ظلام دامس يحيط بي ، وقد خيم الحزن علي ، لقد بدأت اتسائل في داخلي ، لماذا انا هنا؟ هذا المكان لا يناسبني ، أنه ليس ذلك المنزل الذي عهدته ، أشعر بأنني لا انتمي الى هذا المكان .
احساس الغربة قد أثقل كاهلي ، لما لا أشعر بأنني في منزلي؟ لماذا اشعر بالوحدة أشعر بالنقص الشديد في غيابها ، لما رحلت وتركتني وحيدة ؟!
اتذكر ذلك اليوم وكأنه حدث بالامس انا اتذكر عندما رأيتها متجهة نحو باب المنزل ، لحقتها وطلبت منها إلا تفارقني فأنا احتاجها !
مسحت بكفيها على وجنتيّ بخفة وقالت أنها ستعود ، ولكنها لم تعد ذهبت وكنت انتظرها ،حتى أتى ذلك اليوم المشؤوم، نعم اتذكر هذا اليوم جيدا، اليوم الذي فقدت سبب سعادتي ،ملاذي ، ومأواي ، استيقظت على أصوات صراخ يلعو في المنزل، بدأت اسأل عن سبب هذا الصراخ ،لماذا يصرخون هكذا ماذا حدث؟! أناس لا اعرفهم بدأوا بإحتضاني وعيونهم تذرف الدموع ،لم افهم لماذا يبكون أو لقد أجبرت نفسي على عدم الفهم ، سمعتهم ينادون بإسمها وهم يصرخون
ماذا ما الذي يحدث ماذا حدث لامي ؟!
كررت هذا السؤال مرارا وتكرارا ، ولم أجد غير الصراخ والبكاء .
لقد صُدمت من ردّ فعلهم حتى دخل ابي والدموع تنهمر من عينيه كالسيل
ابي ماذا حدث لماذا تبكي لم تصب امي بأي مكروه صحيح ، اليوم موعد خروجها ، لماذا لم تدخل حتى الآن ؟ انا مشتاقه إليها ومتلهفة إلى رؤيتها من جديد
احتضنني وقال لي امك قد وافاها الأجلُ !
نعم لقد قال هذه الجملة التي نزلت عليا كالصاعقة، ولكنني لم استطع البكاء ! لا اعرف لماذا ولكن دموعي أبت أن تنهمر ،لازالت هذه الدموع تحرقني، محبوسة في ثنايا روحي، الشعور بالألم بدأ يتضاعف في داخلي ، مالذي يحدث لي ؟ هل أخطأت عندما لم أبكي ، لماذا هذا العبئ الثقيل على كاهلي !
_سـارة السـوقـي