استقام متوجهًا نحو حقيبتهِ التي كانت موجودةً في غرفة برايلين بينما تحسس الآخر عنقهُ متذكرًا ما حدث، هل تعرض للأذى من أجل أحدهم؟ منذ متى و هو يفعل ذلك على أية حال؟
عاد وايت بعد ثوانٍ و هو يحملها ثم وقف بالقرب منه، باشر في إخراج ما يحتاجه منها، أثناء فعله لذلك وقعت عيناه مصادفةً على الصورةِ التي كان يحملها.
شرع يقوم بعملهِ المتمثل في دهن عنقه بمرهمٍ خاصٍ بينما يحدثه : تلك الصورة، إنها تلك التي التقطتها معها البارحة؟
هز رأسه مبينًا صحةَ ما قاله و سحبها من على الطاولة بعد أن رماها قبل بضع دقائق ثم رفعها إلى مستوى بصره، بدت تلك الصورة كما لو أنها تشع لطافةً و بهجةً في الآن ذاته .. دفعته إلى الابتسام بشكلٍ تلقائي ففهم ما جال في بال صاحبه عندما كان يطيل النظر إليها.
تمتم وايت دون تركيزٍ و هو يسحب الضمادات كي ينهيَ بها مهمته : إنها تبدو جميلةً حقًا.
رد عليهِ بريلين ببعض السخرية المريرة بعد أن طعنتهُ حقيقةُ كونها غير قادرةٍ على إبصار أي شيءٍ من هذا العالم : ليتها ترى هذا الجمال.
تذكر وايت ما قاله برايلين عنها آن ذاك، ضريرةٌ منذ أن ولدت .. مجرد التفكير في الأمر جعل جسدهُ يقشعر لوهلة، لم يسبق له و أن فكر في حجم الصعوبات التي يمكن لشخصٍ مثلها أن يعاني منها .. لابد أن الاعتناء بها يحتاج قوةً عظيمة، هل كانت لورين بهذه القوة يا ترى رغم كل ما يصيبها من قبل طليقها؟
- هل وجدت حلًا؟ لفظ برايلين فجأةً مما جعل وايت يجفل للحظة.
كان قلقًا بشأنه فالبقاء مشتتًا لم يكن من عادات وايت على الإطلاق .. هو يفهم مشاعر البشر لكن ماذا عن نفسه؟
صحيحٌ أن برايلين عاجزٌ عن فهمه على الدوام إلا أنه يبذل مجهوده في الوقت الحاضر، فكر بشيءٍ غريبٍ فنطق بهدوء : ما رأيك بأن تسألها؟
بعد سؤالهِ مباشرةً شعر بأن تلك الضمادات التي تُلَف حول عنقه قد ضاقت فجأةً، تمتم وايت بنظرةٍ مخيفة إلا أنها أضحكت برايلين أثناء حديثه : جرب أن تقول ذلك مرةً أخرى فقط، لمَ قررت مناقشتك حتى؟
عدّل الضمادات كي يتكلم برايلين بانزعاجٍ طفيفٍ لعدم فهمه سبب تصرف وايت السابق : لمَ أنت غاضب؟ اسألها إن كانت معجبةً بك كما أنت معجبٌ بها.
- تبًا لك، لا تقلها بهذا الشكل!
زجره وايت بوجنتين قد توردتا بشكلٍ تلقائي، لمَ استشار هذا الجاهل من الأساس؟ لكن كلمة معجب قد تصف وضعه الحالي .. لعنهُ مرةً أخرى بينما بقيَ برايلين صامتًا يراقب انفعالات ملامحه المضحكة.
أنهى عملهُ أخيرًا ثم تمتم باستياءٍ تحت أنظار برايلين الساخرة من حاله : لمَ اخترت أفشل شخصٍ في التعامل مع مشاعر أحدهم؟
هزّ برايلين كتفيه كإجابةٍ على سؤالهِ ثم همّ لينطق إلا أن ذبذبات صوت الجرس كانت قد سبقت صوته في الانتشار.
تبدل حالهما في لحظة ثم نظر كل واحدٍ منهما نحو الآخر و هما يحملان نظرات الذهول و الدهشة، من قد يأتي في مثل هذا الوقت دون موعدٍ مسبق؟
___
- لمَ المكانُ بعيدٌ هكذا؟
تمتمت ڨيا بتلك الجملة و هي تتأمل الطرقات من خلال نافذة عربةِ الأجرةِ التي استقلتها بعد أن نزلت من محطة القطار آنفًا.
طلبت من السائق أن يدعها تنزل فورما لمحت عنوان الحي الذي دوّنته الممرضة جليندا على الورقة التي أحكمت قبضتها عليها خوفًا من أن تطير بفعل أي شيءٍ غير متوقع.
بعد أن قدمت للرجل مستحقاته غادر مبتعدًا و هو يمسح يدهُ في ملابسه حيث احتكّت يده عن طريق الصدفة بيدها، كان ذلك وقحًا حتى أنها أرادت صفعه على ذلك الفعل المتخلف.
سحبت بعض الهواء لتعيد الاستقرار إلى نفسها ثم همست محدثةً نفسها : سترينهُ بعد قليلٍ لذلك لا بأس.
لمَ أمْنَت نفسها بأنها ستراه؟ كان بإمكانها القول بأنها ستُلقّن هِلاني و جماعته درسًا لن ينسوه .. هذا غريب.
التفتت للحظةٍ فوجدت مخبزًا كان موجودًا بالقرب من لافتة عنوان الحي، لاحظت باقة وردٍ ملفتةً للانتباه قد توسطت واجهته.
احتوت تلك الباقة على زهور فريزيا البيضاء التي تمازجت مع ورود تيفاني ذات اللون المائل للبرتقالي و الزهور المخملية المصبوغة باللون الليموني الآسر.
بالإضافة إلى كل ذلك فقد توزعت بعض الأعشاب البرية و الزهور ذات الحجم الصغير في الفراغات بينها جاعلةً منها لوحةً ساحرةً للألباب.
توسدت تلك الباقة بطاقةٌ ذات حجمٍ متوسط كتب عليها بحروفٍ منمقة :
" ما ذبُل على يدي إنسانٍ سيُزهر على يدي إنسانٍ آخر .. لا تحزن "
ابتسمت لوهلةٍ دون أن تفهم سبب ذلك، هل تذكرت قبل لحظةٍ كل ما حاول الآخرون صنعه بها؟ و كيف أنها رغم أنوفهم تستمر في النهوض و البقاء؟
أكانت تلك إشارةً من نوعٍ ما لتساعدها على فك شفرةِ ما تشعر بهِ عندما تفكر بأمر وايت، هل ستزهر على يديهِ أم أنها محض خيالاتٍ جامحةٍ لا أساس لها؟
لم تكن في حاجةٍ لمن يجعلها تزهر، لكن وجود شخصٍ يدعمك على الدوام سيكون أمرًا مثيرًا بالنسبة لها .. أرادت لذلك أن يتحقق في بعض الأحيان و لكن مع الشخص الصحيح.
عاد وايت بعد ثوانٍ و هو يحملها ثم وقف بالقرب منه، باشر في إخراج ما يحتاجه منها، أثناء فعله لذلك وقعت عيناه مصادفةً على الصورةِ التي كان يحملها.
شرع يقوم بعملهِ المتمثل في دهن عنقه بمرهمٍ خاصٍ بينما يحدثه : تلك الصورة، إنها تلك التي التقطتها معها البارحة؟
هز رأسه مبينًا صحةَ ما قاله و سحبها من على الطاولة بعد أن رماها قبل بضع دقائق ثم رفعها إلى مستوى بصره، بدت تلك الصورة كما لو أنها تشع لطافةً و بهجةً في الآن ذاته .. دفعته إلى الابتسام بشكلٍ تلقائي ففهم ما جال في بال صاحبه عندما كان يطيل النظر إليها.
تمتم وايت دون تركيزٍ و هو يسحب الضمادات كي ينهيَ بها مهمته : إنها تبدو جميلةً حقًا.
رد عليهِ بريلين ببعض السخرية المريرة بعد أن طعنتهُ حقيقةُ كونها غير قادرةٍ على إبصار أي شيءٍ من هذا العالم : ليتها ترى هذا الجمال.
تذكر وايت ما قاله برايلين عنها آن ذاك، ضريرةٌ منذ أن ولدت .. مجرد التفكير في الأمر جعل جسدهُ يقشعر لوهلة، لم يسبق له و أن فكر في حجم الصعوبات التي يمكن لشخصٍ مثلها أن يعاني منها .. لابد أن الاعتناء بها يحتاج قوةً عظيمة، هل كانت لورين بهذه القوة يا ترى رغم كل ما يصيبها من قبل طليقها؟
- هل وجدت حلًا؟ لفظ برايلين فجأةً مما جعل وايت يجفل للحظة.
كان قلقًا بشأنه فالبقاء مشتتًا لم يكن من عادات وايت على الإطلاق .. هو يفهم مشاعر البشر لكن ماذا عن نفسه؟
صحيحٌ أن برايلين عاجزٌ عن فهمه على الدوام إلا أنه يبذل مجهوده في الوقت الحاضر، فكر بشيءٍ غريبٍ فنطق بهدوء : ما رأيك بأن تسألها؟
بعد سؤالهِ مباشرةً شعر بأن تلك الضمادات التي تُلَف حول عنقه قد ضاقت فجأةً، تمتم وايت بنظرةٍ مخيفة إلا أنها أضحكت برايلين أثناء حديثه : جرب أن تقول ذلك مرةً أخرى فقط، لمَ قررت مناقشتك حتى؟
عدّل الضمادات كي يتكلم برايلين بانزعاجٍ طفيفٍ لعدم فهمه سبب تصرف وايت السابق : لمَ أنت غاضب؟ اسألها إن كانت معجبةً بك كما أنت معجبٌ بها.
- تبًا لك، لا تقلها بهذا الشكل!
زجره وايت بوجنتين قد توردتا بشكلٍ تلقائي، لمَ استشار هذا الجاهل من الأساس؟ لكن كلمة معجب قد تصف وضعه الحالي .. لعنهُ مرةً أخرى بينما بقيَ برايلين صامتًا يراقب انفعالات ملامحه المضحكة.
أنهى عملهُ أخيرًا ثم تمتم باستياءٍ تحت أنظار برايلين الساخرة من حاله : لمَ اخترت أفشل شخصٍ في التعامل مع مشاعر أحدهم؟
هزّ برايلين كتفيه كإجابةٍ على سؤالهِ ثم همّ لينطق إلا أن ذبذبات صوت الجرس كانت قد سبقت صوته في الانتشار.
تبدل حالهما في لحظة ثم نظر كل واحدٍ منهما نحو الآخر و هما يحملان نظرات الذهول و الدهشة، من قد يأتي في مثل هذا الوقت دون موعدٍ مسبق؟
___
- لمَ المكانُ بعيدٌ هكذا؟
تمتمت ڨيا بتلك الجملة و هي تتأمل الطرقات من خلال نافذة عربةِ الأجرةِ التي استقلتها بعد أن نزلت من محطة القطار آنفًا.
طلبت من السائق أن يدعها تنزل فورما لمحت عنوان الحي الذي دوّنته الممرضة جليندا على الورقة التي أحكمت قبضتها عليها خوفًا من أن تطير بفعل أي شيءٍ غير متوقع.
بعد أن قدمت للرجل مستحقاته غادر مبتعدًا و هو يمسح يدهُ في ملابسه حيث احتكّت يده عن طريق الصدفة بيدها، كان ذلك وقحًا حتى أنها أرادت صفعه على ذلك الفعل المتخلف.
سحبت بعض الهواء لتعيد الاستقرار إلى نفسها ثم همست محدثةً نفسها : سترينهُ بعد قليلٍ لذلك لا بأس.
لمَ أمْنَت نفسها بأنها ستراه؟ كان بإمكانها القول بأنها ستُلقّن هِلاني و جماعته درسًا لن ينسوه .. هذا غريب.
التفتت للحظةٍ فوجدت مخبزًا كان موجودًا بالقرب من لافتة عنوان الحي، لاحظت باقة وردٍ ملفتةً للانتباه قد توسطت واجهته.
احتوت تلك الباقة على زهور فريزيا البيضاء التي تمازجت مع ورود تيفاني ذات اللون المائل للبرتقالي و الزهور المخملية المصبوغة باللون الليموني الآسر.
بالإضافة إلى كل ذلك فقد توزعت بعض الأعشاب البرية و الزهور ذات الحجم الصغير في الفراغات بينها جاعلةً منها لوحةً ساحرةً للألباب.
توسدت تلك الباقة بطاقةٌ ذات حجمٍ متوسط كتب عليها بحروفٍ منمقة :
" ما ذبُل على يدي إنسانٍ سيُزهر على يدي إنسانٍ آخر .. لا تحزن "
ابتسمت لوهلةٍ دون أن تفهم سبب ذلك، هل تذكرت قبل لحظةٍ كل ما حاول الآخرون صنعه بها؟ و كيف أنها رغم أنوفهم تستمر في النهوض و البقاء؟
أكانت تلك إشارةً من نوعٍ ما لتساعدها على فك شفرةِ ما تشعر بهِ عندما تفكر بأمر وايت، هل ستزهر على يديهِ أم أنها محض خيالاتٍ جامحةٍ لا أساس لها؟
لم تكن في حاجةٍ لمن يجعلها تزهر، لكن وجود شخصٍ يدعمك على الدوام سيكون أمرًا مثيرًا بالنسبة لها .. أرادت لذلك أن يتحقق في بعض الأحيان و لكن مع الشخص الصحيح.