"فتنة"
.
.
على أبوابِ باخرةٍ
كتاجٍ فوقَ رأس البحر
.
تلاقينا.. وكانَ الوقتُ
قبلَ الحبِّ، بعدَ الظهر..
.
نظرتُ ولم أُطل، لكنْ
رأتني حينَ كنتُ أمُر
.
فرحتُ أُديرُ أنظاري
وأُظهرُ طلعةَ المُغتر
.
وكسرى بينَ عينيها
يُنفِّضُ عنهُ تُربَ القبر
.
فبَادَرها ببسمتهِ
صديقي تحت جُنحِ السر
.
فصادتهُ صديقتُها
بعينٍ مثلَ عينِ الصقر!
.
تركتُهما بغيِّهما..
فقلبي عندَ ذاتِ الخصر
.
دنوتُ ولم أقل شيئاً
ولم يغنِ اصطناعي الكِبر
.
لساني العيُّ يأكلُه
وكم من قبلُ قال الشعر!
.
كعادتهِ إذا أهوى
يضيقُ ولو ببعض النثر..
.
لقد كانت على قدرٍ
منَ التحليق يُردي النَسر
.
وشامتُها التي خُلقت
بلا مأوى، بأعلى الثغر
.
معاذ الله لم تقتُل
ولكن أفقدتني الصبر!
.
وبعدَ ترددٍ مُرٍّ..
دعاني وجهُهَا المُحمَر
.
وأنفٌ شامخٌ زهواً
وجيدٌ طاعنٌ بالسّحر
.
فقلتُ لها، وقالت لي..
ولا أُنبيكَ كيفَ الطُّهر
.
بقينا بضعَ ساعاتٍ
نسيتُ بها صديقي البَر
.
فهل نَسيَت صديقتَها؟
لها واللهِ مثلي العذر
.
وصلنا ليتَ رحلتنا
استمرَّت يا هوايَ الدهر
.
لماذا عندما نهوى
يمرُّ الوقتُ مرَّ العُمر؟
.
•••
.
نزلنا من سفينتنا..
إلى برِّ الفراقِ المُر
.
وودعنا اللتينِ على
فؤادينا سكبنَ الحِبر
.
صديقي شاردٌ وأنا..
بلا شُربٍ بلغنا السُّكر
.
وعدنا بعد نصف الليل
فوقَ الخيرِ فينا الشّر!
.
فيالكِ من نويعمَةٍ
أرتني اليُسرَ بعد العُسر
.
ويالكِ من مُضلِّلَةٍ..
حُرمتُ بها صلاةَ الفجر!
.
#حذيفة_العرجي
27/12/2021
#قصيدة_جديدة