📚شطر من نور📚
الفصل ( التاسع والخمسون )
⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐
قناتنا على التلجرام ...
https://t.me/stories_Encyclopedia
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- إذًا .. هذهِ هي أنتِ .. لم أتوقع أن تكوني قبيحةً عن قربٍ هكذا.
نطقت امرأةٌ عشرينيةُ المظهر بتلك الجملة و هي واقفةٌ تتأمل ڨيا بأعين مفترسٍ فاحصةً إياها من أعلى رأسها و حتى أخمص قدميها، بدأ تحديقها الذي دام لعدة دقائق يزعج هذه الواقفة كثيرًا.
زفرت ڨيا الهواء الموجود في رئتيها ثم تحدثت بتذمرٍ تعمدت أن يكون واضحًا في نبرة صوتها : عفوًا لكن إن لم يكن هناك ما أقوم بهِ فأنا أريد المغادرة.
قهقهت هذه الواقفة قليلًا ثم سارت حتى جلست وراء المكتب الذي كُتِب عليه اسم المدير دالفون رابانس، عبثت ببعض الأوراق المتناثرة عليه حتى أمسكت ورقةً و أخذت تقرأ ما فيها بتأنٍ بينما تتكلم بنبرةٍ اكتنزت بعضًا من الخبث الدفين : يبدو أن ما سمعتهُ عنكِ صحيحٌ تمامًا .. إذًا هل تتوقعين النجاة بأفعال البارحة بسهولةٍ هكذا؟
رمقتها ڨيا ببعض النظرات المستفزة و المحشوة بالبرودة لتبدو و كأنها أنها لم تفعل أي شيء، صرّحت بما فكرت فيه بينما تحاول تهذيب كلماتها كي تستحوذ على النصر : هِلاني صحيح؟ يبدو أن ما سمعتهُ عن كونكِ مزعجةً صحيحٌ أيضًا لكن مع الأسف أنتِ مخطئة .. لم أكن أنا من كان على وشك سكب ماءٍ مغليٍ على أحدهم.
ألقت هِلاني بالورقة على المكتب بلا مبالاة حيث كانت تحمل صورةً لڨيا مع بعض البيانات الأساسية عنها، تابعت حديثها بعد أن رفعت رأسها الحامل لتلك الابتسامة الماكرة : فعلًا؟ يالكِ من مسكينة، كنت سأشعر بالأسى عليكِ .. لكن لربما كان بإمكان ذلك الماء المغلي تغيير هذا اللون المقزز قليلًا؟!
ثارت براكين الجنون داخل عقل ڨيا بتلك الجملة و كان ذلك شيئًا لم تتوقعه إلا أنها حاولت ضبط أعصابها بأكبر قدرٍ ممكنٍ كي لا تنال الانتصار الذي تطمح إليه، نظرت إلى الأرضيةِ للحظةٍ و هي تخبر نفسها بأن هذهِ ليست أول مرةٍ تتعرض فيها لهذا النوع من الكلام و أن بإمكانها الرد عليها .. في الواقع هي تحمست لتمسح أرضية المكان بكرامة هذه القابعة خلف المكتب حتى و إن كان ذلك بمجرد كلماتٍ بسيطة.
بعد عدةِ ثوانٍ حشدت أثناءها أفكارها نبست ڨيا مع ابتسامةٍ وضعت فيها كل قدرتها على الاستفزاز : لربما عقولكم تحتاج إلى هذا الماء المغلي أولًا، فكما تعلمين من يمتلكون أفكارًا عن كونهم الأفضل هم أكثر خطرًا من مجرد أشخاصٍ طبيعين لديهم بشرة سمراء.
- أرى أنكِ سليطة اللسان أيضًا.
تمتمت هِلاني بعد أن عاودت النهوض مرةً أخرى فردت عليها ڨيا مباشرة : أعتقد أنني أرد بطريقتكِ، هل من مشكلةٍ في هذا؟
أحست بأن هذا سيتسبب بطردها حقًا و قد كانت تخشى ذلك في البداية لكنها باتت مهتمةً بحشر الماثلة أمامها في مكانٍ ما و إيساعها ضربًا بهراوةٍ مغطاةٍ بالمسامير، لقد بالغ خيالها كالعادة لكن ذلك فعلًا يخفف من رغبتها في تسديد لكمةٍ إلى رأسها الحامل لذلك الدماغ الأبله.
تساءلت عن ما سيفعله وايت في هذهِ اللحظة، لربما هو سيدافع عنها كما حصل البارحة .. لكن ليس لأنه يهتم لأمرها أو أي شيءٍ من هذا القبيل بل لأنها في جانب الصواب عن طريق الصدفة .. أو على الأقل هذا ما اعتقده عقلها خلال تلك الدقائق القليلة التي حل فيها الصمت بينهما.
- أين هو؟
حملقت فيها بأعينٍ سوداء مخيفة حملت نظرةً شيطانيةً كانت لتفزع أحدهم من تلك المسافة إلا أن فولڨيا قد تجلّدت أمام هذه المختلة و نطقت مدعيةً البلاهة : من تقصدين؟ السيد والكر؟
اعتدلت هِلاني في وقفتها أمامها ثم عقدت يديها و هي تحمل نظرة ثقةٍ على وجهها بينما تحدثها : كنت محقةً عندما ظننت أن جلبَكِ إلى هنا سيكون مسليًا .. و نعم كنت أقصد السيد والكر .. من الواضح أنه متغيبٌ فأنتِ لا تملكين ما تفعلينه.
أطلقت ضحكةَ سخريةٍ ثم تخطت فولڨيا لتسير إلى الكراسي خلفها و تنطق بنبرةٍ مبتذلةٍ مع مشاعرها العجيبة : أعتقد أنني سأذهب لزيارته، لم أرَ عزيزيَ الفاتن منذ أربعة أيام.
التفتت ڨيا إليها ثم سبقتها إلى الباب عندما أحست بأن مهمتها قد انتهت عند هذهِ النقطة، فتحت الباب ثم نظرت إليها ملقيةً بسهمها الأخير قائلةً : إن أردتِ نصيحتي فيستحسن أن تتوقفن عن التصرف كالعلكة العالقة في أسفل الحذاء، هذا يقززني فكيف بذلك المسكين الذي تحمل هراءكم كل ذلك الوقت؟
أنهت جملتها بابتسامةٍ بدت بريئةً و طبيعيةً على عكس كل سابقاتها ثم خرجت بعد أن تلذذت برؤيةِ وجه تلك الآنسة حيث تلوّن بألوان الانزعاج التي حاولت مواراتها بفشل.
هي قصدت كل كلمةٍ مما قالته سبقًا، من الواضح أنه لا يحب رؤيتهن و هن يحدقن بهِ هكذا .. لم تتوقع أن تقابل مجموعة حمقاء من النساء إلى هذا الحد، أليس لديهن ماء وجه لتحفظنه؟
الفصل ( التاسع والخمسون )
⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐
قناتنا على التلجرام ...
https://t.me/stories_Encyclopedia
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- إذًا .. هذهِ هي أنتِ .. لم أتوقع أن تكوني قبيحةً عن قربٍ هكذا.
نطقت امرأةٌ عشرينيةُ المظهر بتلك الجملة و هي واقفةٌ تتأمل ڨيا بأعين مفترسٍ فاحصةً إياها من أعلى رأسها و حتى أخمص قدميها، بدأ تحديقها الذي دام لعدة دقائق يزعج هذه الواقفة كثيرًا.
زفرت ڨيا الهواء الموجود في رئتيها ثم تحدثت بتذمرٍ تعمدت أن يكون واضحًا في نبرة صوتها : عفوًا لكن إن لم يكن هناك ما أقوم بهِ فأنا أريد المغادرة.
قهقهت هذه الواقفة قليلًا ثم سارت حتى جلست وراء المكتب الذي كُتِب عليه اسم المدير دالفون رابانس، عبثت ببعض الأوراق المتناثرة عليه حتى أمسكت ورقةً و أخذت تقرأ ما فيها بتأنٍ بينما تتكلم بنبرةٍ اكتنزت بعضًا من الخبث الدفين : يبدو أن ما سمعتهُ عنكِ صحيحٌ تمامًا .. إذًا هل تتوقعين النجاة بأفعال البارحة بسهولةٍ هكذا؟
رمقتها ڨيا ببعض النظرات المستفزة و المحشوة بالبرودة لتبدو و كأنها أنها لم تفعل أي شيء، صرّحت بما فكرت فيه بينما تحاول تهذيب كلماتها كي تستحوذ على النصر : هِلاني صحيح؟ يبدو أن ما سمعتهُ عن كونكِ مزعجةً صحيحٌ أيضًا لكن مع الأسف أنتِ مخطئة .. لم أكن أنا من كان على وشك سكب ماءٍ مغليٍ على أحدهم.
ألقت هِلاني بالورقة على المكتب بلا مبالاة حيث كانت تحمل صورةً لڨيا مع بعض البيانات الأساسية عنها، تابعت حديثها بعد أن رفعت رأسها الحامل لتلك الابتسامة الماكرة : فعلًا؟ يالكِ من مسكينة، كنت سأشعر بالأسى عليكِ .. لكن لربما كان بإمكان ذلك الماء المغلي تغيير هذا اللون المقزز قليلًا؟!
ثارت براكين الجنون داخل عقل ڨيا بتلك الجملة و كان ذلك شيئًا لم تتوقعه إلا أنها حاولت ضبط أعصابها بأكبر قدرٍ ممكنٍ كي لا تنال الانتصار الذي تطمح إليه، نظرت إلى الأرضيةِ للحظةٍ و هي تخبر نفسها بأن هذهِ ليست أول مرةٍ تتعرض فيها لهذا النوع من الكلام و أن بإمكانها الرد عليها .. في الواقع هي تحمست لتمسح أرضية المكان بكرامة هذه القابعة خلف المكتب حتى و إن كان ذلك بمجرد كلماتٍ بسيطة.
بعد عدةِ ثوانٍ حشدت أثناءها أفكارها نبست ڨيا مع ابتسامةٍ وضعت فيها كل قدرتها على الاستفزاز : لربما عقولكم تحتاج إلى هذا الماء المغلي أولًا، فكما تعلمين من يمتلكون أفكارًا عن كونهم الأفضل هم أكثر خطرًا من مجرد أشخاصٍ طبيعين لديهم بشرة سمراء.
- أرى أنكِ سليطة اللسان أيضًا.
تمتمت هِلاني بعد أن عاودت النهوض مرةً أخرى فردت عليها ڨيا مباشرة : أعتقد أنني أرد بطريقتكِ، هل من مشكلةٍ في هذا؟
أحست بأن هذا سيتسبب بطردها حقًا و قد كانت تخشى ذلك في البداية لكنها باتت مهتمةً بحشر الماثلة أمامها في مكانٍ ما و إيساعها ضربًا بهراوةٍ مغطاةٍ بالمسامير، لقد بالغ خيالها كالعادة لكن ذلك فعلًا يخفف من رغبتها في تسديد لكمةٍ إلى رأسها الحامل لذلك الدماغ الأبله.
تساءلت عن ما سيفعله وايت في هذهِ اللحظة، لربما هو سيدافع عنها كما حصل البارحة .. لكن ليس لأنه يهتم لأمرها أو أي شيءٍ من هذا القبيل بل لأنها في جانب الصواب عن طريق الصدفة .. أو على الأقل هذا ما اعتقده عقلها خلال تلك الدقائق القليلة التي حل فيها الصمت بينهما.
- أين هو؟
حملقت فيها بأعينٍ سوداء مخيفة حملت نظرةً شيطانيةً كانت لتفزع أحدهم من تلك المسافة إلا أن فولڨيا قد تجلّدت أمام هذه المختلة و نطقت مدعيةً البلاهة : من تقصدين؟ السيد والكر؟
اعتدلت هِلاني في وقفتها أمامها ثم عقدت يديها و هي تحمل نظرة ثقةٍ على وجهها بينما تحدثها : كنت محقةً عندما ظننت أن جلبَكِ إلى هنا سيكون مسليًا .. و نعم كنت أقصد السيد والكر .. من الواضح أنه متغيبٌ فأنتِ لا تملكين ما تفعلينه.
أطلقت ضحكةَ سخريةٍ ثم تخطت فولڨيا لتسير إلى الكراسي خلفها و تنطق بنبرةٍ مبتذلةٍ مع مشاعرها العجيبة : أعتقد أنني سأذهب لزيارته، لم أرَ عزيزيَ الفاتن منذ أربعة أيام.
التفتت ڨيا إليها ثم سبقتها إلى الباب عندما أحست بأن مهمتها قد انتهت عند هذهِ النقطة، فتحت الباب ثم نظرت إليها ملقيةً بسهمها الأخير قائلةً : إن أردتِ نصيحتي فيستحسن أن تتوقفن عن التصرف كالعلكة العالقة في أسفل الحذاء، هذا يقززني فكيف بذلك المسكين الذي تحمل هراءكم كل ذلك الوقت؟
أنهت جملتها بابتسامةٍ بدت بريئةً و طبيعيةً على عكس كل سابقاتها ثم خرجت بعد أن تلذذت برؤيةِ وجه تلك الآنسة حيث تلوّن بألوان الانزعاج التي حاولت مواراتها بفشل.
هي قصدت كل كلمةٍ مما قالته سبقًا، من الواضح أنه لا يحب رؤيتهن و هن يحدقن بهِ هكذا .. لم تتوقع أن تقابل مجموعة حمقاء من النساء إلى هذا الحد، أليس لديهن ماء وجه لتحفظنه؟