مُوالون .. مع وقف التنفيذ !
بقلم : رويده الدعمي
لم أستغرب كثيراً عند سماعي خبر تلك المرأة الميسانية التي تخلّت عن أطفالها السبعة وأصغرهم بعمر أربعة شهور بعد أن سلّمتهم الى دار الرعاية الاجتماعية في ميسان لصعوبة الحياة ولأنها لم تجد لهم ما تسد بهِ رمقهم ، لم يدهشني هذا الخبر لأني وقبل سنتين تقريباً سمعت عن امرأة عراقية تخلت هي الأخرى عن أطفالها الأربعة تاركةً اياهم على أحد الجسور لتهرب من شبح رعايتهم بعد أن ضاقت بها الدنيا نتيجة العوز والفقر المريرين ..
لا يتوقع أحد بأني سألقي باللوم على الحكومة العراقية .. أبداً ! ليس لشيء إلا لأنني على يقين بأننا لن نجد حاكماً في مثل صفات علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يتفقد الرعية ليلاً ، وعندما يسأله أصحابه عن زهدهُ في الدنيا رغم انه يملك بيت مال المسلمين يقول : " أأقنع من نفسي بأن يٌقال هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر ، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش ؟ " لن نجد حاكماً مثله إلا في زمن ولدهُ ذلك المُصلح العظيم الذي سيأتي في فترة تكون فيها جميع الحكومات قد فشلت في توفير أبسط مستلزمات المعيشة .. كلامنا اليوم ليس مع الحاكم الذي نريد منه ان يحمل ولو شيئاً بسيطاً من صفات علي عليه السلام ، بل كلامنا سيكون مع الإنسان المؤمن الذي يدّعي انه من الموالين لذلك الإنسان العظيم ! فأين هم الموالون للعترة الطاهرة ؟ ألم تكن تلك الأمثلة التي ذكرناها في بداية الحديث قد وقعت في مدن أكثر سكانها هم من شيعة علي بن ابي طالب ؟ فلو كان الشيعة اليوم كما همُ أئمتهم ( عليهم السلام ) هل اننا سنجد مثل هؤلاء النسوة اللواتي وبسبب الفقر الشديد يتخلين عن أغلى ما يملكن .. فلذات أكبادهن ؟! خطابي الى كل انسان متمكن مادياً ومدّعي الولاية لعلي بن أبي طالب .. أين انتَ ايها الموالي المثقف .. أين أنت عن فقراء أمتك ؟ أين انتَ ايها الأستاذ الجامعي وأيتها الأستاذة ؟ أين أنت أيها المدرس وأيتها المدرسة ؟ أين أنت أيها المعلم وأيتها المعلمة ؟ أين أنت أيها الطبيب وأيتها الطبيبة ؟ أين أنت أيها المحامي وأيتها المحامية ؟ أين أنت أيها المهندس وأيتها المهندسة ؟ أين انتم يا رجال الأعمال مِن تُجار ومُقاولين ؟ شعبنا يموت جوعاً ونحن مستمرين في تكديس الأموال وبناء العمارات والمجمعات !! هل تعرفون أحبتي بماذا يصف إمامنا علي عليه السلام من هم في مثل حالنا لا همَّ لهم غير إشباع بطونهم ؟ لنستمع معاً الى كلماتهِ علّنا نتذكر أو نخشى .. يقول عليه السلام : " فما خُلقتُ ليشغلني أكل الطيبات ، كالبهائم المربوطة همّها علفها ! " نعم يا أخوتي ان لخلقنا هدفٌ أسمى وأغلى ، كما ان الأموال التي رزقنا إياها رب العزة ليست لأن لنا مقاماً وحظوةً عنده أكثر من غيرنا ! بل لأنه سبحانه يريد ان يختبرنا بها ويبتلينا فهل سنكون من الناجحين في هذا الاختبار كما نحن ناجحين في حياتنا الفانية ؟ الى متى يبقى الأغنياء من المثقفين و ( المُوالين ) في سباتهم ؟ الى متى تبقى ضمائرنا نائمة ؟ ألم يأتي الأوان لهذه الضمائر أن تصحو ؟ أدعو الله ان تنفع هذه الكلمات في إحياء تلك الضمائر وإرجاعها الى جادة الصواب لينتفض أصحابها فيبحثوا عن فقراء البلد وينتشلوهم من مآسيهم وآلامهم التي ما حلّت بهم إلا بسبب غفلة الأغنياء عنهم وكما يقول الإمام علي عليه السلام " ان الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء ، فما جاع فقير إلا بما مَنَع غني " ، ولكن هيهات لنا أن نبقى بمنعنا وغفلتنا ! فهذه كلمات الله سبحانه وتعالى تصدح وتتوعد بالعذاب الأخروي نتيجة عدم الإحساس بالمسؤولية الكبرى تجاه الفقراء والمحتاجين إذ يقول عز وجل في سورة التوبة " والذين يكنزون الذهبَ والفضةَ ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذابٍ أليم ، يومَ يُحمى عليها في نارِ جهنمَ فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون "
كتب هذا نص في تاريخ 🍀..
١٤تشرين الثاني ٢٠١٤...
بقلم : رويده الدعمي
لم أستغرب كثيراً عند سماعي خبر تلك المرأة الميسانية التي تخلّت عن أطفالها السبعة وأصغرهم بعمر أربعة شهور بعد أن سلّمتهم الى دار الرعاية الاجتماعية في ميسان لصعوبة الحياة ولأنها لم تجد لهم ما تسد بهِ رمقهم ، لم يدهشني هذا الخبر لأني وقبل سنتين تقريباً سمعت عن امرأة عراقية تخلت هي الأخرى عن أطفالها الأربعة تاركةً اياهم على أحد الجسور لتهرب من شبح رعايتهم بعد أن ضاقت بها الدنيا نتيجة العوز والفقر المريرين ..
لا يتوقع أحد بأني سألقي باللوم على الحكومة العراقية .. أبداً ! ليس لشيء إلا لأنني على يقين بأننا لن نجد حاكماً في مثل صفات علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يتفقد الرعية ليلاً ، وعندما يسأله أصحابه عن زهدهُ في الدنيا رغم انه يملك بيت مال المسلمين يقول : " أأقنع من نفسي بأن يٌقال هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر ، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش ؟ " لن نجد حاكماً مثله إلا في زمن ولدهُ ذلك المُصلح العظيم الذي سيأتي في فترة تكون فيها جميع الحكومات قد فشلت في توفير أبسط مستلزمات المعيشة .. كلامنا اليوم ليس مع الحاكم الذي نريد منه ان يحمل ولو شيئاً بسيطاً من صفات علي عليه السلام ، بل كلامنا سيكون مع الإنسان المؤمن الذي يدّعي انه من الموالين لذلك الإنسان العظيم ! فأين هم الموالون للعترة الطاهرة ؟ ألم تكن تلك الأمثلة التي ذكرناها في بداية الحديث قد وقعت في مدن أكثر سكانها هم من شيعة علي بن ابي طالب ؟ فلو كان الشيعة اليوم كما همُ أئمتهم ( عليهم السلام ) هل اننا سنجد مثل هؤلاء النسوة اللواتي وبسبب الفقر الشديد يتخلين عن أغلى ما يملكن .. فلذات أكبادهن ؟! خطابي الى كل انسان متمكن مادياً ومدّعي الولاية لعلي بن أبي طالب .. أين انتَ ايها الموالي المثقف .. أين أنت عن فقراء أمتك ؟ أين انتَ ايها الأستاذ الجامعي وأيتها الأستاذة ؟ أين أنت أيها المدرس وأيتها المدرسة ؟ أين أنت أيها المعلم وأيتها المعلمة ؟ أين أنت أيها الطبيب وأيتها الطبيبة ؟ أين أنت أيها المحامي وأيتها المحامية ؟ أين أنت أيها المهندس وأيتها المهندسة ؟ أين انتم يا رجال الأعمال مِن تُجار ومُقاولين ؟ شعبنا يموت جوعاً ونحن مستمرين في تكديس الأموال وبناء العمارات والمجمعات !! هل تعرفون أحبتي بماذا يصف إمامنا علي عليه السلام من هم في مثل حالنا لا همَّ لهم غير إشباع بطونهم ؟ لنستمع معاً الى كلماتهِ علّنا نتذكر أو نخشى .. يقول عليه السلام : " فما خُلقتُ ليشغلني أكل الطيبات ، كالبهائم المربوطة همّها علفها ! " نعم يا أخوتي ان لخلقنا هدفٌ أسمى وأغلى ، كما ان الأموال التي رزقنا إياها رب العزة ليست لأن لنا مقاماً وحظوةً عنده أكثر من غيرنا ! بل لأنه سبحانه يريد ان يختبرنا بها ويبتلينا فهل سنكون من الناجحين في هذا الاختبار كما نحن ناجحين في حياتنا الفانية ؟ الى متى يبقى الأغنياء من المثقفين و ( المُوالين ) في سباتهم ؟ الى متى تبقى ضمائرنا نائمة ؟ ألم يأتي الأوان لهذه الضمائر أن تصحو ؟ أدعو الله ان تنفع هذه الكلمات في إحياء تلك الضمائر وإرجاعها الى جادة الصواب لينتفض أصحابها فيبحثوا عن فقراء البلد وينتشلوهم من مآسيهم وآلامهم التي ما حلّت بهم إلا بسبب غفلة الأغنياء عنهم وكما يقول الإمام علي عليه السلام " ان الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء ، فما جاع فقير إلا بما مَنَع غني " ، ولكن هيهات لنا أن نبقى بمنعنا وغفلتنا ! فهذه كلمات الله سبحانه وتعالى تصدح وتتوعد بالعذاب الأخروي نتيجة عدم الإحساس بالمسؤولية الكبرى تجاه الفقراء والمحتاجين إذ يقول عز وجل في سورة التوبة " والذين يكنزون الذهبَ والفضةَ ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذابٍ أليم ، يومَ يُحمى عليها في نارِ جهنمَ فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون "
كتب هذا نص في تاريخ 🍀..
١٤تشرين الثاني ٢٠١٤...