بنسل المقابل الأثيري حاملاً معه الإحساس والوعي ويبقى على صلة بالجسم المادي عن طريق حبل يسمى " الحبل الأثيري" أو ( الحبل الفضي) كما سماه العهد القديم .
ووالموت ليس سوى خروج الجسم الاثيري من غلافه المادي ومغادرته نهائياً عن طريق انقطاع هذا الحبل الذي هو الفاصل بين الحياة والموت.
ومن خصائص الجسم الأثيري استقلاله عن الحوادث التي تطرأ على الجسم المادي ويعود الفضل في معرفة الكثير عن هذا الموضوع إلى جهود العلماء في الاتحاد السوفياتي. فقد إخترع أحدهم , وهو " سيمون كيليريان" وزوجته جهازاً للتصوير ذا سرعة تردد عالية جداً , بإماكانه تحويل الظاهرة غير الكهربية إلى ظاهرة كهربية , حتى تصبح خاضعة لتصوير . وسمي هذا الجهاز باسم " جهاز كيليريان" نسبة إلى مخترعه . وبفضل هذا الجهد تم تصوير شكل أثيري مطابق لورقة شجرة ثم سحبت الورقة وأحدث فيها قطع أو بتر بزاوية حادة , ثم إعيدت للتصوير فتبين أن الشكل الأثيري للورقة مازال كاملاً كما هو ولم يتأثر بعملية البتر التي حدثت للروقة . وبالاحرى لنسختها المادية الخارجية.
وهذا ما كشف اللثام دفع واحدة عن كل ما أثير من تساؤل وعجب من ادعاء أصحاب الأعضاء المبتورة . استمرار ؟إحساسهم بالعضو المبتور , حيث كان هؤلاء يصرحون بأنهم يتألمون في موضع الأعضاء المبتورة , بل ويتأثرون بما يلامسها من برودة أو حرارة . ولقد أصبح مفهوماً الآن أنه إذا ما بترت رجل أو ذراع فإن الذي يبتر هو العضو المادي فقط , أما مقابله الأثيري فيبقى في مكانه رغم بتر مقابله.
وكان قد اهتم بهذه المشكلة كثير من العلماء والأطباء منهم الفيلسوف الأمريكي " وليام جيمس " الذي قام بإجراء بحث على 285 شخصاً من ذوي الاظراف المبتورة . وهو يقول بعد ذلك : " إن الإحساس بوجود العضو المبتور يظل بعد عملية البتر لمدد متفاوتة , فقد ظل شيخ في السبعين من عمره يشعر بوجود فخذه المبتورة منذ كان في الثالثة في عمره , بنفس القوة والوضوح اللذين يشعر بهما بوجود فخذ الأخرى ".
وقد بحث العالم الإيطالي أرنستو بوزانو هذه المسألة في مؤلف له عنوانه : " ظواهر إزدواج الأعضاء " وهو يرى أن الشعور بالعضو الشبح قد يكون كاملاً أحياناً , ولكنه يكون في الغالب أقل من غيره .
ولعل أكثر النتائج بروزاً لاكتشاف الجسد الأثيري تلك التي تمت ضمن مفاهيم علم النفس التقليدي على يد أبرز رجاله , جوستاف يونج , وهو أحد الثلاثة الكبار الذين نهض على سواعدهم علم النفس الحديث ( والآخران هما وليام مكدوغال , ووليام جميس) لقد إستعمل " يونج " في التعبير عن الجسد الاثيري وصفاً مازال مشهوراً وهو " the archetypal" أي النموذج , مشيراً إلى أن هذا الجسد الاثيري ليس سوى نسخة الأصل بكامل تفاصيلها ودقائقها عن الجسد المادي, وأن هذه النماذج المطابقة لا نشعر بها ولكنها خضعت للاختبار عوامل تلقائية , وأنه في النظريات القائمة على هذا النموذج أو المثال المطابق تتواجه الروح والمادة على المستوى الروحي , فالمادة اسوة بالروح , تبدو في مملكة النفس ذات صفات متميزة . ونتيجة لوجود نفس مرتبطة بالمادة يجب أن نذكر القارىء بوجو د ظواهر روحية لا يقدر قيمتها الحقيقية إلا أؤلئك الذين أتيحت لهم فرصة الاقتناع بها عن ملاحظة شخصية .
أما وليام مكدوغال , فقد بات يفضل استعمال تعبير الجسد الاثيري بدلاً من الحديث عن العقل الباطن.
وقد عُرف الجسد الاثيري تحت أوصاف متنوعة وأسماء متعددة , تبعاً لصفاته , فقد اطلق عليه إلى جانب ما ذكرت : الجسد الحيوي corps vital , والجسد الهيولي fluidique , والجسد الوسيط intermediaire نظراً لدوره كوسيط بين العقل والمادة , والجسد الشبح fantome وفي المراجع الفرنسية perisperit .
ومن الحقائق الخطيرة التي نتجت عن اعتبار الجسم الأثيري حامل الشعور , ومصدر الأحساس , أنه بات علينا ألا ننظر إلى الحواس الخمس كمصدر لهذا الإحساس , بل الأحرى أنها أدوات الإحساس التي يستعملها المصدر , أو الطاقة المشتركة الموجودة في الجسم الأثيري , والتي تعمل عن طريق العين فتسمى إبصاراً , وتعمل عن طريق الأذن فتسمى سمعاً , وهكذا . وقد تعمل خارج أية حاسة فتسمى عند ذاك : " إدراكاً خارج الحواس " . وهذا مفتاح الكثير من القدرات غير العادية لبعض الناس , كالرؤية عن طريق اللمس مثلاً وتميز الألوان , بل والقراءة عن طريق وضع الأصابع كما فعلت ذلك " نليا ميخائيلوفا " في الاتحاد السوقياتي .
وقد أثبتت هذه الأخيرة دعواها بقدراتها على الرؤيا عن غير طريق العين في المؤتمر الإقليمي لرابطة السيكولوجيين الذي عقد في " فاجيل " عام 1962 ثن في موسكو في مختبرات جامعة العلوم . فقد كان باستطاعتها تحديد الالوان, ورؤية الصور الظاهرة على الطوابع البريدية من غير طريق النظر . وكتب عنها الدكتور غريغوري رازاران ما يلي " هذا نموذج من الظواهر التي يرفض الإنسان غرزياً تصديقها , غير أنني توصلت إلى رأي حاسم بصدد الرؤية غير البصرية ... إنها اكتشاف حقيقي " ( كتاب الحاسة السادسة لـ شيلا أو
ووالموت ليس سوى خروج الجسم الاثيري من غلافه المادي ومغادرته نهائياً عن طريق انقطاع هذا الحبل الذي هو الفاصل بين الحياة والموت.
ومن خصائص الجسم الأثيري استقلاله عن الحوادث التي تطرأ على الجسم المادي ويعود الفضل في معرفة الكثير عن هذا الموضوع إلى جهود العلماء في الاتحاد السوفياتي. فقد إخترع أحدهم , وهو " سيمون كيليريان" وزوجته جهازاً للتصوير ذا سرعة تردد عالية جداً , بإماكانه تحويل الظاهرة غير الكهربية إلى ظاهرة كهربية , حتى تصبح خاضعة لتصوير . وسمي هذا الجهاز باسم " جهاز كيليريان" نسبة إلى مخترعه . وبفضل هذا الجهد تم تصوير شكل أثيري مطابق لورقة شجرة ثم سحبت الورقة وأحدث فيها قطع أو بتر بزاوية حادة , ثم إعيدت للتصوير فتبين أن الشكل الأثيري للورقة مازال كاملاً كما هو ولم يتأثر بعملية البتر التي حدثت للروقة . وبالاحرى لنسختها المادية الخارجية.
وهذا ما كشف اللثام دفع واحدة عن كل ما أثير من تساؤل وعجب من ادعاء أصحاب الأعضاء المبتورة . استمرار ؟إحساسهم بالعضو المبتور , حيث كان هؤلاء يصرحون بأنهم يتألمون في موضع الأعضاء المبتورة , بل ويتأثرون بما يلامسها من برودة أو حرارة . ولقد أصبح مفهوماً الآن أنه إذا ما بترت رجل أو ذراع فإن الذي يبتر هو العضو المادي فقط , أما مقابله الأثيري فيبقى في مكانه رغم بتر مقابله.
وكان قد اهتم بهذه المشكلة كثير من العلماء والأطباء منهم الفيلسوف الأمريكي " وليام جيمس " الذي قام بإجراء بحث على 285 شخصاً من ذوي الاظراف المبتورة . وهو يقول بعد ذلك : " إن الإحساس بوجود العضو المبتور يظل بعد عملية البتر لمدد متفاوتة , فقد ظل شيخ في السبعين من عمره يشعر بوجود فخذه المبتورة منذ كان في الثالثة في عمره , بنفس القوة والوضوح اللذين يشعر بهما بوجود فخذ الأخرى ".
وقد بحث العالم الإيطالي أرنستو بوزانو هذه المسألة في مؤلف له عنوانه : " ظواهر إزدواج الأعضاء " وهو يرى أن الشعور بالعضو الشبح قد يكون كاملاً أحياناً , ولكنه يكون في الغالب أقل من غيره .
ولعل أكثر النتائج بروزاً لاكتشاف الجسد الأثيري تلك التي تمت ضمن مفاهيم علم النفس التقليدي على يد أبرز رجاله , جوستاف يونج , وهو أحد الثلاثة الكبار الذين نهض على سواعدهم علم النفس الحديث ( والآخران هما وليام مكدوغال , ووليام جميس) لقد إستعمل " يونج " في التعبير عن الجسد الاثيري وصفاً مازال مشهوراً وهو " the archetypal" أي النموذج , مشيراً إلى أن هذا الجسد الاثيري ليس سوى نسخة الأصل بكامل تفاصيلها ودقائقها عن الجسد المادي, وأن هذه النماذج المطابقة لا نشعر بها ولكنها خضعت للاختبار عوامل تلقائية , وأنه في النظريات القائمة على هذا النموذج أو المثال المطابق تتواجه الروح والمادة على المستوى الروحي , فالمادة اسوة بالروح , تبدو في مملكة النفس ذات صفات متميزة . ونتيجة لوجود نفس مرتبطة بالمادة يجب أن نذكر القارىء بوجو د ظواهر روحية لا يقدر قيمتها الحقيقية إلا أؤلئك الذين أتيحت لهم فرصة الاقتناع بها عن ملاحظة شخصية .
أما وليام مكدوغال , فقد بات يفضل استعمال تعبير الجسد الاثيري بدلاً من الحديث عن العقل الباطن.
وقد عُرف الجسد الاثيري تحت أوصاف متنوعة وأسماء متعددة , تبعاً لصفاته , فقد اطلق عليه إلى جانب ما ذكرت : الجسد الحيوي corps vital , والجسد الهيولي fluidique , والجسد الوسيط intermediaire نظراً لدوره كوسيط بين العقل والمادة , والجسد الشبح fantome وفي المراجع الفرنسية perisperit .
ومن الحقائق الخطيرة التي نتجت عن اعتبار الجسم الأثيري حامل الشعور , ومصدر الأحساس , أنه بات علينا ألا ننظر إلى الحواس الخمس كمصدر لهذا الإحساس , بل الأحرى أنها أدوات الإحساس التي يستعملها المصدر , أو الطاقة المشتركة الموجودة في الجسم الأثيري , والتي تعمل عن طريق العين فتسمى إبصاراً , وتعمل عن طريق الأذن فتسمى سمعاً , وهكذا . وقد تعمل خارج أية حاسة فتسمى عند ذاك : " إدراكاً خارج الحواس " . وهذا مفتاح الكثير من القدرات غير العادية لبعض الناس , كالرؤية عن طريق اللمس مثلاً وتميز الألوان , بل والقراءة عن طريق وضع الأصابع كما فعلت ذلك " نليا ميخائيلوفا " في الاتحاد السوقياتي .
وقد أثبتت هذه الأخيرة دعواها بقدراتها على الرؤيا عن غير طريق العين في المؤتمر الإقليمي لرابطة السيكولوجيين الذي عقد في " فاجيل " عام 1962 ثن في موسكو في مختبرات جامعة العلوم . فقد كان باستطاعتها تحديد الالوان, ورؤية الصور الظاهرة على الطوابع البريدية من غير طريق النظر . وكتب عنها الدكتور غريغوري رازاران ما يلي " هذا نموذج من الظواهر التي يرفض الإنسان غرزياً تصديقها , غير أنني توصلت إلى رأي حاسم بصدد الرؤية غير البصرية ... إنها اكتشاف حقيقي " ( كتاب الحاسة السادسة لـ شيلا أو