يبدأ الأمر في بيئة قليلة العلماء فلا يجد الناس أمامهم إلا الرجل يستفتونه، ويسألونه، ويرجعون الى رأيه.
فإن كان الرجل ذا دين وورع تكلم بعلم، أو سكت بحلم، أو رد الأمر إلى من يعلمه.
وإن كان على غير ذلك الوصف غلبه الحياء من الناس فتكلم بالظنون على وجل!
ثم لا يلبث شيئا فشيئا حتى يقوى قلبه على الكلام، ولا يزال يجرئه على دين الله ما يرى من رضا العوام بقوله، وحاحتهم إلى حكمه، واستحسانهم رأيه!
ولا تزال تمر به السنون حتى يرى نفسه قد بلغ من السن والخبرة مبلغا يغنيه في ظنه عن طلب وتحصيل، أو مشاورة وتعلم، ومن المنزلة مبلغ من لا ينبغي أن يرد رأيه، أو يخالف قوله.
غافلا في جميع ذلك عن أن الأهلية للعلم لا للسن، وأن رضا العوام وهم، وأن عبارات الثناء فتنة، وأن منزلة الفتوى لا تنال بالوجاهة المزيفة، ولا بالشهادات المزورة، بل بعكوف طويل في محراب العلم ومجالس العلماء، يتحقق فيه صاحبه بحقائق العلوم، ودقائق الفنون، ويتقن مواردها ومصادرها، ويضبط أصولها وشواردها.
وإلا فما أسهل الدعوى على المتزينين ، وما أشدها على المتحققين، والأمر دين، والخطب عظيم، والموعد الله، وليس هنا إلا علم ويقين ، أو كذب وافتراء.
(إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاع قليل ولهم عذاب أليم)
فإن كان الرجل ذا دين وورع تكلم بعلم، أو سكت بحلم، أو رد الأمر إلى من يعلمه.
وإن كان على غير ذلك الوصف غلبه الحياء من الناس فتكلم بالظنون على وجل!
ثم لا يلبث شيئا فشيئا حتى يقوى قلبه على الكلام، ولا يزال يجرئه على دين الله ما يرى من رضا العوام بقوله، وحاحتهم إلى حكمه، واستحسانهم رأيه!
ولا تزال تمر به السنون حتى يرى نفسه قد بلغ من السن والخبرة مبلغا يغنيه في ظنه عن طلب وتحصيل، أو مشاورة وتعلم، ومن المنزلة مبلغ من لا ينبغي أن يرد رأيه، أو يخالف قوله.
غافلا في جميع ذلك عن أن الأهلية للعلم لا للسن، وأن رضا العوام وهم، وأن عبارات الثناء فتنة، وأن منزلة الفتوى لا تنال بالوجاهة المزيفة، ولا بالشهادات المزورة، بل بعكوف طويل في محراب العلم ومجالس العلماء، يتحقق فيه صاحبه بحقائق العلوم، ودقائق الفنون، ويتقن مواردها ومصادرها، ويضبط أصولها وشواردها.
وإلا فما أسهل الدعوى على المتزينين ، وما أشدها على المتحققين، والأمر دين، والخطب عظيم، والموعد الله، وليس هنا إلا علم ويقين ، أو كذب وافتراء.
(إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاع قليل ولهم عذاب أليم)