كانت وحيدةً للغاية، تُخفِي ألمَها وتكتُم نحِيبَها كثيرًا، كانت تشتاق سرًا، كانت دائمًا ما تنفِرد بالليّل والحزن ثالثُهما، كانت حزينة للغاية يا أعزّائي، لم تُزعِج أحدًا قطّ، لم تُبالي لدوائر البُؤس حول عينيها، لم تمتلك صديقًا سِوى المُوسيقى، لم يُسانِدها سِوى القلم، حتى القلم ازداد حزنه، كانت تبكِي من فَرطِ الألم، كانت تبكِي بغَرابَة وكأنما بُتِرَت ساقُها، كانت تكتُب وتبكِي، تبكِي وتكتُب.
الثالثة بعد مُنتصف الحزن.
كانت جالسةً هي ومُوسيقاها، تتبادَل أطرَاف الحديث مع روايتها، حِينها عَلَا صَوتُ المُوسيقى الكلاسِيكيّة، انْتَصَبَتْ قامَتُها وتمايَلت يمينًا ويسارًا بِنُعومةٍ تعِيسَةٍ، بوجهٍ عبُوسٍ لا تطُوله الابتِسامة، بعينين كَحِيلتين، عينين حادّتين، بشعرٍ أسودٍ يطول فَخذَها، بوَشمٍ غَجرِيّ خلف ساقِها.
تَمايلَت بشرودٍ، بحزنٍ كما المُوسيقى، وقفَتْ تُذرِف دموعًا سوداء كَـكُحلها القاتِم، تبكِي الأيام الخَوالِي، تبكِي الأمَل والألم، تبكِي بجَفاءٍ.
تمايَلَت وتألّمَت.
أمنية عبدالسلام.
صاحِبة القلم الحزِين.
الثالثة بعد مُنتصف الحزن.
كانت جالسةً هي ومُوسيقاها، تتبادَل أطرَاف الحديث مع روايتها، حِينها عَلَا صَوتُ المُوسيقى الكلاسِيكيّة، انْتَصَبَتْ قامَتُها وتمايَلت يمينًا ويسارًا بِنُعومةٍ تعِيسَةٍ، بوجهٍ عبُوسٍ لا تطُوله الابتِسامة، بعينين كَحِيلتين، عينين حادّتين، بشعرٍ أسودٍ يطول فَخذَها، بوَشمٍ غَجرِيّ خلف ساقِها.
تَمايلَت بشرودٍ، بحزنٍ كما المُوسيقى، وقفَتْ تُذرِف دموعًا سوداء كَـكُحلها القاتِم، تبكِي الأيام الخَوالِي، تبكِي الأمَل والألم، تبكِي بجَفاءٍ.
تمايَلَت وتألّمَت.
أمنية عبدالسلام.
صاحِبة القلم الحزِين.