🔻
لحظات التلقي لحقائق القرآن في الليل الساكن ولحظات الخلوة للتدبر في ملكوت الرب سبحانه =
هي بصيرتك في زمن الفتن، هي وقودك للعمل في زمن الكسل، هي يقينك في زمن الشك.
ينتشر الظلم وترتفع الأسعار وينفض الناس عن الدين ولا يزال ذلك المثابر يسكب على قلبه من يقين الوحي ويغمس قلبه في نهر التدبر حتى يتصل بالسماء ويستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها.
يحسن الظن بربه ويشعر بلحظات من البرد والسلام في نار الفتن المشتعلة من حوله.
وهكذا كلما أصابته لفحة من نار الفتنة عاد إلى الوحي والكون ليطهر قلبه فيجدد العهد والميثاق ويمسك بعنان فرسه مرة أخرى بعد أن سقط اللجام من يده ويكمل السير في تلك المكاره التي تحيط بجنة الفردوس ويصبر لأنه يشعر بتلك المعية من مولاه وكأنه يراه.
يمضي متذكرا قول حبيبه صلى الله عليه وسلم (أوَّلُ من يدخلُ الجنَّةَ من خلقِ اللَّهِ الفقراءُ والمُهاجرونَ ، الَّذينَ تسدُّ بِهِمُ الثُّغورُ ، ويتَّقى بِهِمُ المَكارِهُ ، ويموتُ أحدُهُم وحاجتُهُ في صدرِهِ ، لا يَستطيعُ لَها قضاءً )
يمضي منتظرا للحظة دخوله مع أول زُمْرَةٍ تدخل الجنة، تلك الزمرة التي قال عنها خليله صلى الله عليه وسلم (إنهم المُهاجِرُونَ ، يَأْتُونَ يومَ القيامةِ إلى بابِ الجنةِ ، ويَسْتَفْتِحُونَ ، فيقولُ لهُمُ الخزنَةُ : أَوَقد حُوسِبْتُمْ ؟ فَيقولونَ : بِأَيِّ شيءٍ نُحاسَبُ ، وإِنَّما كانَتْ أَسْيافُنا على عَوَاتِقِنا في سبيلِ اللهِ حتى مِتْنا على ذلكَ ؟)
أحمد عبد المنعم