١٨ أغسطس..
تمام الثالثة صباحا هنا الكلاكلة (أُم الدنيا)..
رائحة البمبان ما زالت عالقة بأنفي، نِمتُ لساعة تقريباً.. في الحقيقة غفوت غفوت لاستعيد ذكرى تسعة أشهر متتالية من الحُرية و السلام و العدالة.. لاستعيد ذكرى الشوارع المُربي الفاضل الأول، ذكرى الشوارع الأُم العطوف و هي تحتضنُ في جوفها دماء الأبطال لتتمخض عن ألف بطل. نزيهةٌ ومُبدعة هي الشوارع لا تخون تُعلمنا أن نكون أو نكون أو نكون.
دخان اللساتك و قرع الطبول، أصوات مُحركات التاتشرات و سياط العساكر و الزنازين و السجون، وسلاح يقعقر و رصاصاتٌ طائشة وأُخرى قد وجهت لتسُلكَ طريقها إلي جسدٍ هزيل ليس لأُمه غيره و لكن الجنة تُحبه. و رائحة البمبان ما زالت عالقة بأنفي..
ألم أخبركم من قبل أن سماء الخرطوم تضحك ملئَ فِيها عند سماع الهتافِ و يرقص النيل طرباً لصوت تصفيقِ الثوار (سلمية .. سلمية) (حُرية .. حُرية) و زغاريد الكنداكات.. ؟؟! ألم أُحدثكم يوماً عن حال الخرطومِ عند سماع أول هاتف (حُرية سلام و عدالة) و هو يزلزل الأُفق و يعلو الفضاء و يُدخل المَسرة في قلوب بائعات الشاي و أقمار الضواحي. ألم أحدثكم عن حال الخرطوم..؟؟
قلتُ ل"ملاذ" أننا اليوم لابُد لنا أن نُدرك الموكب في(العربي) لنعيد أيامنا التي حييناها.. كانت تلك أيامٌ شَعرنا فيها و لأول مرة وبعد ٢٠ عام من العيش على وجه البسيطة أننا أحياء لا ميتين..!! أننا أحرار لا مستعبدين و أننا نقتلعُه الظلمَ من جزورهِ و إن إستفحلت، من وتدهِ حتى نتعجبُ من أنفسنا و يستعجبُ الظالمون..!!
لا رغبةَ لي في سرد التفاصيلِ الممتعةِ لتسعة أشهر، و لكن ما يجدر بي ذكره أنني كُنت حية أرزق طوال تلك التسعة و كنت أمتلك حين ذاك وطن كبير و أصدقاء رائعين و كانت لي (مُنى) و مكسب حقيقي و للأبد و الآن أرغب في أن أحيى مجدداً و لكن لا أُمانع إذا جاء (عزرائيل) يعرضُ عليّ أمراً كان مفعولاً.. كتبتها مرة دون إستعداد كتبتها أنني "ما زلتُ هنا انتظر زيارة عزرائيل.." أنا الآن لستُ مستعدة تماماً ولكنيِ أُحب الله كثيراً و على يقين أكبر بأن ما عندهُ خيرٌ و باق..
أنا ما زالت رائحة البمبان عالقة بأنفي..🇸🇩✨
#مي_عباس
تمام الثالثة صباحا هنا الكلاكلة (أُم الدنيا)..
رائحة البمبان ما زالت عالقة بأنفي، نِمتُ لساعة تقريباً.. في الحقيقة غفوت غفوت لاستعيد ذكرى تسعة أشهر متتالية من الحُرية و السلام و العدالة.. لاستعيد ذكرى الشوارع المُربي الفاضل الأول، ذكرى الشوارع الأُم العطوف و هي تحتضنُ في جوفها دماء الأبطال لتتمخض عن ألف بطل. نزيهةٌ ومُبدعة هي الشوارع لا تخون تُعلمنا أن نكون أو نكون أو نكون.
دخان اللساتك و قرع الطبول، أصوات مُحركات التاتشرات و سياط العساكر و الزنازين و السجون، وسلاح يقعقر و رصاصاتٌ طائشة وأُخرى قد وجهت لتسُلكَ طريقها إلي جسدٍ هزيل ليس لأُمه غيره و لكن الجنة تُحبه. و رائحة البمبان ما زالت عالقة بأنفي..
ألم أخبركم من قبل أن سماء الخرطوم تضحك ملئَ فِيها عند سماع الهتافِ و يرقص النيل طرباً لصوت تصفيقِ الثوار (سلمية .. سلمية) (حُرية .. حُرية) و زغاريد الكنداكات.. ؟؟! ألم أُحدثكم يوماً عن حال الخرطومِ عند سماع أول هاتف (حُرية سلام و عدالة) و هو يزلزل الأُفق و يعلو الفضاء و يُدخل المَسرة في قلوب بائعات الشاي و أقمار الضواحي. ألم أحدثكم عن حال الخرطوم..؟؟
قلتُ ل"ملاذ" أننا اليوم لابُد لنا أن نُدرك الموكب في(العربي) لنعيد أيامنا التي حييناها.. كانت تلك أيامٌ شَعرنا فيها و لأول مرة وبعد ٢٠ عام من العيش على وجه البسيطة أننا أحياء لا ميتين..!! أننا أحرار لا مستعبدين و أننا نقتلعُه الظلمَ من جزورهِ و إن إستفحلت، من وتدهِ حتى نتعجبُ من أنفسنا و يستعجبُ الظالمون..!!
لا رغبةَ لي في سرد التفاصيلِ الممتعةِ لتسعة أشهر، و لكن ما يجدر بي ذكره أنني كُنت حية أرزق طوال تلك التسعة و كنت أمتلك حين ذاك وطن كبير و أصدقاء رائعين و كانت لي (مُنى) و مكسب حقيقي و للأبد و الآن أرغب في أن أحيى مجدداً و لكن لا أُمانع إذا جاء (عزرائيل) يعرضُ عليّ أمراً كان مفعولاً.. كتبتها مرة دون إستعداد كتبتها أنني "ما زلتُ هنا انتظر زيارة عزرائيل.." أنا الآن لستُ مستعدة تماماً ولكنيِ أُحب الله كثيراً و على يقين أكبر بأن ما عندهُ خيرٌ و باق..
أنا ما زالت رائحة البمبان عالقة بأنفي..🇸🇩✨
#مي_عباس