دروس من هدي القرآن الكريم
🔹من نحن ومن هم🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ شهر شوال 1422هـ | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
لكن ما هو غائب في الساحة هو هذا: أننا لا نعرف من نحن، ولا نعرف من هم، من هـم أولئك الذين ينادون بالتعليم: تعلموا، تتعلم المرأة، يريدون للمرأة أن تصبح وسيلة لإفساد الرجل، إضافةً إلى كونها وسيلة لإفساد أبنائها، امرأة تظهر وهي تلهث وراء أن تقلد كل مظهر مهما كان منحطاً، يأتي من جانب أولئك، لأنها ستتعلم بالشكل الذي تصبح فيه تكبّر أولئك، وتعظم أولئك، وتنبهر بهم، أي امرأة تراها تقلدها، تقص شعرها تقص شعرها، تطول أظافيرها تطول أظافيرها، تتبرج، تتبرج مثلهـا، هـذا هـو مـا يحصـل فعلاً!
وليست المسألة فقط هي قضية مناهج علمية، المرأة تتلقـى التعليـم مـن مختلـف الجهـات، مـن وسائـل الإعلام، عن طريق المسلسلات، يترسخ في ذهنيتها الإعجاب بمظهر معين، متى ما أرادت أن ترفع نفسها نحو أن تشعر بأنها تريد أن تتحضر، أو أنها أصبحت متحضـرة، يعنـي أن تكـون علـى هـذا النحـو الـذي شاهدت عليه الممثلة الفلانية، أو المغنية الفلانية، أو الراقصة الفلانية، التي أصبحت تعجب بمظهرها.
ألم تصبح النساء في بلادنا يتسابقن على تسمية البنات بأسماء الممثلات؟ يحصل هذا بل أصبحت بعض النساء يسمين بناتهن باسم المرأة اليمنية التي تخرج في برنامج [المضمار].
إذاً ألسنا في الواقع لا نعلم شيئاً {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً} (النحل78) لكن أراد أن نتعلم وأن نتعلم الكثير لكن على يده هو. نتعلم مِنْ على يد غيره سنصبح فعلاً لا نعلم شيئاً، ومتى فقدنا هويتنا وأصبحنا لا نعلم شيئاً من نحن ومن هم هو الكفيل بأن نفقد أيضاً حضارتنا، لأننا لن نصل إلى مستوى أن نكون أمة تنتج وتصنِّع وتزرع وتعلم كل شيء، والواقع يشهد بهذا.
قد يأتي طفرة أحياناً نريد أن نعمل شيئاً فنرسل طلاباً إلى الخارج، نرسلهم قبل أن نعرِّفهم من نحن ومن أولئك الذين سيذهبون إليهم، فيعودون بنظرة عكسية، حتى ولو أصبح لديه خبرة لم يعد يطمح إلـى أن يخـدم هـذه الأمـة، لأنهـا عنده ليست شيئاً، أصبح معتزاً بأولئك، منبهراً بأولئك، يعظِّم أولئك، ويحتقر هذه الأمة، ويمتهنها، هي أمةً ليست جديرة بـأي شـيء مـن قبلـه، فيعود ساخطاً على هذه الأمة، ليس ساخطاً لأنها لماذا لا تبني نفسها، أصبح يزدريها هكذا. ولو كان لا يزال في قلبه ذرة من احترام لهذا المجتمع، أو اهتمام بشأنه لانطلق هو أن يفيد بخبرته هذا المجتمع.
نستقدم الخبراء من هناك لكن أولئك يعرفون من هم ومن نحن، لاحظ الفارق يأتي خبراء وهم يعرفون من نحن، نحن أمة لو ننهض، لو يخلصون لنا، لو يخلصون معنا فبين أيدينا كتاب عظيم، بين أيدينا دين عظيم قد نشكل خطورة على حضارتهم، هم يخرجون إلينا وهم يحتقروننا وحريصون على أن لا نعلم شيئاً إلا فضلات معرفتهم التي فقط تؤهلنا لأن نكون سوقاً استهلاكية لمنتجاتهم، هي مجرد أن تعرف كيف تشغل منتجاتهم فقط لا كيف تصنع مثلها، أو كيف تنافسهم في التصنيع على نحوها.
عندما نرسل طلاباً إلى الخارج منح دراسية أيضاً وهم جاهلون، ولا نشرح لهم أي مجتمع سيصلون إليه، في نفس الوقت مما يعزز المسألـة ويزيـد الطيـن بلة هو أنهم لا يحظون برعاية، بل يشكون كثيراً ويعانون كثيراً من اختلاس مساعداتهم المالية، وسرق للمساعدات، وتأخير لها، وأرقام بسيطة، فيعيشون هناك [أزمات مالية كبيرة] فيعود وهو كتلة من الازدراء لهذا المجتمع، ولهذه الدولة.
يوم كنا في مجلس النواب كانت تأتي شكاوى كثيرة من طلاب في مختلف البلدان، يشكون من أن مساعداتهم تتأخر، أزمات كثيرة مالية معيشية يعانون منها بسبب تأخير مساعداتهم، وقلة مساعداتهم، ومماطلة السفارات والملحقيات الثقافية في صرفها، وأخذ منها، شكاوى كثيرة كانت تأتي.
عندمـا يعـود الطالب ماذا يمكن أن يعمل؟ قد يأتي - ولازدرائه لهذه الأمة، ولهذه الدولة - يعمل لمصلحة نفسه فقط، وإذا ما عمل داخل مؤسسة حكومية مثلاً، داخل مصنع يهتم بنفسه فقط، لا يحمل أي مشاعر من الاهتمام بواقع هذه الأمـة، وأن يعمل على رفعتها، وأن يخلص لها.
فرح الناس عندما أصبح لدينا عطلة يومين، فرحوا، بينما كانوا في ألمانيا وفي اليابان العمال يصيحون: لا، عندمـا تكـون ساعـات العمـل قليلـة، لا، يريدون أن تكون ساعات العمل طويلة! في اليابـان عندمـا كانـوا يرسلون طلاباً كان اليابانيون يحرصون على أن يحافظوا على هويتهم، وتقاليدهم كشعب متميز بتقاليده وهويته، هو شعب ظُلم من قبل الآخرين، من قبل الغرب، ظلم من قبل أمريكا، فيرسلوا طلاباً على مستوى من الوعي، يفهم من هو، ويفهـم مـا هـي مهمته، هو أن يسافر فـي رحلـة ومنحـة دراسيـة وأن يتعلم حتى ولو عند أعدائه لكن يتعلم ليعرف في الأخيـر كيـف يضربهـم، يتعلـم ليعـرف كيف يبني بلاده، فيصبح ذلك الشعب الذي قهر على أيديهم يقهرهم هو في ميادين
لمتابعة تصريحات ومقالات وأنشطة القيادة ،، ومستجدات
🔹من نحن ومن هم🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ شهر شوال 1422هـ | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
لكن ما هو غائب في الساحة هو هذا: أننا لا نعرف من نحن، ولا نعرف من هم، من هـم أولئك الذين ينادون بالتعليم: تعلموا، تتعلم المرأة، يريدون للمرأة أن تصبح وسيلة لإفساد الرجل، إضافةً إلى كونها وسيلة لإفساد أبنائها، امرأة تظهر وهي تلهث وراء أن تقلد كل مظهر مهما كان منحطاً، يأتي من جانب أولئك، لأنها ستتعلم بالشكل الذي تصبح فيه تكبّر أولئك، وتعظم أولئك، وتنبهر بهم، أي امرأة تراها تقلدها، تقص شعرها تقص شعرها، تطول أظافيرها تطول أظافيرها، تتبرج، تتبرج مثلهـا، هـذا هـو مـا يحصـل فعلاً!
وليست المسألة فقط هي قضية مناهج علمية، المرأة تتلقـى التعليـم مـن مختلـف الجهـات، مـن وسائـل الإعلام، عن طريق المسلسلات، يترسخ في ذهنيتها الإعجاب بمظهر معين، متى ما أرادت أن ترفع نفسها نحو أن تشعر بأنها تريد أن تتحضر، أو أنها أصبحت متحضـرة، يعنـي أن تكـون علـى هـذا النحـو الـذي شاهدت عليه الممثلة الفلانية، أو المغنية الفلانية، أو الراقصة الفلانية، التي أصبحت تعجب بمظهرها.
ألم تصبح النساء في بلادنا يتسابقن على تسمية البنات بأسماء الممثلات؟ يحصل هذا بل أصبحت بعض النساء يسمين بناتهن باسم المرأة اليمنية التي تخرج في برنامج [المضمار].
إذاً ألسنا في الواقع لا نعلم شيئاً {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً} (النحل78) لكن أراد أن نتعلم وأن نتعلم الكثير لكن على يده هو. نتعلم مِنْ على يد غيره سنصبح فعلاً لا نعلم شيئاً، ومتى فقدنا هويتنا وأصبحنا لا نعلم شيئاً من نحن ومن هم هو الكفيل بأن نفقد أيضاً حضارتنا، لأننا لن نصل إلى مستوى أن نكون أمة تنتج وتصنِّع وتزرع وتعلم كل شيء، والواقع يشهد بهذا.
قد يأتي طفرة أحياناً نريد أن نعمل شيئاً فنرسل طلاباً إلى الخارج، نرسلهم قبل أن نعرِّفهم من نحن ومن أولئك الذين سيذهبون إليهم، فيعودون بنظرة عكسية، حتى ولو أصبح لديه خبرة لم يعد يطمح إلـى أن يخـدم هـذه الأمـة، لأنهـا عنده ليست شيئاً، أصبح معتزاً بأولئك، منبهراً بأولئك، يعظِّم أولئك، ويحتقر هذه الأمة، ويمتهنها، هي أمةً ليست جديرة بـأي شـيء مـن قبلـه، فيعود ساخطاً على هذه الأمة، ليس ساخطاً لأنها لماذا لا تبني نفسها، أصبح يزدريها هكذا. ولو كان لا يزال في قلبه ذرة من احترام لهذا المجتمع، أو اهتمام بشأنه لانطلق هو أن يفيد بخبرته هذا المجتمع.
نستقدم الخبراء من هناك لكن أولئك يعرفون من هم ومن نحن، لاحظ الفارق يأتي خبراء وهم يعرفون من نحن، نحن أمة لو ننهض، لو يخلصون لنا، لو يخلصون معنا فبين أيدينا كتاب عظيم، بين أيدينا دين عظيم قد نشكل خطورة على حضارتهم، هم يخرجون إلينا وهم يحتقروننا وحريصون على أن لا نعلم شيئاً إلا فضلات معرفتهم التي فقط تؤهلنا لأن نكون سوقاً استهلاكية لمنتجاتهم، هي مجرد أن تعرف كيف تشغل منتجاتهم فقط لا كيف تصنع مثلها، أو كيف تنافسهم في التصنيع على نحوها.
عندما نرسل طلاباً إلى الخارج منح دراسية أيضاً وهم جاهلون، ولا نشرح لهم أي مجتمع سيصلون إليه، في نفس الوقت مما يعزز المسألـة ويزيـد الطيـن بلة هو أنهم لا يحظون برعاية، بل يشكون كثيراً ويعانون كثيراً من اختلاس مساعداتهم المالية، وسرق للمساعدات، وتأخير لها، وأرقام بسيطة، فيعيشون هناك [أزمات مالية كبيرة] فيعود وهو كتلة من الازدراء لهذا المجتمع، ولهذه الدولة.
يوم كنا في مجلس النواب كانت تأتي شكاوى كثيرة من طلاب في مختلف البلدان، يشكون من أن مساعداتهم تتأخر، أزمات كثيرة مالية معيشية يعانون منها بسبب تأخير مساعداتهم، وقلة مساعداتهم، ومماطلة السفارات والملحقيات الثقافية في صرفها، وأخذ منها، شكاوى كثيرة كانت تأتي.
عندمـا يعـود الطالب ماذا يمكن أن يعمل؟ قد يأتي - ولازدرائه لهذه الأمة، ولهذه الدولة - يعمل لمصلحة نفسه فقط، وإذا ما عمل داخل مؤسسة حكومية مثلاً، داخل مصنع يهتم بنفسه فقط، لا يحمل أي مشاعر من الاهتمام بواقع هذه الأمـة، وأن يعمل على رفعتها، وأن يخلص لها.
فرح الناس عندما أصبح لدينا عطلة يومين، فرحوا، بينما كانوا في ألمانيا وفي اليابان العمال يصيحون: لا، عندمـا تكـون ساعـات العمـل قليلـة، لا، يريدون أن تكون ساعات العمل طويلة! في اليابـان عندمـا كانـوا يرسلون طلاباً كان اليابانيون يحرصون على أن يحافظوا على هويتهم، وتقاليدهم كشعب متميز بتقاليده وهويته، هو شعب ظُلم من قبل الآخرين، من قبل الغرب، ظلم من قبل أمريكا، فيرسلوا طلاباً على مستوى من الوعي، يفهم من هو، ويفهـم مـا هـي مهمته، هو أن يسافر فـي رحلـة ومنحـة دراسيـة وأن يتعلم حتى ولو عند أعدائه لكن يتعلم ليعرف في الأخيـر كيـف يضربهـم، يتعلـم ليعـرف كيف يبني بلاده، فيصبح ذلك الشعب الذي قهر على أيديهم يقهرهم هو في ميادين
لمتابعة تصريحات ومقالات وأنشطة القيادة ،، ومستجدات