين اسْتُضْعِفُوا لِلِّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ قَالَ الَّذِينَ استكبروا للذين اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأمُرُونَنَا أن نَكْفُرِ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَاداً﴾، وقال تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾، وقال تعالى: ﴿وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ﴾، وقال تعالى: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾,

#قال ابن القيم : "وقد ذكر حال هؤلاء الأتباع، وحال من تبعوهم في غير موضع من كتابه؛ كقوله تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً} تمنى القوم طاعة الله ورسوله حين لا ينفعهم ذلك، واعتذروا بأنهم أطاعوا كبراءهم ورؤساءهم، واعترفوا بأنهم لا عذر لهم في ذلك؛ وأنهم أطاعوا السادات والكبراء وعصوا الرسول، وآلت تلك الطاعة والموالاة إلى قولهم: {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً} وفي بعض هذا عبرة للعاقل وموعظة شافية، وبالله التوفيق"اهـ (الرسالة التبوكية ص 46)

وقال ابن جرير -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: {وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ} "هذه المرأة كانت كافرة من قوم كافرين ...,صدها عن عبادة الله؛ عبادتها الشمس والقمر، وكان ذلك من دين قومها وآبائها، #فاتبعت فيه آثارهم"اهـ (بتصرف من جامع البيان 19/472)

وقال بن القيم : "وهذا المقلد ليس بمسلم، وهو عاقل مكلف، والعاقل المكلف لا يخرج عن الإسلام، أو الكفر"اهـ (طريق الهجرتين ص 411)

و قال أيضا : "وهذا يدل على أن كفر من اتبعهم؛ إنما هو بمجرد اتباعهم، وتقليدهم"اهـ (طريق الهجرتين ص 412)

وقال: "#اتفقت الأُمة على أن هذه الطبقة #كفار، وإن كانوا جهالاً #مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم؛ إلا ما يُحكى عن بعض #أهل البدع؛ أنه لم يحكم لهؤلاء بالنار، وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة، وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين لا الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم، وإنما يعرف عن بعض أهل الكلام المحدث فى الإسلام"اهـ (طريق الهجرتين ص 411)

مقتفي الأثر عفا الله عنه...






بشرى لأهل السنة و الجماعة, صدور شرح السنة للالكائي بتحقيق الشيخ عادل آل حمدان وفقه الله تعالى👇


✍قو الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًاِ}

#اتخذ قوم لا خلاق لهم،قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًاِ} تكأة لتمرير باطلهم, والبوح عما في ضمائرهم من إرادة التفلت من الأوامر والنواهي, وعدم الانصياع لأحكام الشرع...,
والآية ليس فيها شيء من ذلك, وقد فسرها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبين أن معناها: جعلناكم #عدولاً #خياراً...,
عن أبي سعيد رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجيء نوح وأمته, فيقول الله تعالى: هل بلغت؟ فيقول : أي رب,
فيقول لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا, ما جاءنا من نبي, فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد صلى الله عليه وسلم وأمته, فنشهد أنه قد بلغ، وهو قوله جل ذكره: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس} والوسط: #العدل,وكذلك قال: ابن عباس, ومجاهد، وابن زيد، وقتادة، وعطاء، والربيع، وعبدالله بن كثير، قالوا: {أُمَّةً وَسَطًا} أي: #عدولاً...,
قال الثعلبي: تقول العرب: نزل وسط الوادي, أي تخير موضعاً فيه, ويقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هو وسط قريش نسباً,أي خيرهم, وقال الله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ}, أي #أخيرهم وأعدلهم,وأصله هو أن خير الأشياء أوسطها,قال أعرابي يمدح النبي صلى الله عليه وسلم :
يا أوسط الناس طراً في
مفاخرهم
وأكرم الناس أما برة
وأبا...
وقال السمعاني في قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ} أي : خيرهم وأعدلهم, ومثله قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا }أي: عدلاً خياراً...,
وقال الطبري: يعني جل ثناؤه بقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا},كما هديناكم أيها المؤمنون بمحمد عليه والسلام, وبما جاءكم به من عند الله، فخصصناكم بالتوفيق لقبلة إبراهيم وملته, وفضلناكم بذلك على من سواكم من أهل الملل , كذلك خصصناكم ففضلناكم على غيركم من أهل الأديان, بأن جعلناكم أمة وسطاً, والوسط في كلام العرب: الخيار, يقال: فلان وسط الحسب في قومه, أي متوسط الحسب, إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه, وهو وسط في قومه...,وفسرها بعضهم، بأن المراد: أن هذه الأمة وسط بين غلو النصارى، وتقصير اليهود, وهذا وإن كان له وجه, إلا أنه يخالف تفسير النبي صلى الله عليه وسلم, وقد أقر ابن جرير بذلك, فإنه بعد أن اختار أن المراد: هو توسط هذه الأمة في الدين, فلا هم أهل غلو فيه كالنصارى، ولا أهل تقصير فيه كاليهود, ولكنهم أهل توسط واعتدال، رجع فقال: "وأما التأويل، فإنه جاء بأن الوسط: العدل, وذلك معنى الخيار, لأن الخيار من الناس عدولهم", وشرع في ذكر من قال بذلك من السلف...,
#ومهما يكن من شيء, فابن جرير ومن قال بقوله في تفسير الآية، لم يقصد ولم يدر في خلده قط المعنى الذي يدندن حوله #زنادقة العصر، والذي يريدون من ورائه التحرر من ضوابط الشريعة, وجعل الدين علاقة قلبية خفية بين العبد وربه, أما الظاهر فلا علاقة للدين به...,
#لذا نقول: إن كان المراد بـ "وسطية الإسلام" عدم الإفراط أو التفريط فهذا معنى حق, ونحن قائلون به, وإن كان هذا الاصطلاح لا يعرف عن أحد من السلف، وفيه ما فيه أيضاً, ويكفي أن القائلين به هم أهل التهتك، والانحلال، ولا يشغب على هذا, أن بعض المعاصرين قال بذالك, و لا يهمنا قولهم فهو و البعرة سواء...,
فهم غارقون في الضلال أصلا بغير هذا...,
وإن كان المراد: هو #عدم التقيد بالضوابط الشرعية, والقواعد المرعية، بدعوى أنها من #الغلو والتشدد الذي لا يناسب العصر، فهذه #زندقة وانحلال، #نبرأ إلى الله منها, ومن القائلين بها...

مقتفي الأثر عفا الله عنه...


قَال الإمام الشَّافِعِي : إِذَا وَجَدْتُمْ سُنَّةً لِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبِعُوهَا وَلَا تَلْتَفِتُوا إِلَى أَحَدٍ

[الهروي في ذم الكلام وأهله ١٥/٣]


إياك أن ترجع عن عقيدة أهل السنة ولو نبذك الناس وهجروك وبقيت وحيدا واثبت على الحق واستعن بالله...

#رعيل السنة


وما نَفْعُ الشهادة إن كفرتم
وما وزن الصلاة أو الجهاد

فصلّوا وافعلوا خيرا أَثِيثاً
وهل تبنى البيوت بلا عماد؟


✍ليت الخوارج تخلقوا بأخلاق أهل الجاهلية...

#هؤلاء المجرمون أخس بكثير من أسلافهم الأولين، فإنهم كانوا لا يكذبون، وكانوا يظهرون الورع والتقشف حتى راجت بدعتهم على ضعاف العقول، وكانوا أهل فصاحة وبيان، وهكذا - في الجملة - كان أهل البدع قديماً، حتى اغتر رجل مثل المنصور بعمرو بن عبيد، وكان يقول: كلكم يمشي رويد ...,كلكم يطلب صيد..., غير عمرو بن عبيد...,وكان واصل بن عطاء الغزال، يلثغ بالراء غيناً، فلتمكنه من اللغة، وتوسعه فيها، كان يتجنب الوقوع في لفظة فيها راء، حتى قيل فيه: وخالف الراء حتى احتال للشعر, فمن ثم أعجب به عمرو بن عبيد، وزوجه أخته، وقال لها : زوجتك برجل ما يصلح إلا أن يكون خليفة...,

#لهذا أتعجب من هؤلاء السفهاء الذين يجالسون هؤلاء البهائم، أي شيء جذبهم إليهم؟! وأي خليقة وجدوها عندهم؟!
فلا دين ولا علم ولا حلم ولا خلق ولا فصاحة، بل هو عديمي الديانة والأمانة والأخلاق...، ضعيفي العقل، أصحاب بلادة في الفهم و عي في اللسان...،

#وقد أخبرني غير واحد من إخواننا من أهل السنة،لما ناقشوا قديما بعضاً من هؤلاء المارقة، وذكروا لهم من الأدلة ما يدحض بدعتهم، ومن ذلك ما جاء عن الصحابة والتابعين، فلم يتمالك هؤلاء المارقة أنفسهم - بعد أن سقط في أيديهم وبان جهلهم وضلالهم - إلا أن أقدموا على تكفير بعض أئمة السنة!!...,

#فنقول : أن أهل السنة والجماعة في أحكامهم على المعينين، لا يبنونها على الظنون، والأوهام، أو على الأمور المحتملة، فضلاً عن الحكم على البواطن، لأنهم يعرفون أن الأصل الأصيل الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، هو أن الحكم على الناس بالإسلام أو الكفر، إنما يكون على ما ظهر منهم، أما السرائر فأمرها إلى الله، فمن أظهر لنا الإسلام، ولم نعلم عنه ناقضاً من نواقضه، حكمنا بإسلامه، ولا نقول: نتوقف في أمره، لانتشار الشرك والكفر، فقد يكون من عباد القبور، أو ممن يتحاكمون إلى الطـ.ـواغـ.ـيت، أو ممن لا يكفر من كفره الله ورسوله!!

مقتفي الأثر عفا الله عنه...


✍و الله المستعان على ما يصفون...

#فإن منهج السلف الصالح كسفينة نوح، من ركب وتمسك بها نجا، ومن تركها هلك، فهذا أعلم المناهج و أسلمها ، وأصفاها، وأنقاها، وأحكمها، و هو الطريق المستقيم، والحق المبين، والجادة السليمة، والمحجة البيضاء النقية التي تركنا عليها الرسول ﷺ...,
و لقد #أبتلينا في هذا العصر بأناس تعلموا أن الآيات والأحاديث وآثار السلف لا تفهم إلا بفهم المعاصرين؛ حتى كتب أحدهم ناصحاً من يريد دراسة العقيدة؛ أن يبدأ أولاً بكتب ابن باز وابن عثيمين والفوزان والراجحي وغيرهم من المعاصرين؛ ثم يثني بكتب محمد بن عبدالوهاب؛ ثم بكتب ابن تيمية وابن القيم؛ ثم بكتب السلف!! كالإبانة، وشرح أصول الاعتقاد، والسنة لعبدالله، وغيرها؛ بل ويحذر الدارسين من البدء بكتب السلف قبل المرور على كتب المعاصرين!!...,

#هذا الجهل والضلال والخبال؛ أنشأ أجيالاً فاسدة؛ تقدم أقوال الرجال على الدليل؛ بل تطوعه ليوافق كلام من #يقدسونهم وينسجون الهالات حولهم ويرونهم فوق النقد الشرعي أو مجرد التخطئة!!
وهكذا صارت أقوال العلماء؛ أدلة مستقلة بذاتها؛ لا تقبل التأويل حتى، وأصبحت ثوابت الدين و أصوله العظام محل نقاش و أخذ و رد!!

#قال يونس بن عبيد: "يوشك لعينك أن تر ما لم تر، ويوشك لأذنك أن تسمع ما لم يسمع، ولا تخرج من طبقة إلا دخلت فيما هو دونها؛ حتى يكون آخر ذلك؛ الجواز على الصراط".

مقتفي الأثر عفا الله عنه...


وقال ابن قتيبة: الذي عندي - والله أعلم - أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين، وإنما وقع الألف لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذا؛ لأنها لم تأت في القرآن; ونحن نؤمن بالجميع؛ هذا كلام ابن قتيبة.

وقد ثبت في الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فيأتيهم الله في صورة غير الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون نعوذ بالله منك؛ هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا؛ فإذا أتانا ربنا عرفناه؛ فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون)، وفي لفظ آخر: (صورته التي يعرفون؛ فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيعرفونه) الحديث; فالذي ينبغي في هذا ونحوه: إمرار الحديث كما جاء، على الرضى والتسليم؛ مع اعتقاد أنه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}"اهـ (الدرر السنية 3/260-263)

مقتفي الأثر عفا الله عنه...

20 last posts shown.

198

subscribers
Channel statistics