يصبحُ الإنسان حُراً حين يتصالح مع مخاوفهِ وندوبه .. يشيرُ إليها بمُنتهى الشفافيِّة دون الإختِباء في الزاويِة .. دون أن يلبِس مقاساً أكبرأ ليُخبأ بطنه .. أو يحشُر قدمهُ في حذاءٍ أصغر .. أو يُخفي حبوب وجههِ .. أو يتكلَّم بصوتٍ مُرتفع حتى لو أنهُ مازال يتلعثم .. أن يركُض وقدمهُ تعرج .. أن يحاول مُجدداً بعد كلِّ فشل .. حين يقول أنهُ لا يعلم عندما لا يعلم .. ولا يخجل من جهلهِ - الخجلُ الواعي - حين يقول لم أُجرِّب .. ولم أتصرف .. ولم أفعل .. ولم يُسعفنِي الحظ .. ببساطة هكذا يتعايش مع نُقصانهِ كونهُ إنساناً وليس ربًّ .. إنسانٌ مثل كلِّ البشر والفرق عنهُم أنهُ إعترف بنقصهِ وبشريتهِ .. يصطحبُ أخطاءهُ وندوبه إلى الشارع .. يتنزهُ معها ويعرضُها للشمس .. هكذا بِبساطة .. يصبحُ حُرّاً من تجاوز الناس وفاز بنفسهِ .. يقف ويقول .. أنا صنيعةُ كل هذا .. أنا مُمتن لندوبِي وأخطائِي🖤!.
12:54
12:54