• - قال الله ﷻ : ﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾
• - قال العلَّامة ابن عثيمين
• - عليه رحمات رب العالمين - :
• - نهاه الله عز وجل أن يطرد هؤلاء وإن كانوا فقراء ، وإن لم يكن لهم قيمة في المجتمع ، لكن لهم قيمة عند الله ؛ لأنهم يدعون الله بالغداة والعشي ، يعني صباحًا ومساءً ، يدعونه دعاء مسألة فيسألونه رضوانه والجنة ، ويستعيذون به من النار .
• - ويدعونه دعاء عبادة فيعبدون الله ، وعبادة الله تشتمل علىٰ الدعاء ، ففي الصلاة مثلاً يقول الإنسان : رب اغفر لي ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة .
• - السلام علينا وعلىٰ عباد الله الصالحين ، وما أشبه ذلك ، ثم إن العابد أيضا إنما يعبد لنيل رضا الله عز وجل .
وفي قوله : { يريدون وجهه } ، تنبيه علىٰ الإخلاص وأن الإخلاص له أثر كبير في قبول الأعمال ورفعة العمال عند الله عز وجل ، فكلما كان الإنسان في عمله أخلص ؛ كان أرضىٰ لله وأكثر لثوابه ، وكم من إنسان يصلي وإلىٰ جانبه آخر يصلي معه الصلاة ، ويكون بينهما من الرفعة عند الله والثواب والجزاء كما بين السماء والأرض ، وذلك لإخلاص النية عند أحدهما دون الآخر .
• - فالواجب علىٰ الإنسان أن يحرص غاية الحرص علىٰ إخلاص نيته لله في عبادته ، وألا يقصد بعبادته شيئًا من أمور الدنيا ؛ لا يقصد إلا رضا الله وثوابه حتىٰ ينال بذلك الرفعة في الدنيا والآخرة .
• - قال الله تعالىٰ في آخر الآية : { ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم } ، يعني : ليس عليك شيء منهم ولا عليهم شيء منك ، حساب الجميع علىٰ الله ، وكل يجازىٰ بعمله .
• - { فتطردهم فتكون من الظالمين } ، الفاء هذه التي في { فتكون } تعود علىٰ قوله : { فتطردهم } لا علىٰ قوله : { ما عليك } ، فعندنا هنا في الآية فاءان : الفاء الأولىٰ { فتطردهم } وهذه مرتبة علىٰ قوله : { ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء } ، و { فتكون من الظالمين } ، مرتبة علىٰ قوله : { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي } ، يعني : فإن طردتهم فإنك من الظالمين .
📜【 شرح رياض الصالحين (٩١/٣) 】
༄༅༄༅༄༅༄༅❁❁✿❁❁༄༅༄༅༄
• - قال العلَّامة ابن عثيمين
• - عليه رحمات رب العالمين - :
• - نهاه الله عز وجل أن يطرد هؤلاء وإن كانوا فقراء ، وإن لم يكن لهم قيمة في المجتمع ، لكن لهم قيمة عند الله ؛ لأنهم يدعون الله بالغداة والعشي ، يعني صباحًا ومساءً ، يدعونه دعاء مسألة فيسألونه رضوانه والجنة ، ويستعيذون به من النار .
• - ويدعونه دعاء عبادة فيعبدون الله ، وعبادة الله تشتمل علىٰ الدعاء ، ففي الصلاة مثلاً يقول الإنسان : رب اغفر لي ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة .
• - السلام علينا وعلىٰ عباد الله الصالحين ، وما أشبه ذلك ، ثم إن العابد أيضا إنما يعبد لنيل رضا الله عز وجل .
وفي قوله : { يريدون وجهه } ، تنبيه علىٰ الإخلاص وأن الإخلاص له أثر كبير في قبول الأعمال ورفعة العمال عند الله عز وجل ، فكلما كان الإنسان في عمله أخلص ؛ كان أرضىٰ لله وأكثر لثوابه ، وكم من إنسان يصلي وإلىٰ جانبه آخر يصلي معه الصلاة ، ويكون بينهما من الرفعة عند الله والثواب والجزاء كما بين السماء والأرض ، وذلك لإخلاص النية عند أحدهما دون الآخر .
• - فالواجب علىٰ الإنسان أن يحرص غاية الحرص علىٰ إخلاص نيته لله في عبادته ، وألا يقصد بعبادته شيئًا من أمور الدنيا ؛ لا يقصد إلا رضا الله وثوابه حتىٰ ينال بذلك الرفعة في الدنيا والآخرة .
• - قال الله تعالىٰ في آخر الآية : { ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم } ، يعني : ليس عليك شيء منهم ولا عليهم شيء منك ، حساب الجميع علىٰ الله ، وكل يجازىٰ بعمله .
• - { فتطردهم فتكون من الظالمين } ، الفاء هذه التي في { فتكون } تعود علىٰ قوله : { فتطردهم } لا علىٰ قوله : { ما عليك } ، فعندنا هنا في الآية فاءان : الفاء الأولىٰ { فتطردهم } وهذه مرتبة علىٰ قوله : { ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء } ، و { فتكون من الظالمين } ، مرتبة علىٰ قوله : { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي } ، يعني : فإن طردتهم فإنك من الظالمين .
📜【 شرح رياض الصالحين (٩١/٣) 】
༄༅༄༅༄༅༄༅❁❁✿❁❁༄༅༄༅༄