شتات ...
ما رأيك في استمرار الحياة الزوجية من أجل الأولاد؟
هذا السؤال قرأته في أحد وسائل التواصل ...
ورأيت أن أذكِّر يالأمور الآتية:
= أن الأصل أن يحافظ المؤمن على حياته مع زوجته الصالحة ما استطاع ، فإنه إن كره منها خلقاً رضي منها آخر.
= مع اعتقادي أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يؤدب الأولاد، فإن بقاء الأب والأم في بيت الزوجية مما يساعد بإذن الله في حسن تربيتهم وسلامتهم، وهذا من اتخاذ الأسباب .
= وقد جاء في الحديث ما يشير إلى هذا المعنى؛ أخرج أبو داود تحت رقم (2231) والحديث أصله في الصحيحين وصححه الألباني، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ مُغِيثًا كَانَ عَبْدًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْفَعْ لِي إِلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بَرِيرَةُ اتَّقِي اللَّهَ، فَإِنَّهُ زَوْجُكِ وَأَبُو وَلَدِكِ!
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْمُرُنِي بِذَلِكَ.
قَالَ: لَا، إِنَّمَا أَنَا شَافِعٌ .
فَكَانَ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدِّهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، وَبُغْضِهَا إِيَّاهُ".
ومحل الشاهد فيه قوله صلى الله عليه وسلم: "يَا بَرِيرَةُ اتَّقِي اللَّهَ، فَإِنَّهُ زَوْجُكِ وَأَبُو وَلَدِكِ!".
ووجه الدلالة: أنه رغبها في بقائها مع مغيث، لأنه زوجها ، وأبو ولدها!
فالبقاء في الزوجية ولو من أجل الولد، شيء له أصل!
وليلاحظ المسلم والمسلمة أن هذا ليس على سبيل الإلزام، وإنما هو من باب التقريب والصبر من أجل الأولاد!
ليس ضعفا.
وليس إهانة .
وإنما صبر على المعروف ، وحفاظ على الود!
والصبر يكون لله؛
فلاتمنن على الزوج .
ولا تمنن على الأولاد.
فلا تنتظر أيها الأب إذا صبرت ، ولا تنتظري أيتها الأم إذا صبرت من أجلهم شيئا!
إنما الصبر لله، ومنه تنتظرا الفرج والأجر والثواب.
وبالله التوفيق.
صفحة الشيخ محمد عمر بازمول حفظه الله على الفيس
ما رأيك في استمرار الحياة الزوجية من أجل الأولاد؟
هذا السؤال قرأته في أحد وسائل التواصل ...
ورأيت أن أذكِّر يالأمور الآتية:
= أن الأصل أن يحافظ المؤمن على حياته مع زوجته الصالحة ما استطاع ، فإنه إن كره منها خلقاً رضي منها آخر.
= مع اعتقادي أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يؤدب الأولاد، فإن بقاء الأب والأم في بيت الزوجية مما يساعد بإذن الله في حسن تربيتهم وسلامتهم، وهذا من اتخاذ الأسباب .
= وقد جاء في الحديث ما يشير إلى هذا المعنى؛ أخرج أبو داود تحت رقم (2231) والحديث أصله في الصحيحين وصححه الألباني، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ مُغِيثًا كَانَ عَبْدًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْفَعْ لِي إِلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بَرِيرَةُ اتَّقِي اللَّهَ، فَإِنَّهُ زَوْجُكِ وَأَبُو وَلَدِكِ!
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْمُرُنِي بِذَلِكَ.
قَالَ: لَا، إِنَّمَا أَنَا شَافِعٌ .
فَكَانَ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدِّهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، وَبُغْضِهَا إِيَّاهُ".
ومحل الشاهد فيه قوله صلى الله عليه وسلم: "يَا بَرِيرَةُ اتَّقِي اللَّهَ، فَإِنَّهُ زَوْجُكِ وَأَبُو وَلَدِكِ!".
ووجه الدلالة: أنه رغبها في بقائها مع مغيث، لأنه زوجها ، وأبو ولدها!
فالبقاء في الزوجية ولو من أجل الولد، شيء له أصل!
وليلاحظ المسلم والمسلمة أن هذا ليس على سبيل الإلزام، وإنما هو من باب التقريب والصبر من أجل الأولاد!
ليس ضعفا.
وليس إهانة .
وإنما صبر على المعروف ، وحفاظ على الود!
والصبر يكون لله؛
فلاتمنن على الزوج .
ولا تمنن على الأولاد.
فلا تنتظر أيها الأب إذا صبرت ، ولا تنتظري أيتها الأم إذا صبرت من أجلهم شيئا!
إنما الصبر لله، ومنه تنتظرا الفرج والأجر والثواب.
وبالله التوفيق.
صفحة الشيخ محمد عمر بازمول حفظه الله على الفيس