💫 حياة خالدة ...
نحن عشنا وسنعيش ثلاث نشاءات أو حيوات ( جمع حياة ) ، وهي : النشاءة الأولى ،النشاءة الدنيا ، والنشاءة الآخرة ((قل سيرؤا في الارض( الان في النشاءة الدنيا)فانظروا كيف بداء الخلق(النشاءة الاولى ) ثم الله ينشيء النشاءة الاخرة)) ، (( ولقد علمتم النشاءة الاولى فلولا تذكرون)) : اي انكم الان في النشاءة الدنيا لديكم علم بوجود نشاءتكم الأولى السابقة للدنيا فلو تذكرتموها لادركتم وجودها ( والتذكر يكون للشيء أو الحدث الذي تم الاطلاع عليه سابقا) .
وهذه النشاءات متسلسلة ومتتابعة يفصل بين الواحدة والأخرى الموت ،اي يوجد موت بين النشاءة الاولى والنشاءة الدنيا ، وموت اخر بين النشاءة الدنيا والنشاءة الآخرة ، وهذا الموت هو البوابة التي يتم عبرها الانتقال من نشاءة الى اخرى .واذا كانت النشاءة الاولى هي نشاءة الخلق والايجاد ، فإن النشاءتين الأخريين هما نشاءتا الاحياء أو العودة إلى الحياة ، ولذلك ورد في القرءان الكريم: ( ربنا أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين...).
اذا كان الخالد : هو الدائم غير المنتهي ؛ وكان الموت هو نهاية وانتهاء وجود الشيء ؛ فإن كل نشاءة يتبعها موت فهي منتهية وغير خالدة كما هو واضح ، وإن البحث عن االخلود فيها هو بحث في المكان الخطاء ، وعليه ندرك أن النشاءة الاولى والنشاءة الدنيا متناهيتان مهما امتد بهما الزمن لأنهما متبوعتان بالموت ، أما النشاءة الاخرة فهي نشاءة الخلود والبقاء .
رءاينا الكثير ممن يبحث عن الخلود في الدنيا ، ويبحث عن ( اكسير الحياة ) ، فمثل هذا الشخص إنما يبحث في المكان الخطاء ؛ لان من مميزات الدنيا أنها متناهية وغير خالدة ، ولذلك فمن يريد الخلود فليبحث عنه في مكانه الصحيح ، المكان الذي ليس بعده موت ...في الآخرة .
الآخرة هي دار القرار ، لكن في اي مكان فيها ستستقر ؟ هذا المكان تعمل انت على إعداده وتهيئته في الدنيا ، وماتزرعه في الدنيا ، تحصده في الآخرة ( الدنيا مزرعة الآخرة )، والسعي للآخرة يتم في الدنيا(( من أراد الآخرة وسعى لها سعيها ( في الدنيا ) وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)) ، لذلك تحتل الدنيا ( رغم قصرها مقارنة بالآخرة الخالدة )أهمية بالغة توازي أهمية الآخرة نفسها , فالدنيا مهمة ليست لذاتها بل لغيرها ، للآخرة التي ستعيشها بناءا على النتائج التي حصلت عليها في الدنيا ؛ فمن يهتم بالدنيا للدنيا هو الخاسر، ومن يهتم بالدنيا للآخرة هو الرابح ؛ لان الاول خسر اخرته والثاني ربحها.
فمن يبحث عن الخلود , يجده في الآخرة ، أما خلود الرابحين أو خلود الخاسرين .هل انت مستعد لتلك الحياة الخالدة ، هل أكملت استعداداتك ، لان الانتقال سيكون في اي لحظة ، وموعد الرحلة اذا جاء فلن يتغير أو يتأجل.
فلكل من يبحث عن الخلود وسعى له سعيه المناسب نقول : لايفصلك عن الخلود الا الموت فهل ستطلب الموت لتحيا حياة خالدة؟ فالموت هو بوابة الخلود .(خالدين فيها ابدا).
...........................
تساهم هذه المقالة في تغيير ادراكك واعتقادك عن الموت ، ولتقليل أو علاج حالة الرعب والخوف منه. لتعرف اعتقادك عن الموت ، اسال نفسك : ماذا يعني لي الموت ؟ وشاهد الاجابات . ستاتي اجابات سيئة أو جيدة بالنسبة لك ، تبنى انت الاجابات الجيدة لتكون هي معتقدك الراسخ القوي .حماك وأمد في عمرك في طاعته.
#قائد _ الركابي
@qaed_alrekabi