وأكثر النّاس يخطئون في هذا الشّأن، فتجدُهم لا يعرفون أحدًا حتّى يجعلوه مستودَع أسرارهم، ومرجع أخبارهم، ثمَّ يتوهّم أحدهم في نفسه علاقة متينة بمن لا يرى بينهما هذه العلاقة، فيظلّ متوهّمًا تلك العلاقة المتخيَّلة، حتّى إذا عامله ذلك الشَّخص يومًا، معاملة من ليس بصديقٍ في الحقيقة، أوسع الدّهر سبًّا، وقذف الدّنيا بالخيانة، ولم يكن ما كان إلّا بالوهم الذي استنام إليه غافلًا عن الحقيقة.
لا أنفي خيانة بعض الأصدقاء، ولا أُبرئ بعضهم من الارتداد على أعقابهم أعداءً مناوئين، خاذلين للعهد والذّمّة غبر مبالين، ولكنّ هذا نادر الوقوع إن عرفنا من نصادق، وكيف نصادق، وإذا فرّقنا بين شخصٍ نصادقُه لجميع الحياة، وبين إنسانٍ نعرفُه في بعض دروب الحياة.
لا أنفي خيانة بعض الأصدقاء، ولا أُبرئ بعضهم من الارتداد على أعقابهم أعداءً مناوئين، خاذلين للعهد والذّمّة غبر مبالين، ولكنّ هذا نادر الوقوع إن عرفنا من نصادق، وكيف نصادق، وإذا فرّقنا بين شخصٍ نصادقُه لجميع الحياة، وبين إنسانٍ نعرفُه في بعض دروب الحياة.