َ
💫 ( تكفيرُ = [ المشركين ] من أصل الدّين الذي لا يسعُ مسلماً جهله )
( يريدون أنْ يتحاكموا إلى الطّاغوت وقد أُمروا أنْ يكفروا به )
قال العلّامة بن القيّم :
من تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- فقد حكـّــم الطّاغوت وتحاكم إليه . [ إعلام الموقّعين ].
فالآيةُ محكمة في معناها وهي نصّ في أنّ الحكم بقوانين الجاهليّة من عمل الطّاغوت لقرينة السّياق وقرينة [ الـ ] الّتي هي للجنس من قوله ( الطّاغوت ) وقرينة عطف ( وقد أُمروا أن يكفروا به )
و الطّاغوت : إسمُ جنسٍ يدخل تحته أفرادٌ = ولذلكـ نُقل عن السّلف أقوالٌ في تعريفه اختلفت في اللّفظ واجتمعت في المعنى ، فقيل : الشّيطان ، وقيل : كعب بن الأشرف ، وقيل : الكاهن ، وإنّما كان تفسيرهم بحسب سياق الآيات وأسباب نزولها.
وعن جابر -رضي الله عنه- في هذه الآية قال :
كانت الطّواغيت الّتي يتحاكمون إليها في جـُـهينةَ واحدٌ ، وفي أسـْــلمَ واحدٌ ، وفي كلّ حيّ واحدٌ = كهّانٌ ينزل عليهم الشّيطانُ. [رواه البخاري ].
فكلّ مَن حكم بغير حكم الله فهو من جنس الطّاغوت الّذي لا يصحّ لأحد إيمانٌ إلّا بالكفر به = البراءةُ منه ومن أهله و بغضُه و بغضُ المتحاكمين له وتكفيرُه وتكفيرُهم معا.
وقال المشركون من المتهوِّكين المفلسين وأذنابِهم:
الكفرُ بالطّاغوت ليس معناه تكفيره ، أتكفِّرون اللّات والعزّى !!
النتيجة : = تكفيرُ الطّاغوت / المشركين ليس من صفة الكفر بالطّاغوت .
فقل يا أخي لطالب الحقّ منهم:
قد علمتَ أنّ لفظ الطّاغوت اسمُ جنسٍ دلّ على أكثر من اثنين / اثنتين : فكان منه ما هو جمادٌ كالأصنام ونحوها ومنه ما هو خلقٌ مكلّفون من إنسٍ وجنّ ممّن دعى النّاس إلى عبادته وزيّن لهم التّشريكـ كإبليسَ وفرعون ونحوهما
وقد علمت أنّ اسم الطّاغوت مشتقٌّ من الطّغيان وهو مجاوزة الحدّ ، والحدّ هاهنا هو الكفر، فالأصلُ فيه المكلّفون ممّن دعى إلى الشّركـ وعلى رأسهم الشّيطان ، فإنّه هو وحزبه من أبدع الأصنام والأوثان والجماد الّذي يـُـعبد من دون الله ، وليس الأصلُ فيه الجمادُ فهو كاسمه = لا يملكـ أن يجاوز الحدّ في الكفر
فجملة : [ الكفر بالطّاغوت ] مركّبة من معنيين :
الكفر : وهو الجحود والإنكار والإبطال
الطّاغوت : من تجاوز الحدّ في الكفر فدعى النّاس إلى التّشريكـ
= فجمع هذا التّركيبُ الإبطال والتّكفير معا
فالإنكارُ والإبطالُ ملازمٌ للطّواغيت من الأصنام والثّقلين معا جميعا
وأمـّـا التّكفير فملازمٌ للطّواغيت من الثّقلين دون الجماد الّذي لا يعقل ولا يوصف بكفر ولا إيمان
فإذا قلت إنّي كافرٌ بالطّاغوت اللّات = فقد أبطلت عبادتها أن تكون حقّا ولم ينصرف إليها وصف الكفر من قولكـ [ الطّاغوت ] لأنّها جماد لا تعقل
وإذا قلت أنا كافرٌ بالطّاغوت إبليسَ والكاهنِ والحاكمِ المغيّر لشرع الله = فقد أبطلت عبادتهم أنْ تكون حقّا ونسبتهم إلى أعلى درجات الكفر
فكيف تزعم أنّ الكفر بالطّاغوت ليس فيه إكفاره وأنت تصفه / تنسِبه إلى أعلى درجات الكفر قائلا : الطّاغوت !! ثم تنفي عنه الوصف في آن واحد [ ليس فيه تكفيره ] !!
وهل تتحقَّقُ صفة الكفر بطواغيت الحكم من رجل يرى أنّ هؤلاء الطّواغيت مسلمين !!
اللّهم إنّا نعوذ بكـ من التّردّي في دركات الرّدى ، ونسألكـ العفو والسّلامة والعافية
فاعلم يا أخي أنّ الكفر بهؤلاء الطّواغيت أعني بهم أولياءَ الشّيطان من حكّام هذا العصر لا يتحقّق إلاّ بإكفارهم / تكفيرِهم
فلا شكـّ في كفرهم أخزاهم الله [ طواغيت الحكم ] ولا شكـّ في كفر من لم يـُـكفّرهم [ لم يكفر بالطّاغوت ] وكفر من لم يكفّر من آمن بالطّاغوت [ لم يـُـكفّر المشركين ]
فتكفير هؤلاء المجرمين هو #عين_التّوحيد وحقيقة دعوة الأنبياء والمرسلين ( إذ قالوا لقومهم إنّا برآء منكم وممّا تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا العداوة والبغضاء أبدا حتّى تؤمنوا بالله وحده .. الآية
والحمد لله ربّ العالمين.
ِ