روى الإمام الشاطبي بسنده إلى الإمام الرازي، بعد رحلة طويلة في علم الكلام والفلسفة والمذاهب والفٌرق أنه قال:
نهاية إقدام العقول عقال // وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا // وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا // سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
[ الإفادات والإنشادات/ ص 85 ]، وقد ذكرها الرازي نفسه في رسالة [ أقسام اللذات ].
قلت: وهذه كلمة شديدة، تملأ النفس ألما وحسرة، فليس من الهين أن تقضي سنوات طويلة من عمرك تخوض غمار الأفكار وتلهث وراء الآراء، وتناوئ هنا وهناك، ثم تكتشف أن كل ذلك ليس له قيمة، وأن حياتك القصيرة في الدنيا كان ينبغي أن تكون أكبر من ذلك، وأن الحق كان أقرب وأيسر لو شئت!!
فيا أخي الكريم، الله سبحانه أنزل إليك كتابا اختصر لك فيه طريق البحث عن الحق، وذلك من رحمته بك وحجته عليك، وإنك ضربت بعيدا ها هنا او هناك، فإنك في نهاية المطاف قد تكتشف أن الحق الذي توصلت إليه بعد صعوبة بالغة وخطورة مرعبة، قد قرره الوحي بأجلى بيان وأقرب عبارة وأجمع دليل. والعاقل من اعتبر بغيره.
نهاية إقدام العقول عقال // وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا // وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا // سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
[ الإفادات والإنشادات/ ص 85 ]، وقد ذكرها الرازي نفسه في رسالة [ أقسام اللذات ].
قلت: وهذه كلمة شديدة، تملأ النفس ألما وحسرة، فليس من الهين أن تقضي سنوات طويلة من عمرك تخوض غمار الأفكار وتلهث وراء الآراء، وتناوئ هنا وهناك، ثم تكتشف أن كل ذلك ليس له قيمة، وأن حياتك القصيرة في الدنيا كان ينبغي أن تكون أكبر من ذلك، وأن الحق كان أقرب وأيسر لو شئت!!
فيا أخي الكريم، الله سبحانه أنزل إليك كتابا اختصر لك فيه طريق البحث عن الحق، وذلك من رحمته بك وحجته عليك، وإنك ضربت بعيدا ها هنا او هناك، فإنك في نهاية المطاف قد تكتشف أن الحق الذي توصلت إليه بعد صعوبة بالغة وخطورة مرعبة، قد قرره الوحي بأجلى بيان وأقرب عبارة وأجمع دليل. والعاقل من اعتبر بغيره.