•┈┈•◈◉❒ 🎧 ❒◉◈•┈┈•
🔊 *الرَدُّ عَلَىٰ شُبْهَةِ الصَّعَافِقَةِ فِي قَوْلِهِمْ: "الْحَقُّ مَعَ الأَكَابِرِ".*
🎙 *لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ الدُّكْتُورِ عَبْدِالمَجِيدِ جُمُعة -حَفِظَهُ اللَّهُ-*
🔗 https://youtu.be/IOhD3wisfx8
•┈┈•◈◉❒ ✒ ❒◉◈•┈┈•
*التَّـ✍🏻ـفْرِيغُ:*
أَوْجَبَ عَلَيْنَا الشَّرْعُ مُتَابَعَةَ الدَّلِيلِ وَلَمْ يُوجِبْ عَلَيْنَا مُتَابَعَةَ الرِّجَالِ، لِأَنَّ الرِّجَالَ لَيْسُوا بِمَعْصُومِينَ، وَأَيْضًا قَدْ يَفُوتُهُ مِنَ الْعِلْمِ وَقَدْ تَفُوتُهُ مِنَ الْحُجَجِ وَالدَّلَائِلِ، بَيْنَمَا النُّصُوصُ؛ نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ سَلَفِ الأُمَّةِ مَعْصُومٌ فَيَتَعَيَّنُ اتِّبَاعُهُ، وَلِهَذَا لَا يَحِلُّ تَرْكُ الدَّلِيلِ مِنْ أَجْلِ قَوْلِ عَالِمٍ مَهْمَا بَلَغَتْ رُتْبَتُهُ فِي الْعِلْمِ، هَذَا الَّذِي تَعَبَّدَنَا بِهِ رَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- وَأَمَرَنَا بِهِ؛ أَنْ نَتَّبِعَ الدَّلِيلَ وَأَنْ نُحَكِّمَهُ وَنَتَحَاكَمَ إِلَيْهِ، لَا أَنْ نُحَكِّمَ آرَاءَ الرِّجَالِ وَنَتَحَاكَمَ إِلَيْهَا.
وَمِنَ الْعَجَبِ أَنَّكَ تَسْمَعُ وَيَسْمَعُ الغَيْرُ، فَقَدْ امْتَدَّتِ الأَيَّامُ وَالأَعْوَامُ حَتَّىٰ صَارَ يَقُولُ مَنْ يَقُولُ: "وُجُوبُ اتِّبَاعِ الأَكَابِرِ"، وَيَقُولُونَ: "الْحَقُّ مَعَ الأَكَابِرِ"، قُلْنَا: إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ، لِأَنَّ لَفْظَ النَّبِيِّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «البَرَكَةُ مَعَ الأَكَابِرِ»، وَثَمَّتَ فَرْقٌ بَيْنَ الْعِبَارَتَيْنِ، بَيْنَ قَوْلِنَا : "الْبَرَكَةُ مَعَ الأَكَابِرِ" وَبَيْنَ قَوْلِنَا: "الْحَقُّ مَعَ الأَكَابِرِ"، فَقَوْلُنَا: «الْبَرَكَةُ مَعَ الأَكَابِرِ» عَلَىٰ الْعَيْنِ وَالرَّأْسِ لِأَنَّهَا حَدِيثُ النَّبِيِّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَجِبُ الْقَوْلُ بِهِ وَالرُّجُوعُ إِلَيْهِ.
لَكِنْ مَا مَعْنَىٰ قَوْله: « *الْبَرَكَةُ مَعَ الأَكَابِرِ* »؟ مَعْنَاهُ أَنَّ الأَكَابِرَ لِتَجْرِبَتِهِمْ وَحِنْكَتِهِمْ وَحِكْمَتِهِمْ يُسْتَحَبُّ اسْتِشَارَتُهُمْ وَالرُّجُوعُ إِلَيْهِمْ، بِنَاءً عَلَىٰ هَذَا، لَكِنْ هَذَا يَخْتَلِفُ مَعَ قَوْلِنَا: "الْحَقُّ مَعَ الأَكَابِرِ"، لِأَنَّ الْحَقَّ لَا يُعْرَفُ بِالسِّنِّ كَمَا لَا يُعْرَفُ أَيْضًا بِالمَكَانَةِ وَلَا يُعْرَفُ بِالْجِهَوِيَّةِ، إِنَّمَا يُعْرَفُ بِدَلَائِلِهِ، الْحَقُّ يُعْرَفُ بِدَلَائِلِهِ.
وَقَدْ يُوجَدُ الْحَقُّ عِنْدَ الأَصَاغِرِ وَيَخْفَىٰ عَنِ الأَكَابِرِ، وَقَدْ ثَبَتَ فِي السُّنَّةِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- رُغْمَ صِغَرِ سِنِّهِ يُسْأَلُ عَنْ حُكْمِ مُتْعَةِ الْحَجِّ: هَلْ إِذَا حَجَّ الإِنْسَانُ يَدْخُلُ بِالتَّمَتِّعِ أَمْ يَدْخُلُ بِالإِفْرَادِ أَمْ بِالقِرَانِ؟، وَهَذِهِ أَنْوَاعُ النُّسُكِ المُقَرَّرَةِ فِي السُّنَّةِ وَفِي الْفِقْهِ الإِسْلَامِيِّ، فَقَالَ: «يَدْخُلُ بِالتَّمَتُّعِ»، يَعْنِي يَدْخُلُ بِالعُمْرَةِ ثُمَّ يَتَحَلَّلُ حَتَّىٰ إِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَّةِ وَهُوَ اليَّوْمُ الثَّامِنُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ يُحْرِمُ مِنْ جَدِيدٍ بِالحَجِّ، هَذَا يُسَمَّىٰ تَمَتُّعًا، فَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ التَّمَتُّعِ فَقَالَ: «سُنَّةٌ»، قِيلَ لَهُ: «إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَنْهَيَانِ عَنْهُ».
وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ هُمَا؟ هُمَا شَيْخَا الإِسْلَامِ وَهُمَا خَلِيفَتَا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهُمَا اللَّذَانِ قَالَ فِيهِمَا النَّبِيُّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ»، وَقَالَ هَذَا الكَلَامَ بَعْدَ قَوْلِهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»، وَالْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُونَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّةِ أَرْبَعَةٌ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثَمَانُ وَعَلِيُّ، فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِاتِّبَاعِ سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الأَرْبَعَةِ، وَالْحَدِيثُ الَّذِي بَعْدَهُ قَيَّدَهُ وَخَصَّصَهُ بِالْخَلِيفَتَيْنِ فَقَالَ: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ».
لَكِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- لَمَّا كَانَ مَعَهُ الْحُجَّةُ وَكَانَ مَعَهُ الدَّلِيلُ لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَىٰ مَنْ خَالَفَهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ، وَقَالَ مَقُولَتَهُ الشَّهِيرَةَ: «يُوشِكُ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْكُمْ صَاعِقَةٌ مِنَ السَّمَاءِ أَقُولُ لَكُمْ قَالَ اللَّهُ
🔊 *الرَدُّ عَلَىٰ شُبْهَةِ الصَّعَافِقَةِ فِي قَوْلِهِمْ: "الْحَقُّ مَعَ الأَكَابِرِ".*
🎙 *لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ الدُّكْتُورِ عَبْدِالمَجِيدِ جُمُعة -حَفِظَهُ اللَّهُ-*
🔗 https://youtu.be/IOhD3wisfx8
•┈┈•◈◉❒ ✒ ❒◉◈•┈┈•
*التَّـ✍🏻ـفْرِيغُ:*
أَوْجَبَ عَلَيْنَا الشَّرْعُ مُتَابَعَةَ الدَّلِيلِ وَلَمْ يُوجِبْ عَلَيْنَا مُتَابَعَةَ الرِّجَالِ، لِأَنَّ الرِّجَالَ لَيْسُوا بِمَعْصُومِينَ، وَأَيْضًا قَدْ يَفُوتُهُ مِنَ الْعِلْمِ وَقَدْ تَفُوتُهُ مِنَ الْحُجَجِ وَالدَّلَائِلِ، بَيْنَمَا النُّصُوصُ؛ نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ سَلَفِ الأُمَّةِ مَعْصُومٌ فَيَتَعَيَّنُ اتِّبَاعُهُ، وَلِهَذَا لَا يَحِلُّ تَرْكُ الدَّلِيلِ مِنْ أَجْلِ قَوْلِ عَالِمٍ مَهْمَا بَلَغَتْ رُتْبَتُهُ فِي الْعِلْمِ، هَذَا الَّذِي تَعَبَّدَنَا بِهِ رَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- وَأَمَرَنَا بِهِ؛ أَنْ نَتَّبِعَ الدَّلِيلَ وَأَنْ نُحَكِّمَهُ وَنَتَحَاكَمَ إِلَيْهِ، لَا أَنْ نُحَكِّمَ آرَاءَ الرِّجَالِ وَنَتَحَاكَمَ إِلَيْهَا.
وَمِنَ الْعَجَبِ أَنَّكَ تَسْمَعُ وَيَسْمَعُ الغَيْرُ، فَقَدْ امْتَدَّتِ الأَيَّامُ وَالأَعْوَامُ حَتَّىٰ صَارَ يَقُولُ مَنْ يَقُولُ: "وُجُوبُ اتِّبَاعِ الأَكَابِرِ"، وَيَقُولُونَ: "الْحَقُّ مَعَ الأَكَابِرِ"، قُلْنَا: إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ، لِأَنَّ لَفْظَ النَّبِيِّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «البَرَكَةُ مَعَ الأَكَابِرِ»، وَثَمَّتَ فَرْقٌ بَيْنَ الْعِبَارَتَيْنِ، بَيْنَ قَوْلِنَا : "الْبَرَكَةُ مَعَ الأَكَابِرِ" وَبَيْنَ قَوْلِنَا: "الْحَقُّ مَعَ الأَكَابِرِ"، فَقَوْلُنَا: «الْبَرَكَةُ مَعَ الأَكَابِرِ» عَلَىٰ الْعَيْنِ وَالرَّأْسِ لِأَنَّهَا حَدِيثُ النَّبِيِّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَجِبُ الْقَوْلُ بِهِ وَالرُّجُوعُ إِلَيْهِ.
لَكِنْ مَا مَعْنَىٰ قَوْله: « *الْبَرَكَةُ مَعَ الأَكَابِرِ* »؟ مَعْنَاهُ أَنَّ الأَكَابِرَ لِتَجْرِبَتِهِمْ وَحِنْكَتِهِمْ وَحِكْمَتِهِمْ يُسْتَحَبُّ اسْتِشَارَتُهُمْ وَالرُّجُوعُ إِلَيْهِمْ، بِنَاءً عَلَىٰ هَذَا، لَكِنْ هَذَا يَخْتَلِفُ مَعَ قَوْلِنَا: "الْحَقُّ مَعَ الأَكَابِرِ"، لِأَنَّ الْحَقَّ لَا يُعْرَفُ بِالسِّنِّ كَمَا لَا يُعْرَفُ أَيْضًا بِالمَكَانَةِ وَلَا يُعْرَفُ بِالْجِهَوِيَّةِ، إِنَّمَا يُعْرَفُ بِدَلَائِلِهِ، الْحَقُّ يُعْرَفُ بِدَلَائِلِهِ.
وَقَدْ يُوجَدُ الْحَقُّ عِنْدَ الأَصَاغِرِ وَيَخْفَىٰ عَنِ الأَكَابِرِ، وَقَدْ ثَبَتَ فِي السُّنَّةِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- رُغْمَ صِغَرِ سِنِّهِ يُسْأَلُ عَنْ حُكْمِ مُتْعَةِ الْحَجِّ: هَلْ إِذَا حَجَّ الإِنْسَانُ يَدْخُلُ بِالتَّمَتِّعِ أَمْ يَدْخُلُ بِالإِفْرَادِ أَمْ بِالقِرَانِ؟، وَهَذِهِ أَنْوَاعُ النُّسُكِ المُقَرَّرَةِ فِي السُّنَّةِ وَفِي الْفِقْهِ الإِسْلَامِيِّ، فَقَالَ: «يَدْخُلُ بِالتَّمَتُّعِ»، يَعْنِي يَدْخُلُ بِالعُمْرَةِ ثُمَّ يَتَحَلَّلُ حَتَّىٰ إِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَّةِ وَهُوَ اليَّوْمُ الثَّامِنُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ يُحْرِمُ مِنْ جَدِيدٍ بِالحَجِّ، هَذَا يُسَمَّىٰ تَمَتُّعًا، فَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ التَّمَتُّعِ فَقَالَ: «سُنَّةٌ»، قِيلَ لَهُ: «إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَنْهَيَانِ عَنْهُ».
وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ هُمَا؟ هُمَا شَيْخَا الإِسْلَامِ وَهُمَا خَلِيفَتَا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهُمَا اللَّذَانِ قَالَ فِيهِمَا النَّبِيُّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ»، وَقَالَ هَذَا الكَلَامَ بَعْدَ قَوْلِهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»، وَالْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُونَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّةِ أَرْبَعَةٌ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثَمَانُ وَعَلِيُّ، فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِاتِّبَاعِ سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الأَرْبَعَةِ، وَالْحَدِيثُ الَّذِي بَعْدَهُ قَيَّدَهُ وَخَصَّصَهُ بِالْخَلِيفَتَيْنِ فَقَالَ: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ».
لَكِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- لَمَّا كَانَ مَعَهُ الْحُجَّةُ وَكَانَ مَعَهُ الدَّلِيلُ لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَىٰ مَنْ خَالَفَهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ، وَقَالَ مَقُولَتَهُ الشَّهِيرَةَ: «يُوشِكُ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْكُمْ صَاعِقَةٌ مِنَ السَّمَاءِ أَقُولُ لَكُمْ قَالَ اللَّهُ