-
قرأت ملامح الدموع برسالتها خمسين مرات ، وبكل مرة يقف شبح الموت على أطراف قلبي عند قراءة الجملة الأولى " توفِّيَ أخي خمسَ مرَّات " اختراقُ الرَّصاصة لصلابةِ صدرهِ كانتِ الأُولى ، أمَّا الثَّانية ، فكانت حين جاء أبي وقد تمَّ باللون الأحمرِ الختم على دفتر عائِلتنا وبصفحة أخي تحديدًا لتأكيد وفاته ، وحين تحرَّك أوَّل ساكنٍ في غُرفته ، وبدأت بصماتُه تنجَلي عن أثاثها ، فكانت تلك المرَّة الثَّالثة ، أمَّا الرَّابعة ، فكانت الأقسى بعد الثَّانية: وتمثَّلت بضياع ألبوم صوره ، وهنا فقدنا جُزءًا كبيرًا ممَّا تبقَّى منه -جزءٌ يصعب تعويضُه- والموتةُ الخامسةُ ، كانت تتكرَّر على الفطور والغداء والعشاء حين يتمُّ إنقاص واحدٍ من الصُّحون والكؤوس ، وفي حال ابتعدتُ قليلًا عن المُبالغة ، وتحدَّثت بمنطقيَّة واقعيَّة أكثر ، فإنَّ مَوتتهُ الأولى لم تقتُل الأمل بعودَته ، بلِ المرَّات المُتبقِّية هي التي كانت تقتلُ ذاك الأمل شيئًا فشيئًا...! 💔
قرأت ملامح الدموع برسالتها خمسين مرات ، وبكل مرة يقف شبح الموت على أطراف قلبي عند قراءة الجملة الأولى " توفِّيَ أخي خمسَ مرَّات " اختراقُ الرَّصاصة لصلابةِ صدرهِ كانتِ الأُولى ، أمَّا الثَّانية ، فكانت حين جاء أبي وقد تمَّ باللون الأحمرِ الختم على دفتر عائِلتنا وبصفحة أخي تحديدًا لتأكيد وفاته ، وحين تحرَّك أوَّل ساكنٍ في غُرفته ، وبدأت بصماتُه تنجَلي عن أثاثها ، فكانت تلك المرَّة الثَّالثة ، أمَّا الرَّابعة ، فكانت الأقسى بعد الثَّانية: وتمثَّلت بضياع ألبوم صوره ، وهنا فقدنا جُزءًا كبيرًا ممَّا تبقَّى منه -جزءٌ يصعب تعويضُه- والموتةُ الخامسةُ ، كانت تتكرَّر على الفطور والغداء والعشاء حين يتمُّ إنقاص واحدٍ من الصُّحون والكؤوس ، وفي حال ابتعدتُ قليلًا عن المُبالغة ، وتحدَّثت بمنطقيَّة واقعيَّة أكثر ، فإنَّ مَوتتهُ الأولى لم تقتُل الأمل بعودَته ، بلِ المرَّات المُتبقِّية هي التي كانت تقتلُ ذاك الأمل شيئًا فشيئًا...! 💔