أودُّ الكتابة منذُ أسابيع ، لكنّي لا أعلمُ عمّا أودُّ الكتابة عنه ، لا أفكارَ تزاحمُ عقلي ، و لا عقلَ يكتبُ ما بهِ .
أودُّ الكتابةَ حقًّا ، ولكنّي لا أعلمُ عمّا أودُّ الكتابة ، أصبحتُ تعِبَ العقلِ ، أفكاري متزاحمة و لا أُجيدُ العبثَ بأحرفي ، الحياةُ دونَ منفذٍ أمرٌ صعب ، صعبٌ عليَّ ألّا أشربَ ما أشتهي ، و لا أن أشُمَّ ريحًا تخطرُ في بالي ، صعبٌ عليّ .
صعبٌ أن أحكي ما بي ، و ما بي لا يَحكيني ، صعبٌ أن تترائى إليَّ عظامُ جيفةٍ ماتت مرضًا ، إنّهُ لأمرٌ صعبٌ أن تعيش دون قتلِ نفسكَ كُلَّ يوم ، دون اللامبالاةِ بشعورِك ، دون الشّعور ذاته .
أعلمُ بأنّ أحرُفي و كلماتي لا نظامَ بِها ، حتّى روحي ، لا روحَ لها .
أُحاولُ حقًّا كتابةَ هذا النّص منذُ مدّة ، و لكن الفُرصةَ لا تُتاحُ لي ، مشاعري لا تساعِدُني على الغوصِ في عقلي ، ولا حتّى في الطّوفِ فوقَهُ ، حاليَ كحالِ المعلّقِ على المشنقة ، أُحاوِلُ الموت ، و لكن الموتَ لا يحاولُ لأجلي ، و أجَليَ لا سابِقَ لهُ ، أينكِ يا روحُ عنّي ؟
لا أُحِبُّ الكتابةَ بحُزن ، و لكن الحُزنَ يحيطُني ، و هذا موتٌ آخر .
لا أُحِبُّ الحديثَ بهذه الطّريقة ، و لكن ..
لا أعلمُ ما جرى لي ، أودُّ البقاءَ وحيدًا ، حتّى دونَ نفسي .
لابدَّ أن نلتقي يومًا ، أشتقتُ إليك .
ساجِد
سنواتٌ من المحاولة ، رُبّما عشرُ .